«البر التانى» رحلة لمواجهة الهجرة غير الشرعية بالفن استغرقت سبع سنوات

08:05 م | الأربعاء 16 نوفمبر 2016

اختارت إدارة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فيلم «البر التانى» للمخرج على إدريس للمشاركة فى المسابقة الرسمية للدورة الـ38، بطولة مجموعة من الوجوه الجديدة من بينهم محمد على، وأحمد مهران، وخالد النجدى، ومحمد جلال، والفنان القدير عبدالعزيز مخيون، والفنانة عفاف شعيب، وآخرون، تأليف زينب عزيز.

وفوجئ المخرج على إدريس باختيار الفيلم فى المهرجان بعد تلقيه اتصالاً من القائمين عليه، لافتاً إلى أنه لم يتوقع مشاركته، ورحب على الفور، مشيراً إلى أن ذلك يعد شرفاً كبيراً من صنع القدر، وكان من المتوقع طرح الفيلم فى السينمات من قبل 6 أشهر، وتأجل بسبب بعض المعوقات.

وقال «إدريس» لـ«الوطن»: «الفيلم كتبته زوجتى زينب عزيز عام 2009، وسعينا مراراً وتكراراً مع شركات الإنتاج، لأن تكلفة الفيلم ضخمة، واضطررنا لتأجيله لفترة، وأحد الأصدقاء قرأه وقرر عرضه على محمد على بصفته منتجاً، أعجب به وتواصل معى وبدأنا فى تنفيذه والتحضير له على مدار أربعة أشهر قبل التصوير، وبدأنا وتوقفنا بسبب عدم توافر كل أماكن التصوير فى وقت واحد، ونبدأ رحلة البحث عن أماكن أخرى، واستغرق التصوير وقتاً كبيراً نحو 6 أشهر من أبريل حتى سبتمبر وطوال هذه الفترة كنا نبحث عن استخراج تصاريح للتصوير فى البحر».

وأضاف: «استغرقنا وقتاً نظراً للظروف الأمنية والتصوير فى عرض البحر نهاراً، ثم بدأنا التفكير فى السفر للخارج لتصوير عدة مشاهد هناك، وواجهنا صعوبات أثناء التصوير، خاصة أنها فى البحر، وبعض الممثلين غير معتادين على الشغل فيه، وأصيبوا بدوار، فضلاً عن الصعوبة فى التعامل مع الكاميرا والتحكم فيها، ويعتبر من أصعب الأفلام التى قدمتها».

وتابع: «لم نتناول مفهوم الهجرة غير الشرعية بالشكل التقليدى، إنما قررنا أن نغير فيه ورصده من زاوية مختلفة، وجاءت الفكرة بعد أن قرأنا عن غرق مجموعة من الشباب على السواحل الإيطالية.

وقال: «تدور أحداث الفيلم حول فكرة مغامرة الناس بنفسها فى البحر لتحسين وضعها الاقتصادى، كما يحكى عن محاولات الوصول لـ«البر التانى»، وكيفية جمع الأموال للسفر والتعامل مع السماسرة، وبدأنا نسير وراء الموضوع بشكل منطقى، وأصررت على أن يكون الأبطال غير معروفين حتى تنقل الحكاية بمصداقية أكثر، وهذا كان سبب خلافنا مع المنتجين لطلبهم وجود نجم شباك لضمان التوزيع وتحقيق الأرباح».

فيما عبر الفنان محمد على عن سعادته الشديدة باختيار الفيلم فى المهرجان، مؤكداً أنه لم يكن يتوقع هذه الإشادة، واصفاً إياها بـ«الخضة» التى لم يستوعبها حتى الآن، ولكنه يرى أن ذلك تكريم عن الجهد الذى بذله فريق العمل.

وقال «على» لـ«الوطن»: «كنت أبحث عن دور مختلف بعيداً عن الأدوار التقليدية، وحين عُرض على الفيلم لإنتاجه أعجبت بشخصية «سعيد»، وطلبت من المخرج تجسيدها، لكنه رفض فى البداية معللاً بأننى لست دارساً بمعهد التمثيل، وبالتالى أفتقر للخبرة، وطلبت منه مشاهدة فيلم «المعدية» فشخصيتى فيه قريبة من الفيلم، وأعجب به وقال إنه يراهن علىّ، وبدأنا التحضير للفيلم وتحديد ميزانيته، وكنت على استعداد لتحمل أى أعباء مالية.

وأضاف: خوفنى «إدريس» من خوض تجربة الإنتاج نظراً لتكلفة الفيلم العالية، وأخبرنى برفض عدد من المنتجين الكبار لتقديمه، لكنى آمنت به لتناوله قضية مهمة، تمثل ذعراً للكثير من الناس، فضلاً عن تصويرها داخل البحر، ورصد معاناة الهجرة غير الشرعية ومدى انعكاس ذلك على الأهل والشباب».

وعن دوره تابع: «الدور قريب من شخصيتى، لم أواجه فيه صعوبات وقرأت السيناريو مرة واحدة فقط، الأصعب كان التصوير فى عرض البحر، فالأمر كان مخيفاً جداً نظراً لأننا نظل لفترات طويلة داخل مركب متهالك، وتصادف التصوير فى أحداث غرق الإسكندرية الشتاء الماضى.

وأضاف: «واجهنا مأساة حقيقية فى التصوير مروراً باستخراج تصاريح السفر، وسهلت علينا الأمر وزيرة الهجرة لتواصلها مع السفارة الإسبانية لاستخراج التأشيرات، وقمنا ببناء ديكور لمركب أبوقير وبلطيم فى برشلونة داخل أحد الاستديوهات، لصعوبة نقلها، وتكلف الأمر مبلغاً باهظاً، فضلاً عن تصوير بعض المشاهد فى رومانيا وإيطاليا، ويعتبر هذا الفيلم أغلى عمل فنى عن الفقراء».