ارتفاع الأسعار يغتال «أحلام الباعة» فى «موسم راكد جداً»: «بيوتنا هتتخرب»

كتب: محمد غالب وسلمى سمير

ارتفاع الأسعار يغتال «أحلام الباعة» فى «موسم راكد جداً»: «بيوتنا هتتخرب»

ارتفاع الأسعار يغتال «أحلام الباعة» فى «موسم راكد جداً»: «بيوتنا هتتخرب»

يلقب المصريون بجميع فئاتهم «المولد النبوى» بـ«موسم الفرحة»، نظراً لما فيه من فرحتين، الأولى: الاحتفال بذكرى أشرف الخلق، والثانية: لكونه موسم رزق ينتظره بعض «تجار الحلوى»، ولكن هذا العام يختلف لأول مرة منذ سنوات طويلة، فباعة حلوى المولد النبوى فى «موقف لا يحسدون عليه»، خاصة أنهم دفعوا مئات الآلاف فى بضعة أطنان سكر، ومثلها مكسرات لصناعة حلواهم التى ربما لا يقبل عليها المصريون على غير عادتهم، لارتفاع أسعارها بسبب أزمتى «نقص السكر» و«وقف استيراد المكسرات».

{long_qoute_1}

وانقسم «الباعة»، أصحاب الموقف الأول بدأوا تصنيع وعرض البضاعة بحذر شديد خوفاً من الخسارة المرتقبة، أما الآخرون فقرروا المجازفة، وصنعوا الكمية التى يصنعونها كل عام وأياديهم على قلوبهم ولسان حالهم «ربنا يستر». فى «سوق الحلاوة» بباب البحر، جلس محمود صالح داخل محله بالفجالة، خمس سنوات وهو يواظب على بيعها كل عام، أما هذا العام فاختلف الأمر: «السنة دى كل حاجة اتغيرت، الدولار ارتفع، السكر زاد، العسل زاد، وكل حاجة مستوردة غليت الضعف»، ويستشهد «صالح» بجوز الهند، الذى زادت أسعاره خمسة أضعاف، والسكر الذى ارتفع إلى ثلاثة أضعاف بعد الأزمة التى هزت مصر، ولم تنته حتى الآن رغم بدء «موسم مولد النبى»، مؤكداً أنه اشترى هذا العام كمية أقل من التى كان يشتريها كل عام: «فيه مصانع قفلت السنة دى، معرفتش تشتغل بسبب الغلاء، ومصانع تانية خفضت العمالة لـ50%، الكل خايف من الموسم ده وربنا يسترها»، وأشار إلى أنه يأسف، لاعتقاد بعض المواطنين أن المسئول عن أزمة السكر هم باعة الحلوى، بدعوى أنهم كانوا يقومون بتخزين كميات كبيرة للموسم، كما أنهم -حسب قوله- يتهمون المصنع بأنه المسئول عن رفع الأسعار والمستفيد الأول منها. أحمد محمد، بائع حلوى فى «باب البحر»، يترحم على أيام زمان: «زمان زى الأيام دى ماكنش حد يعرف يمشى فى السوق من الزحمة، دلوقتى بنتنشأ على الزبون، وكل زبون ييجى يقف قدام البضاعة ويقولك بكام ويمشى»، مؤكداً أن الأسعار زادت بنسبة 60%.

{long_qoute_2}

«أبومحمود»، و«كريم»، بائعان كانا يجلسان أمام محليهما، والعلب التى تحوى حلوى المولد «مرصوصة أمامهما» كما هى، ويتحدث «كريم» بتعجب عن ارتفاع أسعار المكسرات: «مين يقول إن الفستق بـ300 جنيه، بعد ما كان بـ160، والبندق بـ240 بعد ما كان بـ150، ده قطم ضهر للناس كلها وفوق دماغ الزبون».

تحايل البائعان على ارتفاع الأسعار وصنعا كمية محدودة بتكلفة محدودة حتى لا يتعرضا لخسارة أكيدة، ورفعا شعار «ممنوع الفصال» أمام زبائنهما مراعاة للظروف الصعبة التى يعملان فيها: «مفيش فصال، الأسعار عليت علينا وعلى الناس كلها، كيلو المشكل زاد 10 جنيه، والشعب كله عارف الأسعار وزيادتها، وعارف أزمة السكر اللى اشتغلنا فيها».

منذ 15 عاماً، يبيع إسلام قدرى حلوى المولد، لم يشهد موسماً صعباً كهذا الموسم، فالمشاكل كثيرة حسب قوله، السكر سعره مرتفع وغير ثابت والمسكرات مرتفعة بسبب مشكلتى الدولار والاستيراد، حتى ورق الكارتون الذى يصنعون منه العلب سعره ارتفع: «الملبن سعره زاد لـ18 جنيه بعد ما كان بـ7، الفولية زادت من 18 جنيه لـ30، ورغم الأسعار دى بنحاول نقلل على الناس شوية، عشان حاسين بيهم، على قد ما نقدر نمشى الدنيا مع الزبون».

مخاطرة قام بها «سيد العوام»، حيث أصر على تصنيع الكمية نفسها التى صنعها العام الماضى، متوكلاً على الله فى تصريف البضاعة بالسعر الذى حدده: «طن السكر السنة اللى فاتت كان بـ5 آلاف جنيه، النهارده بـ10، يعنى زاد الضعف، المشكلة مش فى السكر بس الخامات كلها غليت، شيكارة جوز الهند كانت بـ300 جنيه بقت بـ2400، يعنى النوع اللى بشتغل بيه زاد أضعاف الأضعاف»، ويضع «العوام» أمله على الزبائن المعتادين على شراء «الحلاوة» مهما ارتفع سعرها: «إحنا لسه فى أول الموسم وربنا يستر».

بائعو العلب الكارتون التى تستخدم فى تعبئة وتغليف حلوى المولد، دورهم لا يقل أهمية عن الباعة ويعانون من الأزمة نفسها، هانى صلاح، أحد باعة العلب، قال: «إن أزمة الدولار رفعت أسعار الورق الكارتون لأنه مستورد، والطن كان بـ6 آلاف جنيه، بقى بـ12 ألف جنيه، يعنى زاد الضعف»، وقرر «هانى» رفع أسعار العلب 30% فقط، حتى تسير حركة البيع قدر الإمكان».


مواضيع متعلقة