درة مشوى فى فرن بوتاجاز: «الإعاقة».. أم الاختراع

كتب: محمد غالب

درة مشوى فى فرن بوتاجاز: «الإعاقة».. أم الاختراع

درة مشوى فى فرن بوتاجاز: «الإعاقة».. أم الاختراع

السيارات تمر من حوله يميناً ويساراً فى منطقة «أبورواش»، والجميع يصوب عينيه نحوه، فلماذا يضع الرجل المكافح «فرناً» على الرصيف وبجواره أعواد الذرة؟

عم «إبراهيم متولى إبراهيم»، بائع ذرة مشوى، ولكن بطريقته الخاصة، حيث قرر أن يستغنى عن الفحم، ويشوى الذرة فى الفرن، ومبرره فى ذلك: «أنضف كتير. كوز الدرة على الفحم مايساويش، بيلم تراب ومش صحى، أما الشوى فى الفرن فأحلى وأنضف».

كان «إبراهيم» يعمل جزاراً فى مدينة دمنهور، لكنه اضطر إلى تركها: «رجلى اتقطعت، وبقيت ماقدرش على الشغلانة وتعبها».

يجلس «إبراهيم» على الأرض، وبجواره القدم الصناعية، ويحكى: «العجز عجز المخ مش الجسد، أنا بقوى مش بضعف، ناس ياما بصحتها وبتقف على الجوامع تشحت، لكن أنا بشتغل وبتعب وبفكر».

«بتاع الدرة الحلوة»، هكذا اشتهر «إبراهيم» فى «أبورواش» منذ سنوات، الأمر الذى يسبب له السعادة، ويظل يحكى عن فوائد ومميزات الذرة المشوى فى الفرن وزبائنه: «فيه عائلات مزاج عندها تيجى تشترى منى، بعد ما جربوا الفحم وعرفوا الفرق بينه وبين الفرن».

رغم معاناة «إبراهيم» من حرارة الفرن الشديدة يتحامل على نفسه، ويظل جالساً فى الشارع، منتظراً الرزق: «مفيش حاجة سهلة، ده حتى الفرن أرحم من الفحم وبهدلته».

جنيهان هو السعر الذى حدده «إبراهيم» لـ«كوز الدرة»، وطوال فترة جلوسه فى الشارع لا يمانع من تناول حبات الذرة الأقرب لقلبه: «حلو وصحى ومفيد.. هو فيه حد ما يحبش الدرة؟». يعيش أبناء عم «إبراهيم» فى البحيرة، بينما يقبع هو وحيداً فى «أبورواش»، من أجل توفير مصاريفهم، ويزورهم مرة كل شهر ونصف الشهر أو شهرين: «عندى ولدين توأم وبنت، وعشان خاطرهم كل التعب يهون».


مواضيع متعلقة