تحويل جزء من النيل إلى «أرض زراعية» فى كفر الزيات بـ«القمامة»

07:52 م | الأربعاء 23 نوفمبر 2016

تلال من القمامة تقف على شط نهر النيل، كوّنتها الجرارات التابعة للوحدات المحلية بقرى مركز كفر الزيات بمحافظة الغربية، التى تنقل القمامة من البيوت وتلقيها فى النيل، ويستخدمها الأهالى أصحاب الأراضى الزراعية فى ردم جزء من النيل بهدف زراعته، فيما تسبّبت هذه القمامة فى مشكلات صحية لعدد كبير من المواطنين، حيث يتم حرق كميات هائلة منها بالقرب من الأماكن السكنية، واستطاع أحد أصحاب الأراضى الزراعية أن يردم من النيل مساحة تصل إلى الفدانين، باستخدام هذه القمامة فى منطقة فاصل الزمام بين قرية أبيج وقرية بلاشى.

فى قرية أبيج، أمام مسجد نجيب، تم ردم النيل بطول يزيد على 40 متراً، وعمق نحو 15 متراً، وأيضاً أمام المعهد الدينى الإعدادى والابتدائى، ومسجد النور، ولم تكن هذه هى المشكلة الوحيدة التى يعانى منها نهر النيل فى محافظة الغربية، خصوصاً فى مركز كفر الزيات، حيث تعدّى عدد كبير من المواطنين على طريق جسر نهر النيل، الذى أصبح عرضه فى بعض المناطق فى حدود 4 أمتار، رغم أن العرض الطبيعى للطريق يزيد على 14 متراً، حيث تعدى عدد من المواطنين على الطريق بطول 14 كيلومتراً، بداية من قرية بلشاى فى مركز كفر الزيات، مروراً بقرى أبيج وقرية بنوفر وقرية منشأة مهنى، وصولاً إلى قرية محلة اللبن فى مركز بسيون.

{long_qoute_1}

ويقول علاء حمامة، أحد المواطنين فى قرية أبيج: «التعدى على النيل أصبح أمراً مزعجاً جداً وصعباً، والحكومة غائبة، والناس كلها بترمى الزبالة فى النيل، لغاية لما ردموا مساحات كبيرة، والنيل أساساً مابقاش نضيف، والمفروض أننا نحافظ عليه».

ويتابع «حمامة»: «المشكلة الكبيرة فى المواطنين، الوحدة المحلية موفرة لهم جرارات علشان تلم الزبالة من البيوت، الناس بتفضّل أنها ترمى الزبالة فى النيل، علشان مايدفعوش الـ10 جنيه رسوم النظافة كل شهر، علشان كده كل واحد بيبعت عياله أو زوجته يرموا الزبالة فى النيل، كنوع من أنواع التوفير، علشان العشرة جنيه ممكن تكون كتيرة عليهم».

ويتابع الرجل: «فعلاً الناس غلطانة، لكن المشكلة الأكبر أننا عندنا مصيبة أعظم هى أن الوحدة المحلية لو لمت الزبالة من المواطنين بترميها برضو فى النيل علشان الناس تردم النيل أكتر، وتوسع فى أراضيها». يقف أحد المواطنين أمام أرضه حزيناً بسبب قيام الجرارات التابعة للوحدة المحلية بإلقاء القمامة بها: «الوحدة المحلية فى أبيج بتبعت الجرارات المحمّلة بالزبالة وترميها هنا، والمكان ده على طريق جسر النيل وأرضى مابقتش عارف أوصل لها ولا أدخلها، بسبب الزبالة اللى مالية الطريق».

يقول عبداللطيف حافظ، أحد سكان قرية أبيج: «هناك تعديات كبيرة على طريق جسر النيل، الطريق ده اتعمل من سنين طويلة جداً، وكان عرضه أكتر من 14 متراً، دلوقتى الطريق فى بعض الأماكن بقى 4 أمتار، كل فلاح عامل منزل قدام أرضه، وقاطع الطريق على مزاجه، ومفيش أى مسئول بيقول له انت بتعمل إيه». ويتابع: «أنا فى مرة رُحت إدارة حماية النيل فى مركز بسيون، وقلت لهم إن فيه تعديات كتير على طريق جسر النيل، وفيه ناس بتردم فى النيل، الموظف قال لى اكتب محضر وهاتهولى، وأنا ماينفعش أعمل محاضر لحد، لأن الناس كلها قرايبى، ولو كتبت محضر هيحصل مشكلة كبيرة، وبعدين لما أقدم محضر فى الناس، دور الموظف إيه؟ المفروض أن ده شغله وهو اللى يعمله، والمفروض أنه يبحث عن المخالفين والمتعدين على النيل ويضعهم أمام القانون».

