علماء الأزهر الشريف يطوفون مدينة رأس غارب على أقدامهم لمساعدة المتضررين

كتب: حسن عتمان

علماء الأزهر الشريف يطوفون مدينة رأس غارب على أقدامهم لمساعدة المتضررين

علماء الأزهر الشريف يطوفون مدينة رأس غارب على أقدامهم لمساعدة المتضررين

بعمامته البيضاء ولحيته القصيرة ووجه البشوش وملابسة التى تشير إلى أنه أحد علماء الأزهر الشريف، يقف الشيخ «مختار» فى وسط المياه والطين، يمسك فى يمينه قلماً وفى الأخرى أجندة صغيرة يكتب فيها أسماء المتضررين من السيول والمنكوبين فى مدينة رأس غارب بمحافظة البحر الأحمر. بدون حذاء يشمر عن ساعديه ويمضى فى الطين، ملابسه الوقورة اتسخت، والطين كاد يصل إلى ركبتيه، ينادى على الأهالى ليتحدث معهم، يأخذ أسماءهم وأرقام هواتفهم، يحيط به الناس وفى عيونهم أمل أن يجدوا من يساعدهم، ينادى على أحدهم قائلاً: «اسمك إيه؟ ورقم تليفونك كام؟ وبيتك عنوانه إيه؟»، ثم يمضى إلى غيره. يقول الشيخ «مختار»: «أنا إمام وخطيب بأحد المساجد فى مدينة رأس غارب، وفضيلة شيخ الأزهر الشريف كلف عدداً من علماء الأزهر بالذهاب لمنطقة رأس غارب للوقوف بجوار إخواننا المتضررين من السيول، بالفعل نزلنا المدينة وأول حاجة فكرنا فيها رحنا لرئيس المدينة وسألناه عن أسماء وعدد المتضررين ليجيبنا بأنه لا يعلم عنهم شيئاً». ويتابع فضيلة الشيخ مختار كلامه قائلاً: «لما سألنا رئيس المدينة عن الناس المتضررة وهل لديه حصر بهم، وجدنا أنه لا يعلم عنهم شيئاً، وقال لنا: أنا عايز اللى ينتشلنى من السيول ده أنا كنت هموت فى لحظة واحدة، بعدها قررنا إننا نعمل الحصر إحنا بنفسنا».

ويضيف الرجل: «بالفعل قسمنا نفسنا إلى مجموعات، كل مجموعة أصبحت مسئولة عن عدد معين من الشوارع، وكل واحد أمسك بورقة وقلم، وبدأنا بالفعل نحصر عدد المتضررين من الأزمة دى، فيه ناس كتير بيوتها خربت وربنا يعوض عليهم، ما ينفعش نسيب الناس كده لازم نساعدهم ولازم الناس تقف جنب بعضها فى الأزمات، مصر بخير طول ما فيه ناس كويسة بتقف جنب بعضها». ويتابع الرجل حديثه مع الأهالى: «ربنا يعوض عليكى يا حاجّة ربنا يعوض عليكم جميعاً، ده قضاء الله وقدره ولازم نرضى بما قضاه الله لنا».


مواضيع متعلقة