تطوير 45 تجمعاً بدوياً لتعزيز الانتماء وتدعيم «الأمن القومى»

08:46 م | الخميس 06 أكتوبر 2016

أحد المشروعات الأساسية لتنمية سيناء كان مشروع توطين البدو الرحل بسيناء فى تجمعات بدوية، الذى بدأ منذ عام 1986 بمشاركة برنامج الغذاء العالمى، التابع للأمم المتحدة، بهدف تحسين مستوى المعيشة بالتجمعات، إلا أن برنامج الغذاء العالمى اعتذر منذ عام عن عدم الاستمرار بالمشروع نتيجة لـ«الظروف الأمنية» بسيناء، حسب تقرير رسمى صادر عن الجهاز التنفيذى لتعمير سيناء، ما أدى لتوقف المشروع قبل اتخاذ القيادة السياسية قراراً بتمويله من موازنة الدولة لتبدأ الأجهزة فى تطوير 45 تجمعاً بدوياً.

{long_qoute_1}

وقال تقرير «تعمير سيناء»، الذى حصلت «الوطن» على نسخة منه، إن المشروع له بعد يعزز الأمن القومى المصرى، إضافة إلى أنه يدخل فى إطار اهتمام القيادة السياسية بتنفيذ مشروعات تنموية متكاملة بالمناطق النائية، والحدودية، إضافة لوجود مطالب من مشايخ، وعواقل بدو سيناء باستمرار جهاز تعمير سيناء فى دعم، وتطوير التجمعات البدوية الصغيرة.

وأوضح «التقرير» أن المشروع بدأ تمويله من الموازنة العامة للدولة بدءاً من عام 2013/ 2014، ويجرى الاستعانة بكوادر جهاز تعمير سيناء، واستثمار العلاقة الوثيقة بين «الجهاز»، وبدو سيناء، التى تتجاوز 30 عاماً، فضلاً عن وجود قاعدة بيانات لاحتياجات كافة التجمعات، والقرى البدوية فى تنفيذ مشروعات خدمية، وتنموية، وبنية أساسية، ليتم العمل على جعل تلك التجمعات منتجة لرفع المستوى الاقتصادى، والاجتماعى لأهاليها، وزيادة شعورهم بالانتماء، والولاء للوطن من خلال تنفيذ مشروعات تنموية، واستغلال البنية الأساسية المتاحة حرصاً من الدولة على تحقيق مبدأ المساواة، والعدالة الاجتماعية بين أفراد المجتمع.

ولفت جهاز تعمير سيناء إلى أنه يستعين بخبرات جهاز الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة بالمشروع لما له من خبرات سابقة فى هذا المجال، وكذلك شركات متخصصة بعد التنسيق مع المحافظات، ومجالس المدن، والموارد المائية، ووزارة الزراعة، وأهالى التجمعات لتحديد التجمعات البدوية الأكثر احتياجاً.

وأكد «الجهاز» أن المشروع هدفه إنشاء مجتمع زراعى متكامل يعتمد على مصادر المياه المتاحة، بالتجمعات، وتشمل استصلاح، وزراعة مساحات مكشوفة بالرى بالتنقيط، وصوب زراعية، ومشاتل، وأشجار مثمرة، ونخيل، وخزانات مياه، ومزارع سمكية، وثروة حيوانية، وداجنة، واستنبات شعير، ومناحل عسل.

وأوضح أن تلك التجمعات يتم إنشاء خدمات لها مثل حفر الآبار، وإنشاء مخازن، ومدارس، ومنافذ توزيع منتجات، ووحدات صحية، وصناعات غذائية، ومدقات، وتسوية، وسياج شجرى، وتوريد، وتركيب مولدات، ومحولات، ووحدات طاقة شمسية لإنتاج الطاقة الكهربائية اللازمة لتشغيل المزارع السمكية، فضلاً عن تدريب البدو على الأعمال، والمهارات الحياتية المختلفة.

وشدد التقرير على أن المشروع يتضمن التنمية المتكاملة للتجمعات بمحافظتى شمال، وجنوب سيناء، مردفاً: «وإنجازات المشروع أصبحت واقعاً ملموساً على الأرض بالرغم من قصر المدة التى جرى بها تنفيذ المشروع بمفهومه الجديد الذى يقوم على «التنمية الشاملة»

وأشار التقرير إلى أنه تم الانتهاء من أعمال التنمية المتكاملة لـ22 تجمعاً فى شمال، وجنوب سيناء، فيما يتم تنفيذ أعمال تنمية فى 3 تجمعات، هى أم الخرز بشمال سيناء، والشيخ عواد، ونسرين بجنوب سيناء.

وكشف التقرير أنه من المخطط البدء فى تنفيذ أعمال تنمية لـ20 تجمعاً بشمال، ووسط، وجنوب سيناء بشكل متتابع بعد نجاح المشروع بالتجمعات السابقة، وتحقيق أهدافها. وتابع: «ويتم جمع المحاصيل الزراعية من خضراوات، وفواكه، ومنتجات المزارع السمكية، وتوزيعها على أهالى التجمع، والتجمعات المحيطة، وبيع الفائض من خلال منافذ توزيع يتم إنشاؤها بواسطة جهاز تعمير سيناء بالتجمعات، والاستفادة من العائد فى رفع المستوى الاقتصادى لأهالى التجمعات».

ولفت «الجهاز» إلى أنه يدرب المرأة البدوية فى مشاغل مخصصة، ومجهزة للتدريب، بدءاً من مشغل تدريب فتيات فى مدينة أبوزنيمة، وآخر بمدينة الطور بمحافظة جنوب سيناء، فضلاً عن مشغل فى مدينة نخل بمحافظة جنوب سيناء جرى افتتاحه مؤخراً.

وأشار إلى أنه يجرى التعاون مع كلية الفنون التطبيقية، لاختيار مجموعة من البدويات الراغبات فى التدريب، وتعلم حرف يدوية لتدريبهن على أعمال الحياكة، والتطريز، وأعمال الخيامية، وذلك بمقابل مادى لتحفيزهن على التعلم، لافتاً إلى أن المتدربات يحصلن فى نهاية الدورة على شهادة اجتياز لها، ثم يقمن بتدريب عدد من الفتيات الأخريات بأنفسهن.

ويلفت الجهاز إلى أنه يتم عمل معارض لعرض منتجات الفتيات، وتسويقها بالتنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعى، وكذلك يتم تنظيم دورات لمحو أمية البدويات بحافز مادى تشجيعاً لهن على الاشتراك فى تلك الدورات، ليحصلن على شهادات محو الأمية فى نهاية الدورة.