جنازة الشهيد «أبوالنجا» فى قرية «ميت على» بالدقهلية تتحول إلى مظاهرة ضد الإرهاب

كتب: محمد مقلد وصالح رمضان وحسين إبراهيم

جنازة الشهيد «أبوالنجا» فى قرية «ميت على» بالدقهلية تتحول إلى مظاهرة ضد الإرهاب

جنازة الشهيد «أبوالنجا» فى قرية «ميت على» بالدقهلية تتحول إلى مظاهرة ضد الإرهاب

شيع الآلاف من أهالى قرية ميت على التابعة لمركز المنصورة، جنازة رائد مهندس أحمد محمد أبوالنجا من مسجد الشهداء فى القرية، وأصر زملاؤه على أن يحملوه على أكتافهم إلى داخل المسجد، بينما غادرت والدته قسم العناية المركزة فى مستشفى الباطنة للمشاركة فى الجنازة، ثم سقطت على الأرض بعدما بكت فوق النعش الملفوف فى علم مصر، وتم نقلها إلى المستشفى. {left_qoute_1}

وانهارت زوجة الشهيد، وهى تحمل طفلتهما «مريم»، ذات الشهور الثلاثة، وقالت «هتسيبنى أنا وأولادك لمين يا أحمد؟، كان نفسك فى الشهادة وربنا كتبها لك، وربنا يصبرنا على بُعدك»، فيما قال والده وهو يبكى «كان قلبى حاسس بيك، وجهزت لك المقبرة من شهرين»، مضيفاً «كان نفسه يبقى شهيد، وكان دائماً يقول لى ادعى لى أموت شهيد، ورفض أن يترك أحداً من زملائه يقترب من القنبلة، وأصر أن يفككها بنفسه، لكنها انفجرت فيه».

وأشار أحد زملاء الشهيد إلى أنه ردد الشهادة ثم اقترب من العبوة الناسفة لتفكيكها، بعدما طلب من جميع زملائه الضباط والمجندين الابتعاد لمسافة كافية، فيما قال الدكتور وجيه محمد المرسى، ابن خال الشهيد «كلمنى قبل استشهاده بيوم واحد، ليسألنى على ابنى، ويطمن علىّ، وهو كان مثل ابنى تماماً، وجهزنا قبره وهو على قيد الحياة وأحتفظ بمفاتيح المقبرة فى جيبى».

وشارك فى تشييع الجنازة محافظ الدقهلية، ومدير الأمن والمستشار العسكرى للمحافظة.

فيما تحولت الجنازة إلى مظاهرة ضد الإرهاب، ردد خلالها المشيعون هتافات مطالبة بالقصاص، مع إطلاق النساء للزغاريد، وأعلن المحافظ عن إطلاق اسم الشهيد على أى مدرسة تحددها أسرته، تخليداً لذكراه.

ووجهت قوات إنفاذ القانون ومكافحة الإرهاب ضربة موجعة لتنظيم «بيت المقدس» الإرهابى، بإسقاط عدد كبير من المسلحين بين قتيل وجريح فى قصف لبؤرة إرهابية، جنوب الشيخ زويد، مساء أمس الأول، وحسب مصادر أمنية، فإن «عناصر إرهابية تجمعت فى بؤرة بقرية المقاطعة، استعداداً لشن هجومات بقذائف آر بى جى، والجرينوف على الأكمنة الأمنية، بعد نجاح قوات الأمن فى السيطرة على البؤر الإرهابية الخطيرة بالمدينة».

وأضافت «رصدت القوات تجمعات العناصر الإرهابية، وفور تحركها من البؤرة أغارت عليها مروحية أباتشى، بالتزامن مع قصف مدفعى عنيف لساعة كاملة، ما أسفر عن مقتل وإصابة أعداد من الإرهابيين، بالإضافة لتدمير عدد كبير من السيارات والدراجات النارية تستخدمها العناصر الإرهابية فى تنقلاتها»، مشيرة إلى أن «القوات البرية داهمت البؤرة فور انتهاء القصف، كما شنت حملة تمشيط ومداهمة لمدرسة مهجورة فى قرية العكور».

وكشفت المصادر الأمنية عن اتخاذ أعضاء التنظيم الإرهابى للمدرسة المهجورة مأوى لهم، ونقطة انطلاق لشن العمليات الإرهابية، موضحة «أثناء الحملة فوجئت القوات بتفخيخ العناصر الإرهابية لمدخل القرية بعبوات ناسفة، استعداداً لتفجيرها عند بدء عمليات المداهمة، فتم تفجير العبوات بالذخيرة الحية، كما عثرت القوات على كميات من الألغام الأرضية المضادة للأفراد والمركبات، زرعتها عناصر التنظيم فى محيط مدرسة العكور المهجورة، وتعامل خبراء المفرقعات بحذر مع الألغام، التى تم إبطال مفعولها».

وخلال حملة على قريتى العكور والمقاطعة، انفجرت عبوتان ناسفتان فى قوة مترجلة، ما أسفر عنه استشهاد الرائد أحمد محمد أبوالنجا، 25 عاماً، والمجند أحمد عيسى محمود، 22 عاما، وإصابة المجند عصام محمد إسماعيل، 22 عاماً، بشظايا متفرقة، وتم نقل جثمانى الشهيدين والمجند المصاب إلى مستشفى العريش العسكرى.

وأصيب 3 ضباط و6 جنود من قوات مكافحة الإرهاب فى انفجار عبوة ناسفة أثناء مرور مدرعة على طريق الجورة، صباح أمس، ثم أعقب الانفجار هجوم بالأسلحة الآلية على طاقم المدرعة، وقالت مصادر أمنية إن «الهجوم أسفر عن إصابة النقيب مصطفى أحمد الحفناوى، 27 عاماً، بشظايا متفرقة، والنقيب طارق جمال محمد، 27 عاماً، بطلق نارى فى الكتف اليمنى، والملازم أول أحمد أسامة مخلوف، 24 عاماً، بشظايا فى الذراعين».

وأضافت «أصيب فى الهجوم 6 مجندين، هم محمد صابر محمد رجب، 21 عاماً، بشظايا فى الوجه، ورمضان أبوالحسن، 22 عاماً، بشظايا فى الرقبة، وعبدالله محمد إبراهيم، 21 عاماً، بطلق نارى فى الذراع اليمنى، وريمون نسيم حبيب، 21 عاماً، بطلق نارى فى البطن، وشريف حسن معوض، 21 عاماً، بشظايا فى الساقين، وحسن إبراهيم حسن، 21 عاماً، بشظايا متفرقة، وتم نقل جميع المصابين إلى مستشفى العريش العسكرى».

ونشر أحد زملاء الرائد الشهيد أحمد أبوالنجا، صورة آخر حديث دار بينهما عبر مواقع التواصل، الذى أوصى فيه كل منهما الآخر بأن يحضر جنازته فى حال نيل أحدهما الشهادة أولاً، وقال «أبوالنجا» لزميله «محدش عارف مين قبل مين»، ثم رد مازحاً يطالبه فيها بأن يستشهد أثناء إجازته حتى يتمكن من حضور العزاء، قائلاً «ابقى قدم لى طلب قبلها، ولو لقيت الخشبة طويلة اعرف أنى حتة واحدة»، كما كتب الشهيد على صفحته الشخصية بـ«فيس بوك»: «الدعاء يا رجالة».

 

جنازة عسكرية وشعبية للشهيد «أبوالنجا» فى المنصورة

 

الشهيد فى صورة تذكارية


مواضيع متعلقة