أسرة «عطالله»: خرج من وطنه بحثاً عن الرزق.. وعاد فى «تابوت»

كتب: سعاد أحمد

أسرة «عطالله»: خرج من وطنه بحثاً عن الرزق.. وعاد فى «تابوت»

أسرة «عطالله»: خرج من وطنه بحثاً عن الرزق.. وعاد فى «تابوت»

لم يكن عزت حكيم عطالله، قتيل السجون الليبية، بتهمة التبشير بالدين المسيحى، إلا كالكثيرين من أبناء مصر، خرج من وطنه بحثا عن الرزق فلم يجن إلا الموت، وكانت نهايته التى بدأت حينما ذهب للعمل فى ليبيا منذ 6 سنوات، برفقة زوجته التى تعمل مدرسة للغة الإنجليزية، واستقر هناك وعمل بمحل لبيع قطع غيار الهواتف المحمولة ببنى غازى، ونجح فى تكوين شراكة مع ليبى مسلم، حتى مات من أثر التعذيب. وهى تصرخ قالت أخته هالة «احتجزوا أخى يوم 27 وكنت أقول مش هيهون عليهم يموتوه، لكنهم كانوا قساة القلوب». وأضافت «لما كنت بشوف أو أسمع أم محمد الجندى أبكى ومقدرش أنام، مكنتش عارفة إننا هنتحط فى نفس الموقف، إنه كان كلما سمع عن سقوط شهداء فى الأيام الماضية يقول أنا لو رئيس وأشوف الناس دى كلها بتموت أمشى وأترك المنصب علشان حرام الشباب دى كلها تموت. والده «حكيم عطالله» 86 عاماً، قال لـ«الوطن»: كل ذنب ابنى إنهم وجدوا رقمه على هاتف رجل مقبوض عليه، متسائلاً «ماذا جنى ابنى حتى يفعلوا به ما فعلوا، وما تهمته؟ ويضيف كلما جلست وتذكرت تعذيبهم لابنى، أتساءل «هو إحنا مش مصريين؟» أما شقيقه الأكبر ثروت حكيم عطالله، فقال: أخى مسالم جدا، وأتذكر فى عام 81 كان يسير بالشارع وفى يده «أورج» فقام أحد أعضاء الجماعة الإسلامية بأخذه منه وتحطيمه فسكت ولم يتفوه بكلمة، وكان مبسوط من الثورة الليبية جدا وقال هيبدأ التغيير وعرضنا عليه العودة قال «أنا مرتاح هناك وربنا ستار». وتساءل شقيقه «أليس الأقباط مواطنين مصريين كى تثير وزارة الخارجية قضيتهم مع رئيس الوزراء الليبى؟ أليسوا كالإخوان الذين سجنوا بالخليج وسافر لهم وزير الخارجية المصرى؟». أما كمال رمزى زوج أخته فيقول: تم القبض على عزت منذ 13 فبراير الماضى على خلفية اتهامه بالتبشير، لمجرد ظهور رقم تليفونه على هاتف مواطن آخر يدعى شريف رمسيس -صاحب دار نشر- كان قد تم القبض عليه وبحوزته كتب مسيحية. وأضاف أن زوجته زارته فى الأمن الوقائى وسافرت لطرابلس ومعها المحامى لرؤيته ولكن السلطات الليبية حاولت منعها من رؤيتة إلا أنها بعد مشادات معهم استطاعت الدخول ورؤية زوجها، ووجدت عليه آثار تعذيب واضحة حتى إنه لم يستطع الوقوف وكانت ملابسه ممزقة. وأكد أنها استطاعت السفر من بنى غازى إلى طرابلس بمساعدة الحاج أحمد الذى يتولى أعمال المصريين المقيمين فى ليبيا، بعد تجاهل السفارة المصرية بليبيا للأمر تماما حيث كان هناك تباطؤ من السفارة المصرية فى مساعدتها لتوفير تذكرة طيران من مدينة بنى غازى إلى مدينة طرابلس التى توفى بها زوجها لتسلم جثمانه. عجايبى صديق عزت، صديقه، تساءل والدموع تغمر عينيه «هل الخارجية المصرية ليس عندها علم بما يحدث للأقباط المصريين فى ليبيا أم أنه لا بد من أن نصل لمكتب الإرشاد للحصول على إذن لإبلاغ رئيس الجمهورية؟». وقالت سلوى قيصر، مسئولة المستوصف بالكنيسة الإنجيلية «إن عزت طول عمره لا يحب السياسة ولا الكلام فيها، ومن قتله ميعرفش ربنا». وفى حفل تأبين عزت قدم القس «باقى صدقة» راعى الكنيسة الإنجيلية فى كلمته التى ألقاها التعازى، وقال نحن أمام أخ عزيز فارق عالمنا، ونحن نتمنى اللحظة التى هو فيها الآن فهو قدم حياته فى سبيل أعظم ما لدينا أن يموت فى سبيل الوطن. وقال القس رضا راعى الكنيسة الإنجيلية الثانية بأسيوط إن هناك 3 حقائق الأولى أن الحق لا يمكن أن يموت، والقصاص العادل هو فعل الله، والثالثة الموت ليس موت الجسد والأخ العزيز عزت لم يمت وإن ظن الكثيرون أنه مات. وأضاف «نحن نصرخ إلى الله أن يمنع التمييز ويعطى للإنسان الحريه كاملة نصلى لكى نمر من هذه المرحلة الحرجة». أخبار متعلقة: «العائدون من الموت».. حكايات التعذيب فى ليبيا مشادات بين أسر الأقباط المحتجزين ومساعد وزير الخارجية أقباط المنيا الناجون يروون وقائع تعذيبهم وسحلهم بمعتقلات بنى غازى أهالى قرية «الدلجمون» بالغربية يشيعون جثمان ضحية التعذيب فى ليبيا