بروفايل| «شاعر الجمال» وداعاً

كتب: رضوى هاشم

بروفايل| «شاعر الجمال» وداعاً

بروفايل| «شاعر الجمال» وداعاً

 

«إذا كان عبدالحليم حافظ عندليب الغناء، وإذا كان محمود عوض عندليب الصحافة، ففاروق شوشة بكل تأكيد عندليب اللغة» هكذا قدم الإعلامى يسرى فودة، فى إحدى ليالى مارس من العام 2010، فاروق شوشة فى برنامجه التليفزيونى «آخر كلام»، وحصل الشاعر الكبير على لقب جديد يضاف إلى سلسلة طويلة من الألقاب علقت به منذ أن عرفه الناس شاعراً، يكتب الشعر ويلقيه، كما يلقى أشعار الآخرين بصوته الرخيم العذب فى الإذاعة المصرية، عبر برنامجه الشهير «لغتنا الجميلة»، لن يقول شوشة الشعر ولن يلقيه بعد الآن، كما لن يرسل صوته إلى الملايين من مستمعى الراديو، بعد أن غيبه الموت أمس عن عمر ناهز الـ80 عاماً.

«شوشة» المولود فى فبراير 1936 بقرية الشعراء بمحافظة دمياط، والمُتخرج فى كلية دار العلوم بجامعة عين شمس عام 1957، حصل على جائزة الدولة فى الشعر عام 1986، وجائزة كفافيس العالمية عام 1991، وجائزة محمد حسن الفقى عام 1994، وعلى جائزة الدولة التقديرية فى الآداب عام 1997، كما حصل على جائزة النيل، وهى الجائزة الأدبية الأرفع لأى شاعر مصرى، عن عام 2016 قبل أن يحل موعد الرحيل بأشهر معدودة.

بصوته المميز قدم فاروق شوشة على مدى برنامجه الإذاعى «لغتنا الجميلة» منذ عام 1967، وفى التليفزيون أيضاً قدم (أمسية ثقافية) منذ عام 1977، غير أن بريق الإعلام لم يشغله عن ولعه الشديد لعمله كعضو فى لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة، ورئيس لجنة المؤلفين والملحنين.

شاعر «الجمال»، ظهر صحفياً فى حوار نادر قبل 5 أعوام ليصف ثورة يناير قائلاً: «أعتقد أن شباب الثورة هم الذين منحوا حماسهم للشعراء وليس العكس.. الشباب هم الذين فجروا فى وجدان الشعراء المعنى النبيل للشعر وأعادوهم إلى حقيقة انتمائهم لهذه الأمة ولهذا الشعب».

وبكلمات أخيرة وضع «شوشة» وصيته لإصلاح الوضع الراهن بأن النهوض لن يأتى إلا بالتعليم يخرج مثقفون جدد يستطيعون استكمال المسيرة بفكر جديد سوىّ بعيد عن النفعية، والمدرسة يجب أن تصبح مؤسسة ثقافية وتعليمية، فبغير ذلك لن ننتج حياة ثقافية، ومن دون ذلك سيصبح المثقفون الجدد «ليسوا جادين وليسوا صرحاء، ولا يعبرون عن أنفسهم بصدق، ويمشون فى المسيرة دون أن يكون لهم رأى حر لا قوة لهم ولا صوت مسموع، ودوماً فى ذيل القائمة».


مواضيع متعلقة