بروفايل| «القاضى» الوزير ينتصر

09:04 م | الأحد 16 أكتوبر 2016

شد وجذب وحرب مصالح ومعارك خفية فى الغرف المغلقة خاضها ياسر القاضى، وزير الاتصالات، فى مواجهة شركات المحمول، وبعد عدة أشهر من الصراع يجنى الوزير الآن ثمرة إصراره على موقفه فى «معركة رخصة الجيل الرابع»، إذ وقّعت شركات المحمول الثلاث «فودافون وأورنج واتصالات»، أمس، عقود تراخيص تشغيل خدمات الجيل الرابع للتليفون المحمول، بعد تحفظ ورفض معلن دام لأسابيع، ما يعنى أن إرادة الدولة انتصرت فى النهاية.

حظى «القاضى» فى معركته الشرسة بتأييد حكومى رفيع المستوى لتحركاته خلال مواجهة شركات المحمول، التى رفضت سابقاً دخول الشركة الوطنية «المصرية للاتصالات» إلى سوق المحمول عبر الجيل الرابع، وراحت الشركات تُمارس الضغوط عبر سفرائها وسفاراتها ومقابلاتها الدائمة مع رئيس الوزراء للضغط على وزير الاتصالات بغرض الحصول على بعض الامتيازات، قبل أن تفشل فى مساعيها.

وزير الاتصالات بدأ معركته فى منتصف يونيو الماضى عندما طرح جهاز تنظيم الاتصالات تراخيص تشغيل خدمات الجيل الرابع لشركات الاتصالات الأربع، وعلى رأسها «المصرية للاتصالات»، قبل أن يُقابَل الطرح برفض الشركات الثلاث دخول مشغل رابع للمحمول ممثلاً فى «المصرية للاتصالات».

«القاضى»، خريج «هندسة القاهرة» عام 1984، استمر فى معركته ليضع شروطاً جديدة على الشركات تضمنت أسعاراً أكثر ارتفاعاً، ما هدد أعمالها، فوجدت الشركات نفسها خارج نطاق «الجيل الرابع»، ومهددة أيضاً من قبَل عملائها بالرحيل إلى المشغل الجديد المتمثل فى «المصرية» حال تشغيل الشركة الحكومية للرخصة، وهنا لم تجد الشركات بداً من التراجع والرضوخ لإرادة الدولة.

«القاضى» الذى شغل عدة مناصب هامة بشركات عالمية، مثل «سيسكو» و«إتش بى»، نجح فى إجبار الشركات على بدء رحلة التراجعات والرضوخ وتقديم التنازلات، قبل أن توقّع «أورنج» عقود رخصة الجيل الرابع فجأة، وقبل أن تدرك «فودافون» و«اتصالات» أنهما باتتا خارج اللعبة، وأن الوزير العنيد لم ولن يستجيب لمطالبهما، لتبدأ بعد ذلك كلا الشركتين فى التفاوض سراً، ثم توقّع «فودافون».

«القاضى» عمل سابقاً مساعداً أول لوزير الاستثمار ورئيساً تنفيذياً لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات «إيتيدا»، قبل أن يؤدى اليمين الدستورية وزيراً للاتصالات بحكومة المهندس شريف إسماعيل فى ١٩ سبتمبر ٢٠١٥.