البرعى: ثورة الجياع قريبة.. وقرض «النقد» ليس «مصباح علاء الدين»
على قهوة صغيرة بمنطقة محرم بك، خلف المحكمة مباشرة، جلس الدكتور أحمد البرعى، وزير القوى العاملة الأسبق فى حكومة د.عصام شرف، يرتشف الشاى مع مجموعة من المحامين والنشطاء، ينتظر بدء جلسة عمال الحاويات التى سيترأس هيئة الدفاع عنهم خلالها.
اقتربت «الوطن» من الدكتور البرعى، وحاورته حول الوضع السياسى القائم، باعتباره أبرز أعضاء جبهة الإنقاذ، ورؤيته لمستقبل البلاد فى ظل الاعتصامات والاحتجاجات العمالية، ورأيه فى المطالبات بعودة الجيش للحكم وعدد من القضايا المهمة كأزمة النائب العام وما يحدث فى الأزهر الشريف.. وإلى نص الحوار:
■ كيف ترى الوضع فى البلاد فى ظل الاعتصامات والإضرابات الحالية؟
- ما يحدث فى البلاد أمر طبيعى؛ لأننا منذ الأيام الأولى للثورة نحذر من قيام ثورة الجياع، وحكومة الإخوان بدلاً من أن تنتبه لهذا الأمر أخذت مصر فى معارك جانبية لا علاقة لها بلقمة العيش، فبعد أن نجحنا فى أعقاب الثورة فى نشر ثقافة المفاوضات جاءت حكومة الإخوان لتمحو هذه الثقافة فى ظل فساد منتشر وعدالة اجتماعية غائبة.
■ ما ردك على الاتهامات الموجهة لحكومة شرف، ولك بشكل خاص، بأنكم ساهمتم فى زيادة الاعتصامات بمفاوضاتكم وتلبيتكم لمطالب العمال المعتصمين؟
- هذا الاتهام لا يدل إلا على تخلف من يوجهه، فقد واجهت الحكومة عقب الثورة ثلاثة إضرابات كادت تهدم مصر، هى إضراب شركات قناة السويس، والمحلة الكبرى، والنقل العام، وكان لا بد من التفاوض مع العمال وقتها والوصول إلى حلول وسط لإنقاذ البلاد، وهذه هى الثقافة التى من المفترض أن تنتشر لأن تجاهل الاعتصامات والإضرابات سيزيد من اشتعال الأزمات.
وأنا فخور بأننى كنت أول من بدأ المفاوضات الجماعية مع العمال فى مصر، وأنبه المسئولين إلى أنه لن تكون هناك حلول للمشاكل والإضرابات العمالية إلا بالتفاوض.
■ هل تتنبأ بقيام الثورة من جديد؟
- أتنبأ باندلاع ثورة الجياع قريباً نتيجة لتصرفات الجماعة، وهالنى تصريح الدكتور مرسى بأنه ليس هناك ما يعرف بثورة الجياع، وأحب أن أخبره بأن مشهد الناس اللى بتعتصم وتقطع الطرق عشان أنبوبة البوتاجاز ورغيف العيش والسولار وانقطاع الكهرباء هو بداية إرهاصات ثورة الجياع، وعلى الرئيس وحكومته الانتباه لذلك.
■ كيف ترى إصرار الحكومة على الحصول على قرض صندوق النقد الدولى؟
- قرض صندوق النقد الدولى لن يجدى دون ترشيد الإنفاق الحكومى وترشيد الدعم بحيث لا يتم الضغط على الطبقات الفقيرة، وأن تتحمل الطبقات الغنية أعباء جديدة لتحقيق العدالة الاجتماعية، وتنمية موارد الدولة بأكملها وهى جميعاً خطوات لا بد من اتخاذها للخروج من الأزمة وليس فقط انتظار قرض النقد الدولى؛ لأنه ليس «مصباح علاء الدين» كما تراه الحكومة، وإذا استمرت هكذا فى سياستها فربما تحصل على القرض وتنفقه فى مواد استهلاكية ثم تعود ريمة لعادتها القديمة.
■ بماذا تفسر اتجاه قطاع كبير من المواطنين للمطالبة بعودة الجيش للحكم؟
- أفسر ذلك بأن المواطنين باتوا لا يجدون بديلاً لإنقاذ البلاد، وليس العتاب عليهم، وإنما العتاب على سياسات الإخوان التى ستؤدى إلى كوارث لا نهاية لها، ما جعل الخوف ينتشر داخل المواطنين ويجعلهم يبحثون عن القوة الوحيدة القادرة على إنقاذ البلاد.
■ وما رأيك فى عودة الجيش ثانية للحكم؟
- عودة الجيش للسياسة هى تجربة صعبة ومرة، خاصة أن التجربة الأولى لم تكن ناجحة، ولكن إذا تعلق الأمر بالأمن القومى، خاصة بعد الأحداث التى تشهدها سيناء والتلويح بصكوك باطلة تهدد قناة السويس، وما أثير حول حلايب وشلاتين، فإن الجيش لا بد أن يلعب دوره فى حماية الأمن القومى.
■ ما تعليقك على أزمة الأزهر الشريف وهل ترى أن حادثة التسمم كانت مدبرة لهدف ما؟
- حتى نقول إن الحادثة مدبرة لا بد أن تكون لدينا معلومة مؤكدة ودليل على ذلك، ولكن هناك بعض الملابسات حول الموضوع، خاصة فيما يتعلق بقضية الصكوك، وفى أى حال من الأحوال فإننا نحذر من المساس برمز مصر الوسطى، وهو الأزهر الشريف، والرجل الفاضل الذى يترأس هذا الرمز، فضيلة الشيخ أحمد الطيب، كما يدفعنا إلى القول بأنه إذا كان هناك تدبير فيجب أن يعلم المدبرون أن الأزهر خط أحمر.
■ كيف ترى تعامل النظام مع أزمة النائب العام، خاصة بعد صدور حكم محكمة الاستئناف؟
- من الواضح أن النظام يتجاهل الحكم وهذا سيزيد من مظاهر سقوط دولة القانون.