الأمطار تدمر منازل «الحاجر» بسوهاج.. وتجرف أوتوبيسين و3 سيارات بـ«الصحراوى»

07:21 م | الجمعة 28 أكتوبر 2016

تعرضت بعض قرى محافظات سوهاج لسيول جارفة تسببت فى تحطيم عدد كبير من المنازل ونفوق رؤوس ماشية ودمار الأثاث والأجهزة الكهربائية، فيما شهد طريق «قنا - سوهاج» حادثاً مأساوياً، حيث جرفت السيول أوتوبيسين ومجموعة من السيارات بعد حدوث قطع فى الطريق بطول 400 متر، ما أسفر عن وفاة 4 وإصابة ما يقارب 20 وسط أنباء عن وجود ضحايا ومفقودين.

{long_qoute_1}

فى قرية الحاجر، الكائنة بمركز ساقلتة شمال شرق محافظة سوهاج، هدمت السيول عدداً كبيراً من المنازل، كما طالت قريتَى بنى واصل والجلاوية، بالإضافة لقرية الصوامعة بمركز أخميم. وقال خالد الشيخ، أحد أبناء قرية الحاجر، إن الأمطار هطلت على قريتهم فى الواحدة من ظهر أمس الأول، لمدة 5 دقائق فقط، ولم يكن الأمر ينذر بخطورة مطلقاً ولم تتسبب تلك الأمطار فى أى أضرار. ومع حلول الظلام وتحديداً فى السابعة مساء، فوجئ الأهالى بشلالات المياه تنهمر من المرتفعات الجبلية لتضرب القرية بقوة والناس نيام، وأكد أن حوالى 70% من منازل القرية غمرتها المياه بارتفاع متر، موضحاً أن الأضرار كبيرة للغاية بسبب تلف معظم الأجهزة الكهربائية والأثاث، ونفوق الماشية والطيور وتدمير الغلال والدقيق، موضحاً أن خسارة الأهالى كبيرة للغاية ولا يمكن وصفها، وأن المسئولين تجاهلوا الكارثة رغم الاستغاثات التى تم إرسالها لمجلس المدينة وشركة مياه الشرب، لإنقاذ منازلهم التى أصبحت معرضة للانهيار.

السيد فرج، 52 عاماً، جلس مع زوجته وأبنائه على أطلال منزله المبنى بالطوب اللبن، وقال بنبرات حزينة: «لم يسأل عنا مسئول واحد»، وأضاف منتقداً محافظ سوهاج، الدكتور أيمن عبدالمنعم، وعدم تحمله للموقف: «فور وقوع السيول كان لا بد أن يوجد المحافظ ليخفف من آثار الكارثة بدلاً من أن يتركنا فى العراء». {left_qoute_1}

وأضاف «فرج»: «فى الساعة الثامنة مساء الخميس بدأت السيول تدخل منازلنا، ووقتها كنت أتابع التليفزيون مع زوجتى وأبنائى الأربعة»، موضحاً: «بعد لحظات قليلة فوجئنا بالمنزل ينهار على رؤوسنا، لكننا تمكنا من الخروج، بينما فقدنا كل ما نملكه من ماشية وطيور وأجهزة كهربية، لم نخرج إلا بملابسنا».

أما أحمد محمود، فقاده حظه إلى العودة من محل إقامته فى الإسكندرية ليزور أسرته فى مسقط رأسه بقرية الحاجر، منذ 10 أيام، قبل أن يعانى مع باقى أفراد العائلة من السيول، موضحاً: «فى منتصف اليوم هطلت الأمطار لدقائق معدودة قبل أن تتوقف، واعتقدنا أن الأمر انتهى عند هذا الحد، لكن الأمطار كانت تتجمع وقتها خلف الجبل الملاصق للقرية».

وأضاف: «المسئولون فى مجلس المدينة كانوا يُطمئنون الأهالى بأنهم بعيدون عن أخطار السيول بعد إنشاء سدين لحجز المياه، لكن تبين لنا أن تصريحات المسئولين كلام فاضى»، مشيراً إلى أن أنه كان يجلس مع أسرته المكونة من 10 أشخاص عندما فوجئوا بالمياه تقتحم المنزل، بالتزامن مع سماع استغاثات سيدات المنطقة.

من جانبه أوضح الدكتور ممدوح السيد، مدير مرفق إسعاف سوهاج، أن «سيارات الهيئة نقلت 4 جثث و20 مصاباً، جراء غرق أوتوبيس و3 سيارات أخرى بالكيلو 110 على طريق سوهاج البحر الأحمر لمستشفيات محافظة سوهاج، وجميع المصابين صُرح لهم بالخروج نظراً لكون الإصابات طفيفة»، وأكد أن مرفق إسعاف سوهاج انتقل على الفور لمكان قطع الطريق وتم نقل الجثث والمصابين بالتعاون مع إسعاف قنا.

