فى التسول.. «الصغار» يكسبون: «بيحننوا القلب.. ويجيبوا فلوس»

فى التسول.. «الصغار» يكسبون: «بيحننوا القلب.. ويجيبوا فلوس»
- الأحياء الراقية
- الأماكن العامة
- الدول العربية
- الضمان الاجتماعى
- العام الحالى
- القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية
- الله أعلم
- المركز الأول
- أجر
- أحدث
- الأحياء الراقية
- الأماكن العامة
- الدول العربية
- الضمان الاجتماعى
- العام الحالى
- القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية
- الله أعلم
- المركز الأول
- أجر
- أحدث
- الأحياء الراقية
- الأماكن العامة
- الدول العربية
- الضمان الاجتماعى
- العام الحالى
- القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية
- الله أعلم
- المركز الأول
- أجر
- أحدث
عبارات متنوعة لاستمالة عاطفة المواطنين، ومشاهد مؤثرة لحثهم على الصدقة من أموالهم ما استطاعوا، لكن يظل الطفل هو الأداة الأكثر تأثيراً فى نفوس الناس بين كل الحيل التى يستخدمها فريق كبير من الشحاذين والمتسولين فى الشوارع والأماكن العامة ووسائل المواصلات. سيدة بعباءة سوداء رثة تحمل طفلاً صغيراً وتتجول به بين الركاب داخل عربات مترو الأنفاق، مشهد أصبح يتكرر على مدار الساعة، يتعاطف معه البعض: «ربنا يكون فى عونها» ويتشكك فيه آخرون: «ضحك على الدقون»، قد تكون كلتا وجهتى النظر صحيحة، إلا أن مساحة التشكك تتسع يوماً بعد آخر مع زيادة تلك المشاهد التى تتكرّر بالتفاصيل نفسها، ويكون بطلها الدائم طفلاً صغيراً لم تتعدَ سنوات عمره أصابع اليد الواحدة.
{long_qoute_1}
«أنا بقيت أشوف المشهد ده كتير، مش فى المترو بس، لكن فى كل مكان، طفل صغير ومعاه راجل أو ست بيشحتوا بيه»، ظاهرة يرصدها أحمد عبدالمنعم، الذى يعمل موظفاً بأحد المتاجر الشهيرة لبيع الملابس الجاهزة فى مدينة نصر، مشيراً إلى أنه خلال عودته إلى منزله فى نهاية كل يوم عمل، تصادفه حالة أو حالتان على النحو نفسه فى أقل من ساعة واحدة، كان يتعاطف مع أصحابها، لكنه تدريجياً فَقَدَ هذا التعاطف: «الموضوع بقى يتكرر كأنها شغلانة بطريقة معيّنة وملابس معينة وكلام محفوظ، وحتى التوقيتات، عارفين إمتى بنخرج وإمتى بنيجى»، تكرار للمشهد أفقده تعاطفه مع مرور الوقت، حتى إنه لم يعد يتأثر تماماً، فالرجل الذى بلغ من عمره 4 عقود بات يعتبر الأمر مجرد خدعة تهدف للإيقاع بالمواطنين من خلال استغلال عواطفهم والمتاجرة بالطفل الصغير: «الله أعلم ده ابن مين أصلاً، ابنهم فعلاً ولّا عيال بيأجروها من بعض ويسرحوا بيها».
