الواجبات المدرسية.. «يعملوها المدرسين وتقع فيها الأمهات»

كتب: هبه سعد الدين

الواجبات المدرسية.. «يعملوها المدرسين وتقع فيها الأمهات»

الواجبات المدرسية.. «يعملوها المدرسين وتقع فيها الأمهات»

لا يمر يوم دراسى إلا ويحمل معه واجبات ضخمة يتحملها الطالب والأم معاً، لدرجة أن غالبية الأطفال الذين يبدأون يومهم منذ السادسة صباحاً يومياً يضطرون للنوم أثناء عمل الواجبات المدرسية المطلوبة منهم فوق كتبهم، وهو ما جسدته كثير من الأمهات بالصور، لتنقل معاناة هؤلاء الصغار المستمرة مع عبء الواجبات المدرسية.

تقول نهى محمد أم لطفلة فى المرحلة الابتدائية: بضطر أذاكر لبنتى وأساعدها تعمل الواجب لكن الواجبات كثيرة جداً تستغرق وقتاً طويلاً خاصة فى المراحل العمرية الأقل، مشكلة إنه يكرر كتابة كلمات من غير فهم كمان مفيش تنسيق بين المواد وبعضها، لما طفلة فى السن دى مش بتعمل حاجة غير الدراسة ومرهقة بالشكل الكبير ده وخايفة من رد فعل المدرسة».

{long_qoute_1}

أما «وفاء محسن» فترى أن الواجبات المدرسية تستحوذ على يوم ابنتيها بعد اليوم الدراسى فتقول: «أشعر بأن ابنتىَّ موظفتان تعملان فى هيئة حكومية، فبعد عودتهما من المدرسة أجدهما مرهقتين بشكل مبالغ فيه لا تستطيعان بعده عمل الواجبات اليومية الكثيرة بشكل جيد».

وتختلف معها فى الرأى «دينا محمد» التى ترى أنه بدون الواجب اليومى لن يتعلم ابنها الالتزام ولن يتذكر ما درسه طوال اليوم، فالواجبات تعمل على تنظيم وقت ومجهود ابنها بعد عودته من المدرسة، وترسخ فيه قيماً إيجابية مهمة فى مستقبله. فيما قالت «مى مصطفى»: «ابنتى فى مدرسة خاصة ودوماً تحصل على درجات عالية، يشجعنى هذا على سؤالها فى المنهج الذى حصلت فيه على تلك الدرجات أجدها لا تعرف شيئاً! دفعنى ذلك للحديث مع معلمتها لأجدها تجاوب دون اهتمام «متقلقيش هى بتجاوب معايا»، أرى ابنتى تعانى من التشتت وعدم التركيز عند القيام بحل الواجبات المدرسية، يظهر عليها عدم صفاء الذهن وانجذابها للتليفزيون، بالطبع يزيد هذا من انفعالى وكراهية البنت للواجب.

وبسؤال الدكتور «جمال فرويز» أستاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة، عن سبب تراجع مستوى استيعاب الطلاب حالياً رغم أن الآباء يدفعون أموالاً تماثل أضعاف ما كان يدفع سابقاً قال: «للأسف الشديد البعض أفسد العملية التعليمية فى مصر بإدخالهم مناهج أجنبية لا تناسب طلابنا، وكان مبررهم أنها مناهج أكثر تطوراً لكن الحقيقة أنها تجعل الطالب يحفظ كالآلة لا يستطيع تمييز ما يقوله لعدم فهمه، وبالتالى كره الدراسة والتعليم لعدم درايته لماذا يدرس التعليم سابقاً كان بتكلفة منخفضة وقدم لنا أحمد زويل ومجدى يعقوب لكن التعليم الفاشل غير المناسب لطبيعة حاجة مصر من أبنائها هو سبب جهل الطلاب فى الوقت الحالى».

وأشار الدكتور «أسامة يحيى» الخبير التربوى إلى أن إرهاق الأطفال بالواجبات المدرسية بمختلف الأعمار أسلوب غير تربوى على الإطلاق، لأن الطالب يمتنع عن أداء أنشطة مهمة كأهمية الدراسة، مثل الرياضة والاسترخاء والتنزه الذى يجدد النشاط البدنى والذهنى بشكل كبير، الشعب المصرى هو الأكثر إجهاداً فى تلقى التعليم، حيث يقيد نظام التعليم المصرى عقل الطالب ويجبره على إنجاز مهامه المدرسية أولاً ومن ثم لا يتبقى وقت لممارسة أى أنشطة أو هوايات.

وتابع: «قيمة المعلم المصرى منحدرة للغاية، يفتقد المعلم الكثير من مؤهلاته وحقوقه وفاقد الشىء لا يعطيه، فى كل الدول المتقدمة تكون منزلة المعلم هى الأعلى لأنه المسئول عن خلق جيل قادر على حمل المسئولية من بعده، مصر فى وضع مؤسف، القضية ليست واجبات مدرسية ضاغطة، بل التفاوت الغريب بين المصاريف التى تنفق على المدارس الإنترناشيونال والمصاريف التى لا تنفق على المدارس الحكومية المكدسة بالطلاب».

وكان للدكتور «حسنى السيد» الأستاذ الجامعى رأى آخر، حيث عارض أن تكون هناك أزمة بسبب الواجبات المدرسية الكثيرة، حيث أكد أن ليست كل شكاوى الأمهات ذات قيمة، سبق وتم عمل لجنة انضباط بالمدارس مكونة من مجلس الآباء والمعلمين ومع ذلك لم تفعّل، فذلك فرض خاطئ وما يبنى على باطل فهو باطل»، لكنه أشار أيضاً إلى عدم استطاعة المعلم تصحيح كل الواجبات المدرسية بدقة، خاصة فى المدارس الحكومية التى تتكدس بأعداد الطلاب التى تصل إلى 100 طالب بالفصل، التعليم يحتاج إلى رؤية من الدولة بالاهتمام بالمبنى المدرسى، المنهج الدراسى ككتاب وأسلوب تدريس وأدوات ووسائل إيضاح محتوى المادة وأهداف تدريسها، والمعلم المؤهل، ومعامل اللغات والكمبيوتر والعلوم، إلى جانب ميزانية كافية لمنظومة التعليم وأهدافها.


مواضيع متعلقة