ملف المهاجرين في اليونان "قنبلة موقوتة" في ظل انسداد الأفق

كتب: ا ف ب

ملف المهاجرين في اليونان "قنبلة موقوتة" في ظل انسداد الأفق

ملف المهاجرين في اليونان "قنبلة موقوتة" في ظل انسداد الأفق

تتضافر عناصر كثيرة لتحول ملف المهاجرين الى قنبلة موقوتة في اليونان: من يأس اللاجئين، إلى تعبئة اليمين المتطرف، وصولا إلى نقص الدعم الأوروبي، في وقت يبقى الأفق مسدودا أمام أكثر من 16 ألف مهاجر عالقين على الأراضي اليونانية نتيجة الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.

فبعد ليسبوس وساموس في الأسابيع الأخيرة، وصل التوتر منذ الأربعاء إلى جزيرة خيوس.

فقد أصيب مهاجر سوري بجروح خطرة في الرأس الجمعة، بحجارة تم رشقها في مخيم سودا قرب كبرى مدن الجزيرة.

ويوم الأربعاء ومساء الخميس رشق مجهولون بالحجارة ومواد حارقة المخيم من مرتفع يطل عليه ما تسبب بتدمير خيم تؤوي مئة من المهاجرين الـ800 في المخيم.

واتجهت شكوك الشرطة إلى سكان مغتاظين من سرقتين حدثتا الأربعاء تلتهما عمليات تخريب منازل وسيارات تم أثرها توقيف مراهقين جزائريين وإيراني أربعيني.

وجزيرة خيوس التي تستقبل نحو اربعة آلاف لاجىء ومهاجر تشهد حالة "غليان" بحسب مسؤول أمني طلب عدم كشف هويته.

والوضع مشابه في باقي جزر المنطقة حيث يتكدس اكثر من 16 الف مهاجر ولاجىء.

وفاقم شكوى سكان الجزر من تدفق المهاجرين، موسم سياحي سيء.

كما أن صبر اللاجئين بدأ ينفد وبعضهم ينتظر منذ أشهر دراسة ملفاتهم التي قدموها.

ويبقى هم هؤلاء أن لا يتم طردهم إلى تركيا بموجب الأتفاق الموقع بين الاتحاد الأوروبي وانقرة في مارس  الماضي، لوقف تدفق المهاجرين على بحر ايجه.

وقال رولان شوينبوير المتحدث باسم المفوضية العليا للاجئين في اليونان: "نرى في كافة الجزر اناسا محبطين وبلا امل".

وحذر الفرع البلجيكي لمنظمة اطباء بلا حدود من أنه "لم يبق الا مشاعر الثورة".

ورغم تراجع العدد فان وصول المهاجرين متواصل بالعشرات كل يوم. ومعظمهم من السوريين والافغان والعراقيين بحسب مفوضية اللاجئين.

وأضاف المسؤول الأمني ذاته، أنه في ظل مثل هذه الظروف "لا يمكن استبعاد محاولة استغلال منظمات اليمين الراديكالي" للتوتر.

وزار نواب من حزب "الفجر الذهبي" للنازيين الجدد خيوس وليبسوس في بداية الاسبوع. وبحسب موقع هذا الحزب وهو الثالث في اليونان، كان معهم اربعة نواب بلجيكيين من حزب اليمين المتطرف الفلامنكي الانفصالي "فلامس بيلانغ".

وفي البدء امكن تهميش التيار اليوناني العنصري بفضل موجة تضامن مع اليونانيين منذ تدفق مليون مهاجر معظمهم من السوريين في 2015.

لكن يبدو أن هذا التيار ينشط في الجزر وأيضا في باقي الأراضي اليونانية، حيث أسفر إغلاق الحدود الأوروبية شتاء 2016 عن أكثر من 45 ألف لاجىء آخرين.

وتشعر الحكومة أيضا بالقلق بشأن السيطرة على الوضع خصوصا أن التوتر بين الاتحاد الأوروبي وتركيا ينذر بعودة مفاجئة لوصول المهاجرين انطلاقا من السواحل التركية.

لكن مسالة إفراغ الجزر ليست سهلة. ومنذ سبتمبر لم يتمكن إلا 350 شخصا من مغادرتها باتجاه البر اليوناني لتوافر شروط اللجوء فيهم، بحسب مفوضية اللاجئين.

ومع معارضتهم لعمليات نقل مكثفة للمهاجرين إلى البر اليوناني خشية عودة عمليات العبور غير المنظم إلى باقي أوروبا، فإن الشركاء الأوروبيين لم يرسلوا حتى الآن إلا ربع التعزيزات الموعودة لإسناد أجهزة الهجرة في الجزر اليونانية وتسريع دراسة طلبات اللجوء.

 


مواضيع متعلقة