تساؤلات كثيرة تُزيد حالة الشك، ليس لدى «أحمد» فحسب، لكن عند قطاع واسع من المواطنين، يؤكدها المركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية، الذى أكد فى دراسة العام الحالى، عن قسم الجريمة بالمركز، حول التسول فى مصر، أن نحو ثلثى أفراد هذه الظاهرة من الأطفال، بعضهم يتم إجبارهم أو استئجارهم مقابل مبالغ مادية. وأوضحت الدراسة أن شوارع القاهرة تحتل المركز الأول فى أعداد المتسولين بين المحافظات بـ4333 متسولاً، تليها محافظة الإسكندرية باحتوائها على 1572 متسولاً، و75٪ من المتسولين يحملون صفة متسولى المواسم، مثل رمضان والأعياد، وهم المتسولون الذين ينزلون إلى العمل فى المواسم والأعياد والمناسبات الرسمية لاستغلال الزحام وإقبال المواطنين على التبرّع وإخراج الصدقات. والدراسة قدّرت عدد المتسولين فى مصر بنحو 41 ألف متسول، احتل الأطفال العدد الأكبر ممن يتم استخدامهم أداة ربحية فى التسول بمجموع 21 ألفاً و650 طفلاً متسولاً، تليهم نسبة المسنين، ويبلغ عددهم 11 ألف متسول و6320 امرأة متسولة و1140 شاباً متسولاً من 30 إلى 40 عاماً، والباقى من فئات عمرية مختلفة. وأضافت الدراسة أن نسبة 18.4% من الأطفال المتسولين فى الشوارع مصابون بعاهات يستخدمونها كوسيلة لنجاحهم فى مهمتهم، منهم 87% أحدثت لهم عاهات مصطنعة، بينما كان 38.6% من الكبار «رجال ونساء» مصابين بعاهات يمارسون بها التسول، منهم 51.8% ذوو عاهات مصطنعة بفعل فاعل أو نتيجة إهمال علاجهم فيها، ونسبة 60.2% من المتسولين يتسولون بجانب العمل، حيث إن 24.1% من المتسولين لهم دخل شهرى من غير أعمال التسول، وهذا المصدر منحصر بين الحصول على معاش من وظيفة أو مهنة ما أو مساعدات من اقارب أو معاش من الضمان الاجتماعى».
تبدو الأرقام كأنها إحصاء لجمهورية منفصلة يتصدّر الطفل الصفوف الأولى منها، فالأطفال فى هذه الجمهورية الأكثر تعداداً والأكثر تأثيراً، حتى لو كانت إدارتهم وتوزيعهم وتكليفهم بالمهام يجرى من قِبل آخرين أكبر منهم سناً ممن يُركزون نشاطهم فى أماكن محدّدة، سواء المكتظة بالزحام مثل الأسواق والمواصلات العامة، أو أمام دور العبادة تحديداً مع المناسبات الدينية، وكذلك بين شوارع بعض الأحياء الراقية، مثل حى المهندسين، حيث يتجول بعض الأطفال، فتيات وأولاد من صغار السن، فى شارع جامعة الدول العربية للتسول وجمع الصدقات، أحد هؤلاء الأطفال كان يرتدى بنطالاً وقميصاً قديمين، عمره لا يتجاوز 10 سنوات على الأكثر، قال إنه يوجد فى هذه المنطقة لأكثر من عام، وليس لديه عمل آخر أو مصدر رزق، لذلك يمد يده لـ«اللى رايح واللى جاى»، كان مُتردّداً فى حديثه وعيناه زائغتان، رفض ذكر اسمه حتى لو كان مستعاراً، أو ذكر أى معلومات عن أسرته، لكنه أضاف: «ماباشتغلش لوحدى، إحنا عددنا كبير، وعارفين بعض، وكل واحد له مكان بيتحرك فيه، مفيش حد بيعلمنا حاجة، حتى الحكومة»، الطفل الذى يحمل بشرة سمراء غادر ليواصل «شغله»، حسب قوله.
- الأحياء الراقية
- الأماكن العامة
- الدول العربية
- الضمان الاجتماعى
- العام الحالى
- القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية
- الله أعلم
- المركز الأول
- أجر
- أحدث
- الأحياء الراقية
- الأماكن العامة
- الدول العربية
- الضمان الاجتماعى
- العام الحالى
- القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية
- الله أعلم
- المركز الأول
- أجر
- أحدث
- الأحياء الراقية
- الأماكن العامة
- الدول العربية
- الضمان الاجتماعى
- العام الحالى
- القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية
- الله أعلم
- المركز الأول
- أجر
- أحدث