بعد 40 عاماً قاضياً عُرفياً.. «مغاورى» يموت فى جلسة صلح

كتب: عبدالله عويس

بعد 40 عاماً قاضياً عُرفياً.. «مغاورى» يموت فى جلسة صلح

بعد 40 عاماً قاضياً عُرفياً.. «مغاورى» يموت فى جلسة صلح

«الصلح خير».. قالها ثلاث مرات ثم فاضت روحه إلى بارئها وسط ذهول الحضور، فمنذ دقائق كان إماماً لهم فى صلاة العصر بالمسجد الذى بناه على نفقته الخاصة، ثم هو الآن قاضٍ عرفى يفصل بينهم داخل ساحة بيته بقرية «الخيس» محافظة الشرقية، لتكون الدقائق القليلة التى استهل بها الجلسة ختاماً لأربعين عاماً قضاها فى الصلح بين الناس، تطبيقاً للأثر: «من عاش على شىء مات عليه».

{long_qoute_1}

يقول «محمد»، أحد أبنائه الأربعة: «يوم السبت الماضى، جلس الشيخ وسط ثلاث عائلات بينهم خصومة ثأرية، واستهل الصلح بكلماته التى حفظها عنه الجميع «الصلح خير» ثم مات وعن يمينه الشيخ محمد الغمرى، صديق عمره، الذى أوصى أن يقف على غسله، ويضيف «محمد»: «قال لى عايز من ربنا ياخد روحى بخفة وماأبقاش تقيل على حد»، وبعد وقوعه أكد الطبيب الوفاة وسط دموع الحاضرين، فيما قرر أصحاب الخصومة الصلح فيما بينهم إجلالاً للشيخ الذى رحل أمام أعينهم وهو يحاول الصلح بينهم.

امتلأت القرية بالمعزين، على رأسهم عدد كبير من القضاة العرفيين، وقال هشام عبدالله، أحد أبناء القرية: «الشيخ كان سبباً فى بناء مجمع معاهد بالقرية، وكان بيروح له الواحد ومراته يصلح بينهم ويسمعهم زى ما بيسمع كبار العائلات».


مواضيع متعلقة