الشرقية: جمعيات خيرية وصناديق نذور بلا رقابة وتبرعات بمئات الآلاف

كتب: نظيمة البحراوى

الشرقية: جمعيات خيرية وصناديق نذور بلا رقابة وتبرعات بمئات الآلاف

الشرقية: جمعيات خيرية وصناديق نذور بلا رقابة وتبرعات بمئات الآلاف

تنتشر الطرق الصوفية فى العديد من مراكز محافظة الشرقية، غالبيتها مواردها محدودة، باستثناء الطريقة الخليلية التى يترأسها صالح أبوخليل، ورغم أن وضعها غير قانونى لوجود تنازع بينه وبين أحد الشيوخ على زعامة ذات الطريقة، فإنها تحظى بدعم مالى وتبرعات مادية وعينية خاصة أن مريديه من كبار رجال الأعمال والفنانين والفنانات، وموظفين فى مناصب كبيرة وحساسة، لاعتقادهم بقدرته على حل مشكلاتهم وتحقيق ما يطمحون إليه.

بجوار مسجد أبوخليل فى مدينة الزقازيق، توجد أضرحة أبناء الشيخ أبوخليل مؤسس الطريقة الخليلية، ومنزل الشيخ صالح الذى يتزعم الطريقة بدون وجه حق، حيث سبق أن أصدر المجلس الأعلى للطرق الصوفية، قراراً برقم 88 - 5 بتاريخ 20/ 12/ 1988 بالجلسة رقم 11، يقضى بتنصيب الشيخ محمد محمود إبراهيم أبوخليل شيخاً للطريقة الخليلية رسمياً، إلا أن الشيخ صالح أبوخليل لم يأبه لقرار المجلس الأعلى للطرق الصوفية ونصّب نفسه زعيماً للطريقة.

يحيط الغموض بالجمعية الخيرية التابعة للطريقة الخليلية، من زاوية مصادر تمويلها، فضلاً عن الانتقادات الموجهة لها، ومن بينها ما ذكره «محمد. أ»، من الأهالى، الذى أكد أنه لم ير أى نشاط للجمعية خاصة فيما يخص رعاية الفقراء، لافتاً إلى أن أموال النذور التى توضع فى الصناديق بالأضرحة الخاصة بالطريقة منها ضريح الإمام الأكبر وضريح نجله الشيخ إبراهيم أبوخليل، لا يعرف أحد مصيرها، موضحاً أن المريدين يتبرعون بالكثير من الأموال فى تلك الصناديق لصالح الجمعية، مضيفاً: «أتباع أبوصالح يجبرون الزوار على التبرع فى صناديق النذور».

وتابع أن صالح أبوخليل ادعى أنه حفيد سيدنا محمد، ثم ادعى النبوة، مؤكداً أنه يمارس أعمال الدجل والشعوذة، رغم أنه لا يؤدى فريضة الصلاة ولم يره الناس فى المسجد من قبل، ويقول أتباعه إنه يطير فى إسراء يومى من الزقازيق إلى مكة والمدينة، حيث يصلى هناك ويعود لشقته التى لا يفارقها إلا للظهور فى الليالى والاحتفالات ومقابلات المريدين، وطالب بإحكام الرقابة على أموال الجمعية وأموال التبرعات التى تنهال على صالح بمئات الآلاف خاصة من كبار المسئولين وأهل الفن، فضلاً عن البسطاء الذين يحرصون على التردد عليه يومى الاثنين والخميس من كل أسبوع للتبرك به بحسب اعتقادهم.

وأوضح: «خلال هذين اليومين ينتظم الأهالى فى صفوف أمام مقره بينما يجلس هو داخل المقر ويتسابق المريدون على الدخول والسلام عليه وتقبيل يده ومنهم من يأتى حاملاً أطفاله الصغار حتى يلمس الشيخ على رؤوسهم وأجسادهم لمنحهم البركة وفى ذات الوقت يضع الأهالى أموال تبرعات فى سلة يكون مكانها بجوار صالح مباشرة».

إلى ذلك يعد ضريح أبومسلم التابع للطريقة المسلمية ومؤسسها الشيخ سالم أبومسلم الحمدانى الصغير وهو أحد أفراد أسرة المسلمية التى يعود نسبها إلى سيدنا الحسين، أحد أشهر الأضرحة بمحافظة الشرقية والوحيد الذى تم ضمه لهيئة الآثار الإسلامية بالمحافظة لكونه أثراً تاريخياً مهماً، ويعد من أقدم المزارات وأنشئ فى عصر الدولة الإثيوبية فى مصر ويقع بكفر أبومسلم بمركز أبوحماد وملحق به مسجد.

