«مسلم» فى جامعة الفيوم: مصر تعانى من أزمة وعى ونحتاج إلى العمل على العقول بجانب المشروعات القومية

08:56 م | الثلاثاء 15 نوفمبر 2016

أكد الكاتب الصحفى محمود مسلم، رئيس تحرير جريدة «الوطن»، عدم صحة ما تردد حول أن «30 يونيو صنيعة الإعلام»، مشدداً خلال مشاركته فى ندوة للمركز الإعلامى فى جامعة الفيوم، أمس، تحت عنوان «العلاقة بين الثقافة والإعلام»، على أن «دور الإعلام كان التعبير بشجاعة عن مشكلات المواطنين وطموحاتهم، وهو لم يخلق الحالة، ولكنه عبَّر عنها».

وفى كلمته خلال الندوة، التى بدأت بعزف السلام الجمهورى، وتلاوة القرآن، قال «مسلم» إن «الإعلام والثقافة رافدان للوعى، كما أن التعليم والثقافة هما ما يشكل وعى المواطنين»، موضحاً: «فى مصر توجد أزمة وعى، فعلى مدار 6 سنوات مضت، غيرنا جميعاً رؤيتنا تجاه أشخاص ومواقف أكثر من مرة، بسبب عدم وجود وعى».

{long_qoute_1}

وأضاف: «من الممكن أن يقدم الإعلام وعياً سريعاً، لكن الثقافة والتعليم هما ما يقدمان وعياً حقيقياً، وعلى الجامعة أن تقدم الوعى المطلوب»، موضحاً: «أخذنا قرارات كثيرة أثرت بشكل إيجابى أو سلبى فى الفترات الماضية، والوعى هو ما يضمن لنا المشاركة فى القرار، حتى نكون أدوات فى التنفيذ، ويساعدنا على معرفة إذا كنا فى حاجة إلى دعم أم لا، وهل نحتاج إلى تعويم الجنيه أم لا، فإذا لم يكن هناك وعى، بالتأكيد ستكون القرارات خاطئة».

وأشار إلى أن «البعض لم يحصل على قسط جيد من التعليم، لكن لديه وعى كبير بقضايا المجتمع»، فيما رد على الانتقادات الموجهة إلى الإعلام، قائلاً: «هناك أوجاع فى الإعلام، فهو يمثل حالة، ولا يسوّد العيشة على الناس، لكن هناك مشكلات يظهرها، فجزء من مسئولية الإعلام أن يعبر عن مشكلات وآلام المواطنين، مع تقديم المقترحات البديلة لحل مشكلاتهم».

وأوضح أن الإعلام لعب دوراً فى الانتخابات الأمريكية الأخيرة، حيث كان داعماً لهيلارى كلينتون، لكن ظهر تأثيره الضعيف فى توجيه الناخبين، وفاز دونالد ترامب فى هذه الانتخابات، فـ«الإعلام يساعد فى بعض الأمور، ولا يصنع الحدث»، مؤكداً: «بجانب المشروعات القومية فى مصر، نحتاج إلى العمل على عقول الناس، وتشكيل مواطن واعٍ، وعلى طلاب الجامعة أن يكون لهم دور فى تشكيل الوعى».

وشدد على أن «هناك مؤامرة على مصر بالفعل، حيث تعرضت لـ3 حوادث طيران فى سنة واحدة، ما أدى إلى توقف الدخل من السياحة والاستثمار»، محذراً من أنه «لو لم يكن لدينا مواطن واعٍ، فإننا سنتعرض لمشكلات كبيرة، فمثلما نحتاج إلى المشروعات القومية، نحتاج أيضاً إلى تشكيل عقول الناس، وتقديم مقترحات لتنمية البلاد».

من جهته، قال رئيس جامعة الفيوم الدكتور خالد حمزة، فى كلمته بالندوة، إن «الكلمة فى الإعلام أمانة، وكل مَن بيده قلم، سيسأل عنه، سواء إعلامى أو قاضٍ، أو رئيس جامعة، فالكل سوف يسأل عن أمانة القلم»، ثم دعا الطلاب إلى ضرورة التواصل مع إدارة الجامعة، للرد على كل ما ينشر عنهم حتى يعرفوا الحقيقة كاملة، مؤكداً أنهم يملكون قدرة الرد على كل ما ينشر عنها، لكن الجامعة لن تضيع الوقت فى كل ذلك.

وفى كلمته، ألقى الإعلامى جمال الشاعر قصيدة كتبها عن النقد الذاتى للإعلام، بعنوان «عزيزى المشاهد»، وأشار إلى أن «الإعلام لا يصنع الانتصارات، فنحن نتصور أن الإعلام يقود المشهد، وهو أمر غير صحيح، لأننا فى زمن السوشيال ميديا، أى أنكم كشباب مَن يقود»، مضيفاً: «مشكلة الشباب مع الإعلام أنهم غير موجودين داخله، وعلينا ألا ننتظر أن يأتى إلينا الإعلام، وإنما علينا أن نذهب إليه»، واختتم كلمته بقصيدة أخرى بعنوان «الجمالية»، وفور انتهاء الندوة توجه «مسلم» و«الشاعر» لزيارة معهد أورام الفيوم.