وأصدرت مديرية أمن سوهاج بياناً حول الواقعة، أوضحت فيه أن مركز شرطة أخميم تلقى بلاغاً من غرفة عمليات إدارة شرطة النجدة بوجود سيول على طريق «سوهاج- قنا- البحر الأحمر» الجديد، وتحديداً الكيلو 110، وانتقل إلى مكان الواقعة اللواء مصطفى مقبل، مدير الأمن، وبالفحص تبين أن السيل نحر 400 متر من الطريق وقطعه فى الاتجاهين بالكيلو 110 اتجاه قنا - سوهاج، نتيجة شدة اندفاع المياه، مما أدى إلى جرف 5 سيارات، أوتوبيس رقم 6493 تابع لشركة الصعيد السياحية قيادة محمود عزالدين جاد المولى، 40 عاماً، سائق، ويقيم بنصر النوبة إدفو، بأسوان وأوتوبيس رقم «912 ر أ د»، رحلات القاهرة، قطاع خاص، قيادة محمد زكى عبدالله، 56 عاماً سائق ويقيم بالزاوية الحمرا، وسيارة نقل بمقطورة تحمل رقم «151051/7442 نقل المنيا»؟، قيادة خالد إبراهيم حسن عطا، 46 عاماً، سائق، ويقيم بملوى، والسيارة رقم 7562 نقل بنى سويف قيادة عبدالسلام فهمى محمد، 51 عاماً سائق ويقيم ببنى سويف، وسيارة ربع نقل بيضاء مغمورة بالمياه.

ونجم عن ذلك وفاة كل من أريج أحمد مبارك أحمد، 3 سنوات، وأروى أحمد مبارك أحمد، البالغة من العمر عاماً ونصف عام، وتقيمان بناحية المعنى بقنا، إلى جانب جثة مجهولة لفتاة فى العقد الثانى من العمر، وعبداللاه أحمد عبداللاه، 26 عاماً، عامل ويقيم بدشنا، وإصابة 20 آخرين، مستقلى الأوتوبيسين، تم نقلهم للمستشفى المركزى وتم تقديم الإسعافات الأولية لهم وانصرفوا، وتم نقل الجثامين لمشرحة مستشفى أخميم المركزى.

فيما أكدت مصادر بإسعاف قنا أن السيول دمرت جزءاً كبيراً من الطريق الصحراوى قنا- سوهاج عند الكيلو 22 والكيلو 17، مما اضطر سيارات الإسعاف للدخول إلى طريق قنا- سفاجا لنقل مصابى الأوتوبيسين والسيارات الأخرى بالكيلو 110 لمستشفى قنا العام، وأضافت أن قوات الحماية المدنية وقوات الأمن عجزت فى البداية عن الدخول إلى منطقة غرق الأوتوبيسين والسيارات الأخرى، وهو ما أكده العميد حسن لطفى، مدير مرور قنا، مشيراً إلى أن الطريق الصحراوى مغلق تماماً لوجود 3 وصلات مقطوعة أمام المسافر من قنا إلى القاهرة.

وقال أحد الناجين، يُدعى محمود العجل، إن الضحيتين الطفلة أروى وأريج أحمد مبارك، من منطقة المعنى بمدينة قنا ووالدهما مازال مفقوداً، بعدما نجح فى إنقاذ زوجته ووضعها فوق ظهر الأوتوبيس المقلوب فى مياه السيل، وحاول إنقاذ أطفاله الصغار بعد أن جرفتهم المياه من داخل الأوتوبيس ولكنه لم يتمكن من إنقاذهم ولم يعد، وتابع أن هناك شاباً أنقذ عدداً كبيراً من المواطنين من الغرق لكنه توفى وهو يحاول إنقاذ أحدهم، وهناك فتاة من أسوان ١٤ سنة لم يتم التعرف عليها حتى الآن وهى متوفاة، ويبدو أنها كانت برفقة أسرتها التى ربما جرفتها السيول.

وقال اللواء عبدالحميد الهجان، محافظ قنا، إن المحافظة سخّرت كافة إمكانياتها لإنقاذ ركاب الأوتوبيس الغارق فى مياه السيول على طريق الجيش قنا - سوهاج، بالكيلو 110 على حدود سوهاج، مؤكداً أن الحادث نجم عنه 4 قتلى و29 مصاباً تم نقل 8 منهم لمستشفى قنا العام، وتمكنت الحماية المدنية من إنقاذ 23 شخصاً ليس بهم إصابات، لافتاً إلى أنه تم الاستعانة بطائرة هليكوبتر للبحث عن ضحايا أو ناجين.