أحلام الأطفال فى «رملة بولاق»: قبل ما تحلم فوق!

أحلام الأطفال فى «رملة بولاق»: قبل ما تحلم فوق!
- تى شيرت
- جيل جديد
- رجال أعمال
- رملة بولاق
- سوق العمل
- طبيب أطفال
- لاعب كرة
- أبراج نايل سيتى
- أبو
- تى شيرت
- جيل جديد
- رجال أعمال
- رملة بولاق
- سوق العمل
- طبيب أطفال
- لاعب كرة
- أبراج نايل سيتى
- أبو
- تى شيرت
- جيل جديد
- رجال أعمال
- رملة بولاق
- سوق العمل
- طبيب أطفال
- لاعب كرة
- أبراج نايل سيتى
- أبو
رغم الفقر المدقع الذى يعيشون فيه، وطفولتهم البريئة المنتهكة بفعل ظروف المكان، فإن أطفال رملة بولاق، تمسّكوا بشىء واحد فى مواجهة ظروفهم، وهى الأحلام التى يسعون لتحقيقها. المنطقة العشوائية التى تقع خلف «أبراج نايل سيتى»، وهى عبارة عن غرف وعشش لا تتجاوز الواحدة منها بضعة أمتار، صارت شاهدة على جيل جديد من الأطفال لديه أحلام كبيرة، لكنها تُدفن فى المهد ويحل بدلاً منها عامل المسئولية الذى يدفع الأطفال إلى سوق العمل مبكراً للمساعدة فى الإنفاق على أسرهم.
{long_qoute_1}
حمادة سعيد، 11 عاماً، جلس أمام بيته على حجر كبير حافى القدمين، معلناً أن أمنيته هى الغناء: «أيوه أنا عارف إنى فقير، بس أنا نفسى أغنى أو أعزف، نفسى حد يعلمنى الموضوع ده ويتبنانى، إشمعنى الناس التانية؟!». يدفن «حمادة» موهبته بين الجدران المتشققة: «أمى وأبويا بيشتغلوا ليل نهار علشان يجيبوا لينا أكل أنا وإخواتى، باسمعهم كتير بيتكلموا عن أن العيال لما يكبروا شوية لازم نخليهم يتعلموا صنعة علشان يساعدونا فى الفلوس شوية، أكيد هما بيتكلموا عليا، لأن أخويا الكبير خلاص راح اشتغل أرزقى، بس أنا عندى أمل أن الدنيا ممكن تتغير!».
بين البط و«الطشت» المعدنى الكبير، الذى تضع فيه جدته الطعام والماء، يلعب فتحى محمد، 8 سنوات، وهو سعيد، لكنه لم يُخفِ أمنيته: «نفسى أتعلم وأبقى دكتور، لما تعبت مرة ورُحت الدكتور، لاقيته واحد لابس نضيف أوى وشكله حلو وبيكلمنى بالراحة والناس كلها بتحبه وبتسمع كلامه، من يومها وأنا نفسى أطلع دكتور أطفال».
محمود سيد، 7 سنوات، هو صديق الطفل «فتحى»، لكن أحلامه مختلفة عنه: «نفسى أطلع لعيب كورة، وعلشان أبقى لعيب لازم أتدرب مع العيال فى النادى اللى بيأجروه ولازم أجيب تى شيرت عِدل، لكن أنا كل ما أقول لأمى تقول لى منين، أبوك مش موجود واخواتك عايزين نجيب لهم أكل»، يحلم «محمود»، ويسعى لتحقيق حلمه، لكنه يؤكد أنه لن يصل: «صعب جداً».
طفلة سمراء، جلست فى أحد أركان الحى تتأمل المارة، هى فاتن سعيد، 13 عاماً، عبّرت عن أمنيتها فى أن تصبح صحفية: «باعرف أكتب وأقرأ كويس، وبافهم فى السياسة والحاجات اللى بتحصل فى البلد، نفسى أكمل تعليمى وأبقى صحفية، أنا وصلت لغاية 6 ابتدائى وأهلى قالوا لى كفاية عليكِ إنك بتعرفى تفكى الخط».
تبتسم «فاتن» بخجل عندما تسمع أحد الأشخاص يناديها باسم الدلع «فيفى»: «أنا عارفة أن حالنا مش زى الناس التانية، وعارفة قصة أن فيه ناس كبيرة رجال أعمال عايزين يطردونا، لكن أنا مش بافكر فى كل ده، أنا بافكر أكبر وأبقى صحفية وأتكلم عن مشاكلنا علشان حد يحلها».