إسرائيل تحيى ذكرى «39 عاماً» على زيارة «السادات» إلى القدس: «السلام ما زال بارداً»

كتب: رنا على

إسرائيل تحيى ذكرى «39 عاماً» على زيارة «السادات» إلى القدس: «السلام ما زال بارداً»

إسرائيل تحيى ذكرى «39 عاماً» على زيارة «السادات» إلى القدس: «السلام ما زال بارداً»

يوافق، اليوم، الذكرى الـ39 لزيارة الرئيس الراحل محمد أنور السادات إلى القدس فى 19 نوفمبر 1977، وهى أول زيارة لرئيس مصرى وعربى خطب خلالها فى «الكنيست» الإسرائيلى، وأحدثت زلزالاً عربياً ودولياً ومهدت الطريق إلى اتفاقية «كامب ديفيد»، التى وقّعها «السادات» بعد عامين من الزيارة. {left_qoute_1}

ورغم مرور 39 عاماً، فإن الصحف الإسرائيلية احتفت بذكرى زيارة «السادات» إلى الكنيست، إحياءً لعملية السلام. وفى صحيفة «يديعوت أحرنوت» الإسرائيلية، كتب السفير الإسرائيلى لدى القاهرة دافيد جوفرين، مقالاً يؤكد فيه أن «إسرائيل ستُحيى ذكرى الزيارة التاريخية التى قام بها الرئيس السادات إلى القدس».

وأضاف «جوفرين» أن «المنطقة تشهد منذ ذلك الوقت تقلبات دراماتيكية، لكن اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل لا يزال راسخاً ومستقراً، ويمكن الادعاء بأن «السلام بارد»، وأن التوقعات لم تتحقق، لكن ميراث «السادات» بقى قائماً وراسخاً».

وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، فى تقرير أمس، إنه ليس هناك أحد يمكن أن ينسى أبداً تلك الزيارة، و«ستظل الأجيال تتناقلها إلى نهاية التاريخ بسبب رمزيتها الكبيرة وتحويلها مسار العلاقات فى المنطقة، كما أنها كانت بمثابة نقطة الانطلاق لرسم الشرق الأوسط الجديد فى الثمانينات». وقالت الصحيفة الإسرائيلية: «إلى جانب خطاب الرئيس المصرى فى الكنيست، الذى حُفر فى الذاكرة الجماعية للشعبين المصرى والإسرائيلى، فإن الزيارة بشكل عام تضمّنت أحداثاً أخرى لم يتم تسليط الضوء عليها، بداية من الحادث الذى تعرّض له وزير الدفاع الإسرائيلى عيزرا وايزمان، وحتى الهدية المفاجئة التى تلقتها جولدا مائير فى نهاية الزيارة. وقد جسّمت تلك الزيارة بشكل عام رؤية الشرق الأوسط الجديد».

وأضافت الصحيفة الإسرائيلية: «فى مطار (بن جوريون)، وقف أعضاء الحكومة وأعضاء الكنيست ورئيس الأركان وقادة الجيش الإسرائيلى وعشرات من المسئولين الإسرائيليين فى حالة دهشة، لا يُصدقون أن هذا يحدث بالفعل، وأن الرئيس المصرى يزور إسرائيل بالفعل».

يُذكر أن «السادات» أعلن، فى افتتاح دورة مجلس الشعب 9 أكتوبر 1977، استعداده للذهاب إلى القدس، و«الكنيست» الإسرائيلى نفسه، قائلاً: «ستُدهش إسرائيل حينما تسمعنى الآن أقول أمامكم إننى مستعد أن أذهب إلى بيتهم، إلى (الكنيست) الإسرائيلى ذاته ومناقشتهم»، وهو ما حدث فعلاً، ليصبح أول زعيم عربى يُلقى خطابه الشهير أمام «الكنيست» فى 20 نوفمبر 1977، داعياً إلى «السلام الشامل» بين البلدين.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلى مناحيم بيجن، حينها، أن «إسرائيل لا يمكن أن تعود إلى حدود عام 1967، كما أنها لن تعترف بالدولة الفلسطينية، ولن تقبل بإجراء اتصالات مع منظمة التحرير الفلسطينية»، إلا أن هذا الإعلان لم يُثنِ «السادات» عن القيام برحلته، واعترف كثير من المسئولين المصريين بعدم معرفتهم بالقرار قبل إعلانه، ومنهم إسماعيل فهمى، وزير الخارجية الراحل، الذى قدّم استقالته بعد تأكده من زيارة «السادات»، وقال إن الزيارة «حطمت» دور مصر تجاه الفلسطينيين و«عزلت مصر عربياً، كما عزلت (السادات) داخل بلاده».

واستعد «الموساد» الإسرائيلى بجميع أجهزته ورجاله للزيارة المرتقبة فى قلق بالغ، واعتبروا أن «خطاب السادات ما هو إلا خدعة جديدة مثل خدعة حرب 1973».

وجاء فى خطاب «السادات»: «وقد جئت إليكم اليوم على قَدَمَيْن ثابتَتَيْن، لكى نبنى حياة جديدة، لكى نُقِيم السلام وكلنا على هذه الأرض، أرض الله، كلنا، مسلمين ومسيحيين ويهود، نعبد الله، ولا نشرك به أحداً، وتعاليم الله ووصاياه، هى حب وصدق وطهارة وسلام». وبعد خطاب «السادات» فى «الكنيست»، قال الرئيس الأمريكى السابق جيمى كارتر، إن السادات «يشبه أول رجل صعد إلى سطح القمر».

ولم تكن زيارة «السادات» إلى إسرائيل قراراً هيناً، خصوصاً بعد أن أعلن الكثير من الدول العربية مقاطعتها لمصر، وكانت أبرزها المملكة العربية السعودية وفلسطين وسوريا والعراق، معلقة عضويتها فى الجامعة العربية التى نُقل مقرها الدائم من القاهرة إلى تونس، بناءً على قرار اتُّخذ فى القمة العربية التى عُقدت آنذاك فى بغداد، بناءً على دعوة من الرئيس العراقى أحمد حسن البكر عام 1978، لكن كانت الأوضاع الاقتصادية بدأت فى التدهور، وأصبح قرار مجلس الأمن رقم 338 الخاص بوقف إطلاق النار بغير جدوى، الأمر الذى لم يجعل أمام «السادات» مفراً من الجلوس على طاولة مباحثات واحدة مع أعدائه لطلب «السلام الشامل».


مواضيع متعلقة