من "وكالة البلح" إلى "الكيت كات".. محمود عبدالعزيز "محترف أدوار معاقين"

09:06 م | الأحد 13 نوفمبر 2016

لم يكن مجرد فنان يعتمد على وسامته الشديدة ليحصر نفسه في دور الشاب الرومانسي الذي يملأ الدنيا عشقا، ولم يكتفٍ بأدوار أخرى كان فيها مثالا للشر في أبشع صوره، بل قرر أن يتحدث عن فئات يتعامل معها مجتمعها بمنطق الضعف وقلة الحيلة، ليلبسها ثوبا جديدا يتزين بلون التحدي تارة، والحب والطيبة تارة أخرى.

دور النجم الراحل محمود عبد العزيز في فيلم "الكيت كات"، المأخوذ عن رواية الراحل إبراهيم أصلان وأخرجه داوود عبد السيد في أوائل التسعينات، كان ترسيخا حقيقيا لحياة العديد من المكفوفين الذين يتمردون على واقعهم ويرفضون الاعتراف بفقد بصرهم، سواء أثناء قيادته لـ"الموتوسيكل" دون أن يخشى طريقه، أو عندما تعالى صوته صارخا في ابنه: "انا باشوف أحسن منك في النور والضلمة"، أو عندما ارتدى ثوب المرشد البصير وهو يقود صديقه الكفيف إلى السينما ويصف له أحداث الفيلم بدقة معتمدا على خياله دون نظره، ليصبح "محمود عبد العزيز" هو الكفيف المحب للحياة بكل مصاعبها.

فيلم "وكالة البلح"، تعرض فيه الساحر "محمود عبد العزيز" إلى فئة المعاقين ذهنيا، إلا أن الجمهور عرف، من خلال ذلك الدور، مدى إخلاص هؤلاء المعاقين حينما يداعب الحب قلوبهم، فهو "عبدون" الذي يخلص في حب "نعمات"، أو النجمة نادية الجندي، ويدرأ عنها أي خطر تتعرض له، غير أن عبقرية "الساحر" ظهرت خلال المشهد الأخير من الفيلم حينما قتلها بالخطأ بقصد الدفاع عنها، قبل أن ينخرط في البكاء ويودعها الوداع الأخير.

دور الشخص الذي يفقد عقله استهوى النجم محمود عبد العزيز في العديد من الأفلام، أبرزها فيلم "العار"، الذي جسد فيه دور "الدكتور عادل" الذي أصابه الجنون بعد أن ضاع منه كل شيء، ليغني: "الملاحة.. الملاحة.. وحبيبي ملو الطراحة"، وكذلك فيلم "جري الوحوش"، مع الراحل نور الشريف والنجم حسين فهمي، وظهر "الساحر" في مشهده الأخير مجنونا بسبب استئصال جزء من عقله.