اللى ملوش خير فى «عبدالناصر والسادات».. ملوش خير فى مصر

10:29 م | الاثنين 17 أكتوبر 2016

تقف أمام فرشة فى شارع الشهيد أحمد حمدى بفيصل، أمامها خضار تتكسّب من بيعه، وخلفها صورتان للرئيسين الراحلين أنور السادات وجمال عبدالناصر، تحبهما كثيراً وتتفاءل بوجودهما إلى جوارها، فهما دائماً يذكرانها بالزمن الجميل، زمن الخير والبركة والأسعار التى كانت فى متناول يد الجميع.

{long_qoute_1}

تجلس «أم حنان»، بائعة الخضار، إلى جوار الصورتين وتحكى لزبائنها عن طفولتها، حيث نشأت وترعرعت فى عهد «السادات» وسمعت من والديها الكثير من الحكايات عن «عبدالناصر»، فتمنّت أن يعود هذان العصران بخيرهما، لينعم المواطن البسيط بحقوقه: «أمى وأبويا من كتر مابيبطلوش كلام عنهم، بيزيد حبى ليهم، كانت أيام حلوة، أسعار كويسة، ناس طيبة، ماكانش فيه طمع فى البلد، حتى أفلام السينما على أيامهم كانت حلوة».

تهرب «أم حنان» من الواقع وتعيش فى زمن قديم يتمثل فى صورتين، تقول عن طفولتها: «مرة نزلت أشترى لحمة مع أمى، كان عندى 11 سنة، وكان السادات هو رئيس الجمهورية، ماجيبناش بالكيلو، قلنا للجزار هات بخمسة جنيه لحمة، كانوا كتير أوى، خدتها فى حضنى من حلاوتها، أصل اللى كان معاه 5 جنيه ولّا 10 جنيه فى إيده يبقى مبسوط». تبدى بائعة الخضار إعجابها بموقف «السادات» عندما أمر الجزارين بتخفيض سعر اللحوم على المواطن المصرى، وكل ما تتمنّاه أن تعود تلك الأيام: «نفسى الأيام دى ترجع، بس اللى بيروح مابيرجعش».

تُنصت «أم حنان» جيداً لشكاوى زبائنها عن الأسعار المرتفعة، عن غلاء السكر، الأرز، الزيت، اللحم، وتلتمس لهم العذر عندما يفاصلون من أجل الحصول على الخضار بأقل سعر: «بيقولوا لى كله غالى، وبانزل على قد ما أقدر، الناس معذورة مش عارفين يعيشوا».

لمقاومة ارتفاع الأسعار وقلة البيع، لجأت «أم حنان» إلى وسيلة مختلفة لعرض بضاعتها: «لقيت حال البيع والشراء مش قد كده، رُحت جيبت عربية من الجراج اللى باحرسه، وحطيتها على الجنب التانى، يعنى فرشة هنا، وعربية هناك علشان الدنيا تمشى».