{long_qoute_2}

طريق جسر النيل الرابط بين عدد كبير جداً من قرى مركز كفر الزيات، بداية من قرية بلشاى، مروراً بقرية أبيج وقرية بنوفر ومنشأة مهنى وكفر البوسار، وصولاً إلى قرية محلة اللبن التابعة لمركز بسيون، أصبح يهدد حياة المواطنين، بالإضافة إلى أصحاب مصانع الطوب، حيث يقع على جانبى هذا الطريق نحو 12 مصنع طوب، هذه المصانع أصبحت تواجه أزمة كبيرة بسبب عدم قدرة سيارات النقل على الوصول إليها لضيق الطريق.

ويقول الحاج عبدالمعطى محمد، أحد أصحاب مصانع الطوب: «مابقيناش عارفين نشتغل بسبب ضيق الطريق، الجرارات النقل مابقتش عارفة توصل لنا، لو فيه شوية مطر فى الطريق مفيش عربية هتعرف توصل». ويتابع: «خلال الأيام اللى فاتت فيه أكتر من عربية نقل وقعت فى النيل، بسبب ضيق الطريق، وفيه عربيات تانية وقعت فى الأراضى الزراعية، بسبب ضيق الطريق وارتفاعه، العربيات بقت خايفة تنزل للمصانع، لأن الطريق الحقيقة أصبح صعب جداً». ويطالب «الحاج عبدالمعطى» المسئولين بسرعة التدخل لإنقاذ طريق جسر النيل ووقف التعدى عليه من قِبَل المواطنين، خصوصاً أن الأمر أصبح يُهدد أرزاقهم.

من جانبه، رفض المهندس حسين النوسانى، سكرتير مجلس مدينة كفر الزيات، تعدى أى شخص من المواطنين على نهر النيل، مؤكداً أنها تعتبر جريمة يعاقب عليها القانون. وقال «النوسانى» إن هناك إدارة هى المسئولة عن حماية نهر النيل، تسمى الإدارة العامة لحماية النيل، وليس مجلس المدينة، مؤكداً أنه لم تصل إليه أى بلاغات تفيد بتعدى أى مواطنين على النهر. وأضاف أنه إذا وصلت إليه أى شكوى أو بلاغ من أى شخص بالتعدى على نهر النيل سيقوم بالتحقيق فوراً، مشيراً إلى أنه سيجرى جولة تفقدية لبحث التعديات على نهر النيل وإرسالها إلى الجهات المختصة، بما فيها وزارة البيئة، وإدارة حماية نهر النيل، وغيرهما من الجهات المسئولة.

وعن إلقاء الجرارات التابعة للوحدة المحلية القمامة فى نهر النيل وردم مساحات كبيرة من النيل وتحويلها إلى أرض زراعية، قال «النوسانى» إن الوحدات المحلية لديها اتفاق مع عدد من المقاولين لنقل القمامة من المنازل، موضحاً أن من يقوم بإلقاء القمامة فى نهر النيل هو المقاول الذى وقّعت معه الوحدات المحلية الاتفاق، وسيتم التحقيق فى هذا الأمر على وجه السرعة. وعن تعدى عدد من المواطنين على طريق جسر النيل وقطعه حتى أصبح عرضه فى بعض الأماكن لا يزيد على 4 أمتار، فى حين أن العرض المفترض أن يكون عليه الطريق لا يقل عن 14 متراً، قال «النوسانى» إن هذا الأمر يخص الهيئة العامة للطرق، مشيراً إلى أن مجلس المدينة رصد مبلغ 2 مليون جنيه لتطوير وإنارة ورصف طريق الكورنيش فى مدينة كفر الزيات.