أهالى وادى النطرون يقطعون الطريق الصحراوى ويطالبون بالقصاص من نائب المأمور

أهالى وادى النطرون يقطعون الطريق الصحراوى ويطالبون بالقصاص من نائب المأمور
انتابت أهالى وادى النطرون حالة من الغليان، وقطعوا طريق مصر الإسكندرية الصحراوى لمدة ست ساعات كاملة، مما تسبب فى حالة من الشلل المرورى التام إثر مقتل شاب، يدعى عمرو محمد شيحة -26 سنة- موظف فى مرور وادى النطرون، متأثراً بإصابته بطلق نارى فى الصدر، بعد الاشتباكات التى شهدها محيط مركز شرطة وادى النطرون الجمعة الماضى، بسبب غضب الأهالى من استمرار الانفلات الأمنى فى المدينة، وعدم قيام الأمن بالدور المطلوب منه فى حماية المواطنين من البلطجية، واتهموا نائب مأمور المركز بقتله وطالبوا بالقصاص منه.
وقال أهالى وشباب المدينة إن الشاب قتل ظلماً وعدواناً، بعد أن تلقى رصاصة غادرة من أحد ضباط مركز الشرطة، أودت بحياته، وشيع الآلاف من الأهالى«عمرو» إلى مثواه الأخير عصر أمس الأول، وسط مشاعر غضب عارمة، وطالبوا بالقصاص، ومعاقبة المتسبب فى مقتل عمرو شيحة، وتقديمه إلى العدالة، واتهموا نائب مأمور مركز الشرطة بأنه من أطلق الرصاص على الأهالى أثناء وجودهم أمام مركز الشرطة، بعد حدوث مشاجرة توجهوا على أثرها إلى المركز لتحرير محضر ضد عدد من البلطجية، مطالبين الأمن بالقبض عليهم.
وقطع الأهالى الطريق الصحراوى القاهرة - الإسكندرية عدة ساعات، ومنعوا مرور السيارات فى الاتجاهين، وأشعلوا النيران فى إطارات السيارات القديمة، مما أدى إلى إصابة الحركة المرورية بالشلل، وحاصروا مركز الشرطة وسط هتافات مناهضة للداخلية مرددين «سلمية سلمية»، وطالبوا بالقصاص من قتلة الشهيد عمرو شيحة وتقديمهم إلى المحاكمة الجنائية، مؤكدين أنهم لن يتنازلوا عن حق الشهيد.
ونفى الأهالى ما تردد عن أنهم احتجزوا أحد الوفود السياحية الأجنبية، بالقرب من مركز الشرطة، وقالوا إن ما حدث مع السائحين الأجانب لم يكن احتجازاً، وإنما كان بسبب قطع الطريق الصحراوى القاهرة - الإسكندرية للمطالبة بالقصاص.
وكثفت الأجهزة الأمنية من وجودها فى محيط مركز الشرطة، وتم الدفع بعدد كبير من القوات، وسيارات الأمن المركزى، وعربات مكافحة الشغب.
وقال عبدالعزيز السنوسى، أحد الأهالى وصديق القتيل: «عمرو كان مثالاً للإنسان المحترم، والصديق الوفى، وكان خدوماً للغاية، ومحبوباً من جميع أهالى وشباب المدينة، ونحن ذهبنا إلى المركز من أجل تحرير محضر ضد البلطجية الذين اعتدوا على محل بويات تابع لأحد التجار فى المدينة، ولكن الشرطة واجهتنا بالرصاص لمجرد أننا أعلنا عن غضبنا».[Image_2]
من جانبها، أصدرت جماعة الإخوان، وحزب الحرية والعدالة فى وادى النطرون بياناً استنكرت فيه إطلاق عدد من ضباط، وجنود مركز شرطة وادى النطرون الرصاص بشكل مباشر تجاه مجموعة من الشباب، كانوا فى طريقهم للإبلاغ عن حادث إطلاق نار من مجموعة من البدو المسلحين على أحد محلات المدينة تحت مسمع ومرأى من الأهالى، مما أدى إلى سقوط الشاب عمرو محمد شيحة شهيداً أمام مركز الشرطة، فى حين أصيب كل من موسى سعيد موسى، وحسنى عبدالعزيز، وأحمد لطفى، وأحمد عزت.
وأكد البيان أن حزب الحرية والعدالة سيتقدم ببلاغ عاجل للنائب العام، ووزير الداخلية لتقديم مرتكبى الحادث للتحقيق القضائى العاجل، واتهم الإخوان العقيد حسين الهمشرى، نائب مأمور مركز شرطة وادى النطرون، بقتل الشاب بعد أن أطلق النار بشكل عشوائى من سلاحه الميرى على الأهالى أمام المركز.
واستنكرت الدعوة السلفية، وحزب النور فى وادى النطرون، أحداث العنف فى المدينة وترويع الآمنين، وأدان الحزب إطلاق النار أمام مركز الشرطة بطريقة عشوائية على الأهالى.
وطالب الحزب فى بيان له، برحيل القيادات الأمنية المتورطة فى الحادث، وإحالتهم للتحقيق العاجل والفورى.
من جانبه، قال اللواء محمد الخليصى، مدير إدارة البحث الجنائى فى مديرية أمن البحيرة إننا لا يجب أن نستبق الأحداث، ويجب جميعاً أن ننتظر نتائج التحقيقات التى تجريها النيابة العامة، وهى جهة محايدة، ونثق فيها جميعاً، وسنعلن نتائج التحقيقات بكل شفافية فور الانتهاء منها سواء بالإدانة أو البراءة.
كانت وادى النطرون شهدت اشتباكات بين الأمن والأهالى أمام مركز الشرطة الجمعة الماضى إثر محاولات البعض اقتحام المركز احتجاجاً على تقاعس الأمن عن التدخل بعد هجوم عدد من البلطجية على صاحب محل بويات، وإحراق المحل.
وكان عدد من الأهالى توجهوا إلى مركز الشرطة لتحرير محضر بما حدث، ، إلا أنه حدثت مشادات بين قوات الشرطة وعدد من الشباب الغاضب، وحاولوا على أثرها اقتحام المركز، وواجهت القوات محاولة الاقتحام بإطلاق الرصاص الحى.