خان الخليلى.. منتجات صينية تسرق روح الأصالة وتجار يشكون حالة الركود

كتب: جهاد الطويل

خان الخليلى.. منتجات صينية تسرق روح الأصالة وتجار يشكون حالة الركود

خان الخليلى.. منتجات صينية تسرق روح الأصالة وتجار يشكون حالة الركود

لم يتمالك سليمان عبدالحكيم التاجر العجوز نفسه حتى انهمرت دموعه وهو جالس فى محله الصغير بسوق خان الخليلى إحدى أعرق أسواق العرب بعمر يزيد عن 600 عام، بعد أن عاد بذاكرته إلى الزمن الجميل حينما كان التجار بالخان يعرضون منتجاتهم اليدوية المصنوعة من الخشب والأرابيسك المُطعم بالصدف والنحاس والفضة لتحل مكانها الآن المنتجات والسلع الصينية التى أفقدت السوق عراقته وأصالة ذوقه. وقال «عبدالحكيم» إن السوق أصبحت مملوءة بالمنتجات الصينية التى تفقد الذوق اليدوى بعد أن كان التجار فى الخان يعرضون منتجاتهم اليدوية الأقرب للتحف الفنية، كما تراجعت حركة التجارة مع ارتفاع أسعار بعض المنتجات خاصة المشغولات النحاسية التى ارتفعت أسعارها بنسبة 25% لارتفاع أسعار الخامات، وأصبح المصريون وحدهم رواد المكان لمعرفتهم بتاريخ وأصالة خان الخليلى ويقومون بشراء الهدايا من السوق ويحرصون على البحث على ما تبقى من المنتجات اليدوية فى المحلات، ويزور الأجانب الخان لالتقاط الصور فقط ويعزفون عن الشراء فور علمهم بأن معظم المنتجات صينية الصنع. وأكد أحمد صلاح «تاجر» بالخان أن بعض المحلات أصبحت تتعامل مع عملاء بالمطار ليقوموا بترويج منتجاتها بين السياح الوافدين بمجرد وصولهم للمطار بعد تراجع حركة التجارة فى خان الخليلى. أما حسين السنوسى «صاحب محل» فيقول: «لقد تأثر خان الخليلى بشكل كبير بتراجع السياحة، وأصبح رواد المكان من المصريين فقط، فلم يأت سوى عدد قليل من دول شرق آسيا منذ نحو عامين واشتروا المنتجات التى تقل أسعارها عن 40 جنيها». وأشار إلى أنه حول جزءا من محله لبيع «الإكسسوارات» فى محاولة لتنشيط تجارته حيث يبيع الشمعدان والشيشة والملابس الحريمى وهى منتجات تحتل المكانة الأولى فى مبيعات الخان. إبراهيم علام أحد التجار الذين يتمسكون ببيع المصنوعات اليدوية يقول إن المشهد العام بالخان سيئ للغاية وحركة البيع متوقفة منذ فترة طويلة، غير أنه أكد تمسكه ببيع المشغولات اليدوية ورفضه التجارة فى المنتجات الصينية. وقال عمرو حسيب «صاحب محل للأحجار الكريمة» إن منتجاته من الأحجار كانت تلقى اهتمامات الطبقة الراقية منذ وقت كبير وعندما ارتفعت أسعار المعادن انتقل الناس إلى الأحجار الكريمة والمشغولات النحاسية للشراء وتراجعت مبيعات الذهب بشكل كبير بسبب ارتفاع أسعار «مصنعية» الذهب والفضة، وهو الأمر الذى دفع تجار الذهب والفضة للعمل فى المشغولات النحاسية حتى غزا النحاس سوق خان الخليلى وأصبح موجودا فى معظم المحلات، كما غزت المشغولات الصينية السوق بسبب عجز التجار عن مواجهتها نظرا لضيق الأحوال المعيشية وعدم قدرتهم على إتاحة التمويل المناسب للصناعة اليدوية إضافة لانخفاض أعداد العاملين بهذه المشغولات اليدوية وعدم وجود مراكز تدريب لتأهيل عمالة جديدة». ونوه إلى أن هناك وفرة فى المعروض من الأحجار الكريمة حتى انخفضت أسعارها بنسبة 50% ومعظمها أحجار مستوردة من الصين. ولم تفلت المشغولات الجلدية بخان الخليلى هى الأخرى من الركود، ويقول مجدى عباس أحد تجار الخان إن أسعار الجلد الخام ارتفعت بنسبة 50% نظرا لتوجهه إلى التصدير فاشتعلت أسعار المشغولات الجلدية فى السوق المحلية رغم الركود. وقال إن جلود الأبقار تعد الأعلى سعرا نتيجة ارتفاع الخامات التى يتم استيرادها من الخارج من مواد الدباغة مضيفاً أن الأجانب منذ فترة كبيرة عزفوا عن الشراء من الخان وأصبح المصريون الزبائن الوحيدين لخان الخليلى.