بالصور| "جاريد كوشنر".. صهر ترامب الذي قلب موازين عملية انتقال السلطة

بالصور| "جاريد كوشنر".. صهر ترامب الذي قلب موازين عملية انتقال السلطة
"جاريد كوشنر"، رجل أعمال بالعقارات وناشر، ويبلغ من العمر 35 عاما، وهو أحد الأفراد الأساسيين بفريق ترامب الانتقالي، نظرا لأن زوج إيفانكا ترامب، ابنة الرئيس الأمريكي المنتخب، ويمكن القول إنَّه في طريقه إلى أن يصبح أقوى صهرٍ تطأ قدماه البيت الأبيض، وفقا تقرير نشرته صحيفة "الجارديان البريطانية".
كان كوشنر، المدير الفعلي لحملة ترامب بمراحلها الأخيرة، حيث قدم النصائح إلى الرئيس الأمريكي المنتخب بخصوص الاستراتيجية التي يجب أن يتبعها، وكان يصيغ الخطابات التي يليقها ترامب، وإدارة حملة الإعلانات الخاصة بالحملة على وسائل الإعلام الرقمية.
فبعد 8 أيام من فوز ترامب، استطاع كوشنر، قلب عملية انتقال ترامب الفوضوية للسلطة، والتي وصفتها وسائل الإعلام بأوصافٍ مختلفة للإشارة إلى الاقتتال الداخلي بالحملة، كتشبيهها بعمليات التطهير على طريقة ستالين، أو بمعارك الأسلحة البيضاء؛ إذ إنه تمت إقالة كريس كريستي حاكم ولاية نيوجيرسي من منصب مدير الفريق الانتقالي يوم الجمعة الماضية، وعُيِّنَ بدلاً منه نائب الرئيس المنتخب، مايك بينس.
يُزعَم أن إقالة كريستي، من منصبه كانت بسبب العداء القائم بينه وبين كوشنر؛ إذ رفع كريستي، أثناء عمله مدعياً فيدرالياً بعض الدعاوى القضائية ضد تشارلز كوشنر، والد غاريد، والذي أُدِينَ بسبب تهمٍ عديدة؛ منها التهرب الضريبي والتلاعب بالشهود وإقامة حملات تبرعات غير قانونية.
وحصل تشارلز، على حكمٍ بالسجن لمدة عامين، قضى منها عاماً واحداً ثم تم إطلاق سراحه، وبينما كان تشارلز بالسجن، تولى جاريد مهمة إدارة أعمال والده.
وتمت إقالة عضوين آخرين من فريق ترامب الانتقالي، بهذا الأسبوع، وهما مايك روجرز الذي كان مسؤولاً عن تولي شؤون الأمن القومي، وماثيو فريدمان أحد أفراد جماعات الضغط السياسي، والذي تربطه علاقات وثيقة برجال الأعمال والحكومات الأجنبية، وكلاهما كان حليفاً لكريستي.
ودرس "كوشنر" بجامعات هارفارد ونيويورك (طبقاً للكاتب دانيال غولدن، مؤلف كتاب "The Price of Admissions: How America’s Ruling Class Buys Its Way into Elite Colleges"، فإن جاريد تم قبوله في جامعة هارفارد بعد تبرع والده للجامعة بمبلغٍ ضخم، وصل إلى 2.5 مليون دولار).
وفي عامه الـ26، بدأ جاريد في القيام بصفقاته الضخمة الخاصة، حتى عام 2007، اشترى جاريد بناءً ضخمًا للمكاتب بجادة فيفث أفينو بنيويورك بقيمة 1.8 مليار دولار، شكلت القروض النسبة الأكبر من هذا المبلغ الضخم.
وينتمي كوشنر للديانة اليهودية، والذي جعل إيفانكا ترامب تحولت ديانتها إلى اليهودية للزواج به في 2009، وانجبت منه 3 أطفال يدينون باليهودية الأرثوذكسية، وكان كوشنر يدافع دائماً عن الاتهامات المستمرة لترامب بمعاداته للسامية، وكتب مقالاً للدفاع عنه نشرته صحيفة "نيويورك أوبزرفر" التي يمتلكها.
يصف ترامب، صهره غاريد بالرجل العظيم، وقام بفعلٍ غير مسبوق؛ إذ يُقال إنَّه قد طلب تصريحاً أمنياً لحضور غاريد لجلسات الاستماع الرئاسية شديدة السرية، والتي كانت الأولى منها يوم الثلاثاء الماضي، ومن غير الواضح ما إن كان هذا الطلب سيتم الموافقة عليه أم لا، ولكنه يُعَد اختلافاً مذهلاً عن الرؤساء السابقين، وربما يؤدي إلى اتهام ترامب بالمحسوبية.
ووفقا لتصريح ريتشارد باينتر -المحامي السابق بالبيت الأبيض في أثناء تولي جورج بوش للرئاسة- لوكالة "أسوشييتد برس" الإخبارية، تظل خيارات جاريد وإمكانية تعيينه بالبيت الأبيض محدودة، وذلك لعلاقته العائلية بترامب؛ إذ أقر الكونجرس مشروع قانون عام 1967، بمنع الرئيس من تعيين أيٍ من أفراد عائلته ومن ضمنهم أصهاره بـ"البيت الأبيض"، أو إحدى الوكالات التي يشرف عليها، وذلك للقضاء على المحسوبية.
وكان هذا القانون، تم تمريره بعد تعيين الرئيس الأمريكي السابق جون كيندي لأخيه روبرت بمنصب المدعي العام.
وكان القانون، لا يستطيع منع كوشنر من العمل مستشارا بشكلٍ مجاني، ويشك القليلون في إمكانية لعب كوشنر دورا حاسما في تشكيل سياسة فترة ترامب الرئاسية.
وفي أثناء اللقاء الخاص بين ترامب وأوباما الأسبوع الماضي، كان كوشنر يتجول بالحديقة الجنوبية للبيت الأبيض، ويجري حديثاً طويلا مع مدير موظفي أوباما.
وعندما وصل كوشنر، إلى الجناح الغربي بأصواته الصاخبة، سأل معاوني أوباما قائلاً: "كم شخص من هؤلاء سيبقى بالبيت الأبيض؟"؛ إذ لم يكن يعلم أن جميع موظفي الجناح الغربي سيرحلون برحيل أوباما في نهاية ولايته الرئاسية.
يمتلك جاريد، علاقات قوية بالعديد من الشخصيات المهمة، كهنري كيسينجر، وروبرت مردوخ، كما استقبل من قبل العديد من السفراء الأجانب.
ولم يشغل جاريد، أي منصب رسمي بالحكومة من قبل كترامب، لكن يبدو الآن أنه يتم إعداده ليصبح أكثر أهمية من غيره من أصحاب تلك المناصب.