"استطلاعات الرأي".. الخاسر الأكبر أمام "ترامب" في الانتخابات الأمريكية

كتب: أ ف ب

"استطلاعات الرأي".. الخاسر الأكبر أمام "ترامب" في الانتخابات الأمريكية

"استطلاعات الرأي".. الخاسر الأكبر أمام "ترامب" في الانتخابات الأمريكية

كشف فوز دونالد ترامب المفاجىء على الديموقراطية هيلاري كلينتون التي بدت الأوفر حظا لتولي الرئاسة الاميركية، عن خاسر كبير آخر، الأربعاء، هو استطلاعات الرأي.

فمن بين هيئات الاستطلاع العشرين الأهم في الولايات المتحدة بما فيها شبكات التلفزيون النافذة والصحف ووكالات الانباء التي أجرت أكثر من 80 تحقيقا منذ منتصف سبتمبر، وحدها صحيفة لوس انجليس تايمز بالاشتراك مع معهد "يو إس سي تراكينغ" منحت التقدم لترامب باستمرار.

صباح يوم الاستحقاق في 8 نوفمبر أعطى متوسط استطلاعات موقع "ريل كلير بوليتيكس" المرجعي في الولايات المتحدة، تقدما ب3.3 نقاط لكلينتون على المستوى الوطني. لكن بعد ساعات أصابت النتائج هيئات الاستطلاع بالذهول.

ولم يملك خبير التوقعات الانتخابية الذي يحظى باحترام نيت سيلفر إلا كلمة واحدة لوصف أداء استطلاعات الرأي واعتبره "فظيعا".

فقد توقع موقع سيلفر "فايف ثيرتي ايت دوت كوم" فوز كلينتون في ولايات متأرجحة رئيسية هي فلوريدا وكارولاينا الشمالية وبنسيلفانيا وويسكونسن. لكن ترامب غنم بها كلها وبالانتخابات.

كما منح قسم الاستطلاعات في صحيفة نيويورك تايمز "ذي ابشوت" الذي يحظى باحترام المرشحة الديموقراطية فرصة فوز بلغت 85% قبل أن ينقلب بشكل مذهل في المساء.

وفي مقابلة لوكالة فرانس برس مع أستاذ العلوم السياسية في جامعة فرجينيا لاري ساباتو ومدير كلية مركز السياسات فيها وصاحب موقع "ساباتوز كريستال بال" (كرة ساباتو البلورية) الذي توقع كغيره فوز كلينتون، قال "كرة البلور هذه فيها شرخ كبير".

وحول لماذا اخطأت الاستطلاعات الى هذا الحد؟، أجاب ساباتو "من الجلي أن أمرا ما حدث هنا" مشيرا الى إساءة التفسير الجوهرية وسط مئات استطلاعات الرأي الرئاسية، التي جرت هذا العام.

وأوضح أن الكثير من هيئات الاستطلاعات تقيم عينات المشاركين بحسب الكتلة الناخبة وتركيبتها في استحقاقات انتخابية سابقة. هذا ما أدى إلى فشلها في رأيه لأن الاستطلاعات قللت من تقدير عدد أنصار ترامب الهادئين الذين يتجنبون الاستطلاعات.

وتابع أن "مشاركة البيض في الريف الأميركي فاقت أقصى التوقعات" فيما تراجعت مشاركة السود والشباب.

لكن رغم توقع المستطلعين تراجع تصويت السود والشباب مقارنة بالعام 2012 مع ترشح الرئيس باراك أوباما لولاية ثانية "عجزت مراصد الناخبين المحتملين لديهم على الارجح عن التقاط إشارات المشاركة الكبرى الوشيكة في مناطق البيض الريفية".

كما أساءت استطلاعات حملة كلينتون نفسها تقدير أصوات العمال البيض بحسب ما قال محلل انتخابي لفرانس برس رافضا كشف اسمه.

وقال المحلل "أخطأوا بالكامل، وأنفقوا ثروة".

فهل أسيء تقدير الغضب تجاه كلينتون؟ كلا، بحسب ساباتو، "فالاستطلاعات كشفته إلى حد كبير".

لكن مراقبين آخرين أقروا على مضض الأربعاء بأنهم ربما لم يعوا مدى الاستياء إزاء السيدة الأولى السابقة والسيناتورة ووزيرة الخارجية السابقة، التي يعتبرها كثيرون من ضمن النخبة السياسية التقليدية الفاسدة في واشنطن.


مواضيع متعلقة