كرباج: بين مدرعة وتوك توك

تأتى على مصر لحظات لا تنجب فيها إلا شهداء، ولحظات لا تنجب فيها إلا خونة.

مصر الآن بين قوسين: مدرعة.. وتوك توك.

موت مشرف فى سيناء، وجحود «عشوائى» مقلق ومخجل فى القاع.

دماء تسيل فى الممرات وبطون الجبال فتطهرها، وزيت وسكر يسيل فى العروق دماً ملوثاً بالجشع والدناوة، ويخرج «صرفاً صحياً».

وبين القوسين بشر يعملون فى صمت، ويحبون بلدهم فى صمت، ويبحثون عن إجابات لأسئلتهم الحائرة فى صمت.

يغضبون، ويصرخون فى صمت.

يبكون شهداءهم، ويلعنون سائق التوك توك فى صمت.

هؤلاء هم البناؤون العظام فى هذا البلد.

أما الكذابون والمتنطعون و«المتنخوبون» والمثرثرون (ورقاً وفضائيات) فهم الذين جعلوا لـ«خراب مصر» سعراً وبورصة، لكنهم زائلون.