محمد سعيد، عامل بالمسجد المجاور للضريح، أكد أن آلاف المريدين من جميع أنحاء الجمهورية كانوا يقصدون الضريح فى شهر يوليو من كل عام، ويقام مولد يستمر 7 أيام متواصلة، مشيراً إلى أن ذلك كان سبباً فى تنشيط التجارة والمواصلات ما عاد بالنفع خاصة على الفقراء والمساكين إضافة لتنمية الزهد وتطلع الأهالى لكسب رضاء الله، وأردف: «عقب ثورة 25 يناير 2011 منعت الأجهزة الأمنية بالشرقية إقامة المولد واحتفالات المريدين لأسباب أمنية تتعلق بتأمين الأهالى وخشية وقوع أى أعمال عنف أو شغب أو وضع أى متفجرات قد تتسبب فى حدوث كارثة، ومنذ 4 سنوات والضريح مغلق ولا يتم افتتاحه إلا ساعات محددة أو إذا جاء أحد المريدين وطلب الزيارة فيتم فتحه له على الفور».

وأما الطريقة الهاشمية فهى تنسب إلى السيد أحمد البدوى ونشأت فى أواخر القرن الثامن عشر‏، عندما جاء الشيخ محمد أبوهاشم نازحاً من الحجاز وأقام فى قرية بنى عامر بمحافظة الشرقية‏، وكان يذهب إلى الخلوة فى مكان خارج القرية ودفن فى هذا المكان، وقال حسن أبوهاشم، أحد الأهالى، إن مشايخ الطريقة هم من ينفقون على نشاطاتها ويقدمون العديد من المساعدات للفقراء والبسطاء ويحرصون على إقامة حلقات الذكر كل يوم جمعة ويطعمون الفقراء والبسطاء والمريدين، لافتاً إلى أنه من بين مشايخ الطريقة أو العائلة أطباء وأساتذة بالجامعات.

وفيما يتعلق بباقى الطرق الصوفية بالمحافظة فجميعها مواردها محدودة ومنها «العزمية، والهاشمية، والحمدية الشاذلية، والسملية» وغيرها، وينفق عليها إما شيخ الطريقة أو يعتمدون على تبرعات من جانب أبناء الطريقة إذا كان رئيس الطريقة غير ميسور الحال، وقال عادل أبوريه، نائب الطرق الصوفية بالشرقية، إن غالبية الطرق تعتمد على رئيس الطريقة أو تبرعات أبنائها حسب رغبتهم، مشيراً إلى أنه يتم الإنفاق على إقامة حلقات الذكر والدروس الدينية والموالد التى عادة تقيمها كل طريقة كل عام وإطعام البسطاء والمريدين.

وأضاف أن الطرق الصوفية ليس لها أنشطة خيرية باستثناء بعض الجمعيات الخاصة، التى تستخدم أموالها فى تلبية احتياجات الفقراء والبسطاء، مضيفاً أنه مؤخراً انحرفت العديد من الجمعيات الخيرية عن الطريق الصحيح، حيث استقل بها بعض الأشخاص بعدما انشقوا عن الطريقة، لافتاً إلى أن ذلك يحدث فى الغالب عند وقوع خلافات إثر اختيار رئيس الطريقة نائباً له ويكون هناك شخص آخر يتولى الجمعية على سبيل المثال كان يريد أن يكون نائب الطريقة، ونظراً لعدم اختياره يستقل بالجمعية بعيداً عن الطريقة، لافتاً إلى أن بعض مشايخ وأبناء الطرق يتبرعون لجمعيات خيرية أخرى ليست تابعة لهم، خاصة إذا كانت فى القرى للمساعدة فى تلبية احتياجات الأهالى والأيتام.

من جانبه، قال عبدالرحمن على، وكيل وزارة التضامن بالشرقية، إن الصوفية ليست لديها جمعيات مشهرة أو تابعة للتضامن، مضيفاً أن الجمعيات الخيرية التابعة لهم تم إنشاؤها منذ قديم الأزل وتعتمد على تبرعات أبناء الطريقة لمساعدة الفقراء والمحتاجين منهم، وفى ذات السياق، قال الشيخ زكريا الخطيب، وكيل وزارة الأوقاف بالشرقية، إن المديرية غير مسند لها متابعة أو تسلم أموال صناديق نذور أضرحة مشايخ الصوفية، مؤكداً أن وزارة الأوقاف هى المعنية بهذا الشأن بشكل مباشر.


مواضيع متعلقة