«خوارج العصر» يقتلون «حلاج سيناء».. حارب «الدواعش» بالتصوف وتنبأ بنهايتهم

كتب: الوطن

«خوارج العصر» يقتلون «حلاج سيناء».. حارب «الدواعش» بالتصوف وتنبأ بنهايتهم

«خوارج العصر» يقتلون «حلاج سيناء».. حارب «الدواعش» بالتصوف وتنبأ بنهايتهم

«حلاج سيناء»، لقب أطلقه الكثيرون من أهالى شمال سيناء على الشيخ «سليمان أبوحراز»، الذى رفع راية «التصوف» فى وجه دعاوى التكفير التى يطلقها عناصر تنظيم «داعش»، الذين وصفهم بأنهم «خوارج العصر»، الذين لم يتورعوا عن قتله بدم بارد، رغم أنه تجاوز المائة من عمره، وبنفس الطريقة التى قُتل بها «الحسين بن منصور بن محمد»، المُلقب بـ«الحلاج»، فى القرن العاشر الميلادى.

ولم يهتز الشيخ الزاهد «أبوحراز»، ولم يلِن، أمام التهديدات التى كان يتلقاها من العناصر التكفيرية، ولا أمام مخاوف العديد من مريديه وأنصاره عليه، من أن تطوله يد الغدر، خاصة بعد قيام عناصر تنظيم «أنصار بيت المقدس» باختطافه من منزله فى شهر أكتوبر الماضى، ولكنه عاد بعد إطلاق سراحه ليؤكد أنه سيموت مقتولاً على يد «الفئة الباغية»، بل وتنبأ بأن نهاية هؤلاء «الدواعش» ستكون مع انتهاء موسم حصاد الزيتون.

{long_qoute_1}

وعلى نفس نهج «الحلاج» اتخذ «أبوحراز» من التصوف وسيلة للجهاد فى سبيل الحق ومحاربة الظلم والطغيان فى النفس وفى المجتمع، حتى ذاعت شهرته، وزاد عدد مريديه وتابعيه فى مختلف أنحاء سيناء، وما قصد ضائق صدر بابه إلا وعاد منشرحاً منفرجاً، بل وجاءت نهايته على يد من يحملون أفكار نفس «الفئة الباغية»، التى سبق أن قتلت «الحلاج»، ممن يستندون إلى كتب «الولاء والبراء» للشيخ محمد بن عبدالوهاب، وكتب ابن تيمية. ودخل التصوف سيناء عام 1954 على يد اثنين من القامات الصوفية، وهما الشيخ «أبوأحمد الفالوجى»، الذى قدم من قطاع غزة، والتقى الشيخ «عيد أبوجرير»، وكانت هذه هى بداية النقلة التى حولت كثيرين من أهالى سيناء، من قطاع طرق وتجار مخدرات، إلى مريدين وسالكين إلى الله ورسوله. وبقى الشيخان معاً يحاربان الانحلال والانفلات وقطع الطريق، وكوّنا زوايا ما زالت إلى يومنا هذا موجودة فى ربوع سيناء، حتى بعد أن انفصل الشيخان عن بعضهما، فما زالت زوايا الشيخ «أبوأحمد الفالوجى»، التى سميت زوايا «العلاوى»، وزوايا الشيخ «عيد أبوجرير»، التى تسمى زوايا «الجريرات»، تعج بالمريدين.

وفى نفس التوقيت، خرج العديد من الرجال والنساء، ممن ذاع صيتهم بين الناس، بأنهم «أهل الله»، فكان يذهب إليهم الناس لا للتبرك فحسب، بل لمشاورتهم فى بعض أمور الحياة، ومنهم على سبيل المثال «الشيخ زويد»، و«الأبرقين»، و«الشيخ جبارة»، وغيرهم ممن ماتوا ودُفنوا وتم تشييد مقامات لهم، وهو أمر أثار استهجاناً لدى أصحاب الفكر السلفى والوهابى، خاصة أن الشيخ محمد بن عبدالوهاب نفسه يرى أن «الصوفية زنادقة ومرتدون»، وما إن أتيحت الفرصة لـ«الوهابيين» حتى قاموا بهدم أضرحة الصالحين، ووصفوها فى بياناتهم بـ«مقامات الزنادقة». وزاد عداء «خوارج العصر» للشيخ «أبوحراز»، بعدما أبدى اعتراضه على أفعال الوهابية، فما كان من بعض مريديه إلا أن حذروه من أن يناله دعاة التكفير بسوء، وطلبوا منه «الصمت عن الكلام فإن الأوضاع منفلتة»، ولكن رده كان واضحاً بأن «ما يريده الله سوف يكون»، حتى إنه قال ذات مرة: «ستقتلنى الفئة الباغية»، وأكد الكثيرون من مريديه أنه كان يكرر كثيراً بأنه سوف يموت مقتولاً.

وفى الساعة المحددة لنهاية أجله قامت عناصر جماعة «ولاية سيناء» بإعدام الشيخ الزاهد، ولم يتورعوا عن قتله رغم كبر سنه التى تجاوزت المائة عام، بل وأخفوا جثته فى مكان مجهول، حتى لا يقوم أتباعه ببناء مقام له، يتخذون منه مزاراً لمريديه، وكانت آخر أقواله إن نهاية التنظيم الإرهابى مع انتهاء موسم حصاد الزيتون، كما أخبر أحد أتباعه بذلك، وقد أوشكت نهاية موسم الزيتون، ونهايتهم قد اقترب حسمها.


مواضيع متعلقة