الحمد لله.. المؤامرة تنتهى فى يناير

ياسر مشالى

ياسر مشالى

كاتب صحفي

 

استجاب الله لدعائنا، وهدى غالبية الأمريكيين إلى التصويت للمرشح الجمهورى المثير لـ«الجدل والأمل»، دونالد ترامب، ليصبح الرئيس رقم 45 فى تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، رغم تفوق منافسته هيلارى كلينتون، مرشحة الحزب الديمقراطى، فى معظم استطلاعات الرأى التى سبقت أغرب انتخابات أمريكية فى الألفية الثالثة!.

هذه ليست نكتة، فكثير من المصريين واليمنيين والجزائريين والتونسيين والسوريين وغيرهم، يعتبرونها حقيقة، وأنهم دعوا الله لأن يسقط «هيلارى»، المرشحة الديمقراطية التى يؤيدها الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته باراك أوباما، فأسقطها، ويقولون إن دعاءهم كان لسبب جوهرى، وهو إنهاء سياسات الحزب الديمقراطى المساندة لجماعات الإسلام السياسى فى البلدان العربية، وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية، وهذه فرضية ثبتت صحتها عملياً فور إعلان فوز ترامب، حيث بادرت الجماعة إلى إلغاء دعوة أنصارها إلى التظاهر فى المدن المصرية اليوم الجمعة 11/11، مبدية حزنها الشديد على خسارة حليفتهم «الديمقراطية».

الدولة المصرية، وفق بيان رئاسة الجمهورية، سارعت بالترحيب بفوز دونالد ترامب، وأعلنت أن الرئيس عبدالفتاح السيسى أول رئيس فى العالم يجرى اتصالاً بالرئيس الأمريكى «المنتخب»، ليهنئه بالفوز ويدعوه إلى زيارة مصر، وهو ما قابله ترامب بكل امتنان وتقدير، معرباً عن تطلعه لزيارة القاهرة فى أقرب وقت، مؤكداً حرصه على استمرار الصداقة الوطيدة بين واشنطن والقاهرة.

كل ذلك لا غبار عليه، لكن أكثر ما يهمنا فى فوز «ترامب»، الذى سيجلس رسمياً على كرسى البيت الأبيض فى يناير المقبل، أن يتوقف الحديث عن المؤامرة التى تتعرض لها مصر وتشارك فيها أجهزة مخابرات كبرى، فى إشارة إلى أمريكا، فلم يعد فى البيت الأبيض «لا أوباما ولا هيلارى»، وهذا تحد جديد فى حد ذاته، فالرئيس الأمريكى الجديد صديق لنا وعدو لجماعات الإسلام السياسى بكل أطيافها، وقد أعلن أنه سيقيم علاقة صداقة استراتيجية مع روسيا، وهى حليف لمصر، وهما أكبر قوتين فى العالم، كما أن الصين واليابان وألمانيا وفرنسا أصدقاء لنا، وحتى بريطانيا أعلنت على لسان رئيسة وزرائها تريزا ماى بعد لقاء الرئيس السيسى فى نيويورك، أنها ستفتح صفحة جديدة فى العلاقات مع مصر، أى أن الكرة أصبحت الآن فى ملعبنا نحن.

لنبدأ العمل الجاد بإعادة ترتيب البيت المصرى، برؤية إصلاحية حقيقية، دون أن يشغلنا حديث البعض عن المؤامرة الكونية، فالحمد لله لم يعد لها أى وجود بعد نجاح الحليف الجديد، دونالد ترامب.