عراقيون يهربون من داعش عبر خطوط المواجهات الخطرة

كتب: أ ف ب

عراقيون يهربون من داعش عبر خطوط المواجهات الخطرة

عراقيون يهربون من داعش عبر خطوط المواجهات الخطرة

التقطت أم محمود أنفاسها أخيرًا لدى وصولها إلى مخيم للنازحين يقع إلى الجنوب من الموصل، بعد مسيرة استمرت طوال الليل لتهرب من الجهاديين، لكن طموحها الوحيد الآن "العودة يومًا ما" إلى منزلها.

وقالت أم محمود وهي محاطة بزوجها وأطفالهما الثلاثة في خيمة باللونين الأبيض والأزرق على مقربة من القيارة: "ساعدنا أحد عناصر الدولة الاسلامية في الهرب للوصول إلى قرية مقابل 100 دولار على الشخص الواحد".

بعد مسيرة ليلة كاملة، وصلت أم محمود وعائلتها إلى مخيم جدية على بعد نحو عشر كيلومترات من خطوط المواجهات.

لكن جيرانها الذين فروا معهم "قتلوا بانفجار عبوة ناسفة قبل وصولهم" إلى هنا.

ويتواجد مئات المدنيين في مخيم جدية، وقد فروا من الموصل ومناطق حولها حيث كانوا يعيشون ظروفًا قاسية جدًا تحت سيطرة الجهاديين على مدى أشهر طويلة.

كما يوجد آخرون وقد فروا من بلدة الحويجة، أحد أبرز معاقل الجهاديين الواقع في محافظة كركوك القريبة.

وافتتحت محافظة نينوى بمساعدة منظمة اليونسيف مخيم جدية أكتوبر الحالي.

وقال أحد المسؤولين عن المخيم محمد سامي "لدينا 1000 خيمة لاستقبال خمسة آلاف شخص، لكننا سنضاعف ذلك، والأمر الأهم لدينا هو توفير الحمامات والمياه".

وعلى بعد كيلومترات قليلة، أقام جنود عراقيون حاجز تفتيش لاستقبال النازحين الذين تمكنوا من التسلل عبر خطوط المواجهات باتجاه ممرات فتحتها القوات العراقية.

وتتولى القوى الأمنية التدقيق مع النازحين لمنع تسلل جهاديين مع الفارين الذين يعانون نقصًا في المواد الغذائية ويبحثون عن مكان آمن للإقامة.

ــ نزوح لاكثر من عامين ــ

وقال أحد النازحين: "إذا كنت مع الدولة الإسلامية، تستلم كل ما تحتاج إليه، لكن الآخرين لا يحصلون على شيء، ولا حتى الطعام بحجة الحصار".

واحتشد عشرات المدنيين في العراء بين حطام سيارات يحملون أكياسًا وحقائب مليئة بالملابس والخبز وبعض من مقتنياتهم.

وكانت سحب الدخان الأسود ترتفع على امتداد الأفق من آبار نفط متفرقة أشعلها الجهاديون لدى بداية العمليات ضدهم في يوليو الماضي.

وقال أبوجواهر "27 عامًا" على مقربة من سيارة إسعاف وصلت من جبهة القتال التي تبعد حوالي عشر كيلومترات، "هرب الجهاديون من قريتنا جنوب الموصل، منذ أربعة أيام عند الليل لتجنب القوات العراقية المحاصرة" للمنطقة.

وتابع "لكننا بقينا محاصرين بلا طعام ولا ماء، بعضنا قرر مغادرة القرية وبقي آخرون لرعاية أغنامنا".

بعد ذلك، وصلت شاحنة صغيرة تحمل مدنيين تكدس بعضهم وقوفًا في القسم الخلفي، بينما كان أحدهم يحمل راية بيضاء.

ويقول أحمد ماجد إنها عملية تحرير حقيقية ينتظرها منذ يونيو 2014، وهو تاريخ الهجوم الذي تعرضت له مدينته سامراء على بعد نحو 250 كيلومترًا من المكان والتي تعرض خلالها "للخطف".

ويروي لفرانس برس: "عند انسحابهم، أجبرونا على مرافقتهم وأمرونا بالإقامة في قرية قرب الموصل تحت سيطرة الخلافة التي اعلنوها".

وسيتم توزيع هؤلاء النازحين بعد خضوعهم للتفتيش إلى أحد المخيمات التي اعدت في المنطقة.

وقالت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة الاثنين، إنها ستكون قريبًا قادرة على توفير 30 ألف خيمة تكفي 150 ألف نازح.

وقال المفوض الأعلى لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي خلال مؤتمر صحافي في عمان أن هناك المزيد، سنأوي 150 ألفًا وهناك حلول أخرى أيضًا لمن يحتمل أن يفروا، نتيجة العملية العسكرية التي تقوم بها القوات العراقية لاستعادة الموصل.

وقال ضابط كبير في الجيش العراقي "لا يزال عدد اللاجئين قليلا، لأن المعركة الحقيقية في الموصل لم تبدأ بعد، لكننا نتوقع تدفقًا كبيرًا ومساعدة من المجتمع الدولي ليست حتى الآن على المستوى الذي وعدنا به"، وتابع "إذا لم يتغير شيء، نحن مقبلون على كارثة".


مواضيع متعلقة