وساطة مصرية «إنسانية» فى «حلب» لإجلاء الجرحى وكبار السن وإدخال المساعدات

وساطة مصرية «إنسانية» فى «حلب» لإجلاء الجرحى وكبار السن وإدخال المساعدات

وساطة مصرية «إنسانية» فى «حلب» لإجلاء الجرحى وكبار السن وإدخال المساعدات

كشف المستشار محمد ثروت سليم، القائم بالأعمال المصرى فى دمشق، فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، عن عزم مصر القيام خلال الأسبوع المقبل بجهود إنسانية فى حلب الشرقية تتمثل فى الإشراف على إجلاء الجرحى وكبار السن عبر ممرات آمنة فى المدينة التى شهدت معارك طاحنة أدت إلى تفاقم الوضع الإنسانى هناك، مشيراً إلى أنه حال إتمام المهمة ستكون مصر بذلك أول دولة على مستوى العالم تساهم بجهود إغاثية فى هذه المنطقة الملتهبة. وأوضح «ثروت» أن «ما يقوم به يتمثل فى الوساطة والإشراف على عمليات الإجلاء بالتنسيق مع وزارة الخارجية السورية والأمم المتحدة»، مشيراً إلى عزم الجانب المصرى على تطوير هذا الإسهام للبدء فى إدخال مساعدات إنسانية كما سبق أن قامت مصر بذلك، موضحاً أن ما يؤهل القاهرة للقيام بذلك هو أن الدور المصرى محل تقدير من كل الأطراف.

{long_qoute_1}

من جانبه، قال المستشار أحمد أبوزيد، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية: «إن مصر تقوم بمساعى وساطة من خلال البعثة المصرية فى دمشق، للتنسيق بين أجهزة الأمم المتحدة العاملة فى دمشق والسلطات السورية، لتخفيف معاناة أهالى حلب وإجلاء الجرحى وكبار السن وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المنكوبة فى حلب». وأضاف أن السفارة المصرية فى دمشق تلقت موافقة الحكومة السورية على المسعى المصرى، وجارٍ ترتيب زيارة للقائم بالأعمال المصرى فى دمشق إلى حلب للإشراف على عمليات إجلاء الجرحى وكبار السن. كما تقوم مصر حالياً باستكمال مسعاها للتوسط لإدخال المساعدات الإنسانية للمناطق المنكوبة فى حلب. وأوضح المتحدث باسم الخارجية أن هذا الجهد يأتى فى سياق التزام مصر بمعالجة الوضع الإنسانى فى حلب، وتخفيف معاناة أهلها، وأنه يمثل أحد عناصر الرؤية المصرية المتكاملة للتعامل مع الأزمة السورية التى تجمع بين التحركات العاجلة لتخفيف وطأة المعاناة الإنسانية لأبناء الشعب السورى، ومحاولة التوصل لوقف شامل لإطلاق النار فى كل مناطق سوريا، وبين العمل على استئناف المفاوضات السياسية للتوصل لحل سياسى يحقق طموحات الشعب السورى المشروعة، ويحافظ فى الوقت نفسه على وحدة سوريا وسلامة إقليمها ومؤسساتها، ويجنبها مخاطر التحول إلى بؤرة لعمل المنظمات الإرهابية.

من جانبه، قال مصدر بالحكومة السورية، فضل عدم ذكر اسمه، لـ«الوطن»، فى اتصال هاتفى، إن الحكومة السورية لم ولن تتردد فى دعم أى مسعى مصرى يخص سوريا، لأنه ببساطة مصر الدولة العربية الوحيدة التى تتحرك تجاه سوريا دون مصلحة فقط المحافظة على مصلحة الشعب السورى ووحدة أراضى سوريا بما يخدم رؤية الأمن القومى المصرى. وأضاف المصدر: «جانب من تلك المساعى تم مناقشته والتنسيق له خلال الزيارة التى جرت مؤخراً لوفد أمنى إلى مصر يقوده مدير مكتب الأمن الوطنى السورى اللواء على مملوك فى إطار الاتصالات المستمرة بين البلدين». وتابع: «هذا هو الفارق بين مصر ودول أخرى لا تريد إلا تخريب سوريا، ودعمنا جهود صمر يكشف بما لا يدع مجالاً للشك أننا لسنا ضد الأعمال الإنسانية، وإنما نحن ضد دول تحاول استغلال الأوضاع الإنسانية لتقديم مساعدات للتنظيمات الإرهابية».

فى الوقت ذاته، قال القيادى بحزب البعث الحاكم فى سوريا الدكتور مهدى دخل الله، لـ«الوطن»، إن الجهود المصرية لإدخال المساعدات إلى حلب لن يعطلها إلا ما تقوم به التنظيمات الإرهابية هناك، خاصة جبهة النصرة التى تمنع خروج المدنيين من حلب. وأضاف رئيس قسم الصحافة بالحزب الحاكم: «النصرة التابعة لتنظيم القاعدة أقامت (محكمة شرعية) وتحاكم كل مدنى يحاول الخروج من حلب».

فى سياق متصل، ألقى الطيران السورى مئات الآلاف من المنشورات على الأحياء الشرقية لمدينة «حلب»، توضح معابر الخروج، وتدعو كل من تورط بحمل السلاح إلى المبادرة بتسوية وضعه أو المغادرة. وأشارت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إلى أنه مع بدء سريان التهدئة الإنسانية، الساعة السابعة من صباح أمس بتوقيت «القاهرة»، بدأت حوامات الطيران السورى بإلقاء مئات آلاف المنشورات على الأحياء الشرقية لحلب، والتى تظهر خارطة توزع المعابر الإنسانية الآمنة المخصصة لخروج المدنيين، وعددها 6 ومعبران مخصصان لخروج المسلحين. وذكرت أن المنشورات تضمنت تعليمات الخروج الآمن وعبارات تدعو كل من تورط بحمل السلاح إلى عدم إضاعة الفرصة والمبادرة إلى تسوية وضعه أو المغادرة، إضافة إلى أنها تعرض تقديم المساعدة لكل من يرغب بالخروج. وذكرت الوكالة أن «التنظيمات الإرهابية» استهدفت بالقذائف الصاروخية والطلقات الرشاشة والقناصة محيط معبر «بستان القصر» فى «حلب» فى محاولة منها لتعطيل التهدئة الإنسانية التى بدأت صباح أمس.


مواضيع متعلقة