حكايات الهاربين من فوق سور المدرسة: وجودنا زى عدمه

كتب: محمد غالب

حكايات الهاربين من فوق سور المدرسة: وجودنا زى عدمه

حكايات الهاربين من فوق سور المدرسة: وجودنا زى عدمه

حيل كثيرة يتبعها طلاب المدارس للهروب من اليوم الدراسى، أغلبهم يتسلق سور المدرسة الخارجى بمساعدة زملائه للهروب من عالمه الذى يعتبره عبئاً عليه إلى العالم الخارجى، حيث اللعب و«التنطيط»، طريقة قديمة ما زالت متبعة، حيث غياب الرقابة فى بعض المدارس وعدم فرض عقوبات على الطلاب الذين يغيبون أثناء اليوم الدراسى.

{long_qoute_1}

«الشبكة»، هى الطريقة التى يتبعها يحيى سيد، الطالب بالصف السادس الابتدائى، حيث قال بعفوية: «حد بيعمل بإيده شبكة يعنى بيشبك إيده فى بعضها، واللى عايز يهرب يطلع على إيدين زمايله ويطلع السور وينط»، ثم يواصل الحكى: «بنهرب ليه بقى؟.. عشان نلعب براحتنا وعشان جوه المدرسة بنتضرب وبنتعامل وحش».

على الرغم من المخاطر التى يتعرض لها الطلاب الهاربون، كالسرقة والضرب من بعض الأطفال البلطجية، فإن إدمانهم للهروب كان أقوى من المخاطر، عبدالرحمن سيد، الشهير بـ«عبده»، قال بعد خروجه من أسوار المدرسة: «المدرسين أصلا مابيشرحوش كويس، يعنى وجودى زى عدمه مش هيفوتنى حاجة، ده غير أنهم بيضربوا جامد، وده بيخلينا ننط من على السور ونروح نلعب، وساعات نهرب من السلم اللى جوه المدرسة».

مدة الفسحة دقائق معدودة، وهو ما يدفع تامر محمود للهروب: «مسافة ما بننزل بيطلعونا تانى، عشان كده بحب أهرب»، أما «مروان» فيؤكد أن أسرته تعلم بهروبه من المدرسة، وعند سؤاله عن السبب، يرد: «مش عندنا حاجة فى المدرسة، بره زى جوه، المدرسين بيدخلوا يكتبوا كلمتين ويطلعوا، وبيضربونا عشان كده بنهرب من المدرسة».

أما أحمد سيد، الطالب فى المرحلة الإعدادية، فيرفض مبدأ نط سور المدرسة كزملائه، ولكنه يعترض على ضرب المدرسين لهم، وعدم شرحهم، ما زاد حنقهم من المدرسة: «نفسى المدرسة تبقى حلوة، مش يخلونا نلم زبالة فى حصة الألعاب، ونكنس الحوش».

هناك وسيلة أخرى للخروج، أسهل من القفز من السور، لكنها تكلفهم جزءًا من المصروف، وهى الخروج من الباب، بعد دفع جنيه للحارس، وكما يقول أحمد فاروق، الطالب فى المرحلة الإعدادية: «ممكن بجنيه، وممكن بسيجارة لو العيل بيشرب، أنا بحب مدرستى، بس مابحبش الضرب، هما بيزهقونا ويخنقونا منها، عشان كده ساعات أهرب مع إن أهلى لو عرفوا هيضربونى».


مواضيع متعلقة