«مروة».. من مساعدات «زفاف» إلى تبرعات «زرع كلى»
«مروة»
ظلت تزداد فرحتها كلما اقترب موعد زفافها، تقف أمام المرآة كل يوم وتحدث نفسها دون أن تصدق أنها ستنتقل إلى عش الزوجية برفقة حبيبها بعد 30 يوماً، رحلة صعبة ساعدها فيها «أهل الخير» لجمع تبرعات تشترى بها ما تبقى من جهازها لسوء ظروفها المادية، لكن الفرحة لم تكتمل، فآلام حادة ظلت ترافقها لأيام متواصلة كانت تقاومها بإصرار، إلى أن جاء ذلك اليوم المشئوم الذى سقطت فيه أرضاً ليحملها والداها إلى المستشفى ويكتشفا إصابتها بـ«الفشل الكلوى».
اكتشفت إصابتها بالفشل الكلوى قبل فرحها بـ30 يوماً
عند هذه اللحظة، انقلبت حياة «مروة ماهر» رأساً على عقب، وانتقلت تبرعات جهاز زواجها، إلى مساعدات للعلاج والشفاء من مرضها وزرع كلى، «تعبت فجأة وكنت برجع دم من معدتى، وبعد التحاليل والأشعة اكتشفوا أن الكليتين بهما فشل بنسبة 100%»، 8 شهور مضت على التحول فى حياة الفتاة العشرينية ورغم الألم الشديد الذى يرافقها فإنها لم تفقد شغفها بالحياة ورغبتها فى انتظار اليوم الموعود الذى تأجل، «بغسل 3 مرات فى الأسبوع وببقى بين الحياة والموت، طلبت من خطيبى إننا ننفصل بس رفض ومصمم إننا نتجوز، هو سبب فى قوتى وإصرارى»، تعيش مروة فى منطقة بشتيل بالجيزة برفقة والدتها ووالدها المسن الذى توقف عن العمل بسبب مرضه، تجلس الوالدة على المقعد المقابل لها، تتأمل ملامحها وكلماتها، وعيناها دامعتان، «كان فاضل شهر على فرحها، كنت هشوفها بالفستان الأبيض، دلوقتى ببقى حاطة إيدى على قلبى لأصحى تانى يوم ملقهاش جنبى»، تمنت أن تكون الفصيلة واحدة، لتتبرع لها بكلية ويتبرع الأب بأخرى، «لكن للأسف إحنا الاتنين ما ننفعش، الأطباء قالوا الفصيلة مختلفة، ومفيش فى إيدينا إلا الدعاء».