«طرق مصر» فى قبضة عصابات السطو المسلح

07:14 م | الأربعاء 12 أكتوبر 2016

تعدّدت جرائم السطو المسلح خلال الآونة الأخيرة فى مختلف محافظات مصر، ورغم تراجع معدلات تلك الجرائم بالمقارنة بالفترة التى أعقبت ثورة الخامس والعشرين من يناير عام 2011 فإنها لا تزال قائمة، وتمارس التشكيلات العصابية نشاطها من آن إلى آخر، متخذة من الطرق الصحراوية والقرى النائية وبعض المناطق البعيدة عن نطاق الكتل السكانية، مسرحاً لاصطياد ضحاياها.

أسلوب تلك العصابات فى معظم الجرائم التى يرتكبونها يكاد يكون واحداً، السرقة بالإكراه والخطف تحت تهديد السلاح، ثم التفاوض مع ذوى الضحايا عبر وسطاء لإطلاق سراحهم مقابل فدية، وعادة ما ترفض أسرة الضحية إبلاغ أجهزة الشرطة، خوفاً من تنفيذ العناصر الإجرامية لتهديداتها بقتل الشخص المختطف، إلى جانب قناعة المواطنين، خصوصاً فى محافظات الصعيد، بأن قوات الشرطة لن تستطيع مهاجمة أوكار المجرمين نظراً إلى طبيعة الأماكن التى يتخذونها مأوى لهم، والتى غالباً ما تكون فى المناطق الجبلية الوعرة. وخلال الفترة الماضية كثرت جرائم السطو على سيارات المدنيين، بغرض الاستيلاء عليها، ثم مفاوضة صاحبها على دفع مبلغ مالى مقابل استعادتها، ووصل الأمر إلى جرائم منظمة على المصالح الحكومية فى بعض المناطق، إلى جانب استهداف السيارات المحمّلة بالسلع مرتفعة السعر، مثل السكر والحديد والأسمنت، ورغم جهود القوات الأمنية للحد من انتشار تلك الجرائم التى تُهدّد أرواح المواطنين فى كثير من المحافظات، فإن الجناة يعتمدون على عنصر المباغتة واتخاذ هدنة بين كل جريمة وأخرى حتى لا يتحول نشاطهم إلى ظاهرة تتطلب تدخلاً قوياً من «الداخلية».