الجهاديون يعززون دفاعاتهم في الموصل والتحالف يكثف ضرباته الجوية

الجهاديون يعززون دفاعاتهم في الموصل والتحالف يكثف ضرباته الجوية
تواجه القوات العراقية التي تواصل تقدمها باتجاه مدينة الموصل في شمال العراق، مقاومة شرسة من تنظيم الدولة الإسلامية رغم تكثيف الضربات الجوية التي ينفذها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
وتواصل القوات الحكومية والبشمركة تقدمها من محاور عدة في اتجاه الموصل، ويستخدم الجهاديون في دفاعهم عن آخر أكبر معاقلهم في العراق، القذائف ورصاص القناصين والهجمات الانتحارية والكمائن.
وحاول الجهاديون تحويل الأنظار عن خسائرهم في محيط الموصل، من خلال شن هجمات في مدن أخرى في البلاد، وآخرها بلدة الرطبة في غرب العراق قرب الحدود العراقية الأردنية، بعد الهجوم على كركوك.
وأعلن بريت ماكغورك، مبعوث الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية، أن الهجوم الذي طال انتظاره كثيرًا وبدأ في أكتوبر، يحقق أهدافه.
وكتب المبعوث الأميركي في تغريدة على تويتر "العمليات العسكرية التي بدأت قبل أسبوع تجاه الموصل حققت كل أهدافها"، مشيرًا إلى تنفيذ ضربات جوية للتحالف في سبعة أيام أكثر من أي أسبوع مضى ضد تنظيم الدولة الإسلامية".
من جهته، قال المتحدث باسم التحالف الدولي الكولونيل جون دوريان، الأحد، أن طائرات التحالف ألقت 1400 قذيفة على مواقع التنظيم المتطرف خلال الأيام الست الأولى من الهجوم.
وتواصل قوات عراقية التقدم باتجاه الجبهات والمناطق التي يسيطر عليها التنظيم كجزء من المرحلة الأولى من الهجوم.
ومن الجانب الشرقي لمدينة الموصل، تخوض القوات الاتحادية معارك في بلدة قرقوش، أكبر بلدة مسيحية في البلاد فر سكانها قبل سنتين مع وصول تنظيم الدولة الإسلامية اليها.
واقتحمت قوات الجيش مدينة قرقوش قبل ثلاثة أيام، لكن القوة المدرعة التي انتشرت في شوارعها تتعرض لقصف من داخل أحيائها، حسبما أفاد مراسل لفرانس برس في المنطقة.
وحققت قوات الشرطة الاتحادية نجاحًا من المحور الجنوبي في اتجاه الموصل، وتقدمت سريعًا من خلال السيطرة على قرية بعد أخرى وتوصل تقدمها شمالًا بمحاذاة نهر دجلة.
ومن المحور الشمال الشرقي، أحكمت قوات البشمركة طوقًا على بلدة بعشيقة التي يسيطر عليها التنظيم المتطرف.
وأعلنت تركيا التي تنشر قوات في قاعدة عسكرية قرب بعشيقة، تنفيذها قصفًا مدفعيًا على مواقع الجهاديين بناء على طلب قوات البشمركة.
إلا أن السلطات العراقية نفت مشاركة تركيا في عملية الموصل، وتطالب الحكومة العراقية تركيا بالانسحاب من العراق.
وأفاد مراسلون لفرانس برس، في الخطوط الأمامية قرب بعشيقة أنهم شاهدوا نيران المدفعية تنطلق من القاعدة التركية مرات عدة.
- تعزيز الدفاعات -
وبدأ تنظيم الدولة الإسلامية خلال الاشهر القليلة الماضية تغيير مواقعه إلى أماكن أخرى من أجل تجنب خسائر كبيرة في صفوفه مع تأكد الاستعدادات لبدء عملية الموصل، حسبما أفاد مسؤول أميركي.
وأوضح المسؤول للصحافيين خلال زيارة وزير الدفاع الأميركي اشتون كارتر إلى العراق في نهاية الأسبوع "قاموا بعمل حثيث تحضيرًا للدفاع عن المدينة".
ويقول المسؤول أن استراتيجية التنظيم تبدو بأنها اعتماد على إخلاء المساحات غير الضرورية حول الموصل مقابل إيقاع ضحايا بين قوات الحكومة الاتحادية والبشمركة.
ويقدر التحالف الدولي عدد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في الموصل بين أربعة آلاف إلى ستة آلاف عنصر.
وقال قائد التحالف الدولي الجنرال ستيفن تاوسند "لن يقاتل جميع المقاتلين حتى الموت" في الموصل.
وأضاف "لقد تسببنا بارباك كبير داخل صفوف التنظيم من خلال استهداف قادة في التنظيم، الأمر الذي نفذته قواتنا الخاصة وقواتنا الجوية بشكل مميز".
ويحاول الجهاديون كذلك تنفيذ هجمات مضادة في مناطق أخرى في البلاد بينها هجوم على بلدة الرطبة الواقعة وسط الصحراء قرب الحدود الأردنية.
واستولى عناصر التنظيم على مكتب القائمقام لفترة وجيزة واقدموا على إعدام خمسة أشخاص بينهم عناصر من الشرطة بعد السيطرة على منطقتين في البلدة، حسبما أفاد ضابط في الجيش.