سواق عمرو الليثى..؟

أحمد الخطيب

أحمد الخطيب

كاتب صحفي

قبل عام تقريباً.. تلقى عدد من كبار الصحفيين والإعلاميين رسالة على هواتفهم المحمولة كالتالى: «لمّ نفسك.. ديّتك رصاصتين».. رأيتها بنفسى على هاتف الأستاذ مجدى الجلاد، كواحد ممن استهدفهم التهديد.. وصلت الرسالة إلى نحو 20 صحفياً وإعلامياً تقريباً.. كان من بينهم عمرو الليثى.. أخذوها على محمل الجد وقرروا التقدم ببلاغ للنائب العام لحمايتهم وطالبوا وزارة الداخلية من خلال حملة إعلامية واسعة أرهقت الرأى العام لمعرفة هوية الجهة صاحبة الرسائل. دخل الوسط الصحفى حالة رعب حقيقية، وذهب الكثير إلى اتهام المجلس العسكرى وأجهزة الأمن. وتطور الأمر إلى القيام بوقفات احتجاجية أمام نقابة الصحفيين ضد تهديدات الرسائل الغامضة، وضغطت الصحف والفضائيات على وزير الداخلية لسرعة الكشف عن جهة الإرسال. فى هذه الأثناء كان عمرو الليثى هو قائد عمليات التنسيق بين كل من تلقى «الرسايل».. يقوم بجولات لتنسيق الوقفات الاحتجاجية وتنظيمها والدعوة إليها وتحديد أوقاتها وتنظيم تغطيتها الإعلامية وتقديم البلاغات للنائب العام والتواصل مع وزارة الداخلية. وكنت أراه يومياً فى مكتب الأستاذ مجدى الجلاد يحثه على الصبر، يقول فى تبتل ناسك: «لن نركع.. لن نخاف» فى هذه الأثناء نجح الأمن فى كشف مصدر الرسائل، وكانت المفاجأة.. صاحب الرسالة عمرو الليثى نفسه.. ياللهول.. وتوالت المفاجآت.. مُرسل الرسائل سائق عمرو الليثى، وقد أعطاه عموره 1000 جنيه لشراء شريحة وموبايل جديدين ليرسل من عليهما الرسائل ثم يتخلص منهما بعد ذلك حتى لا يتم اقتفاء أثرهما، ثم أعطاه أرقام من أُرسل إليهم.. تعقبت الأجهزة رقم الهاتف فلم تجده بالخدمة، فتعقبت الرقم السرى لجهاز الموبايل، واتضح أن السائق اشترى خطاً جديداً لكنه استخسر أن يشترى بباقى الفلوس موبايل جديداً كما أمره صاحبنا.. استعمل جهازه المعلوم وضرب على باقى الفلوس.. تم إلقاء القبض عليه منهاراً واعترف باكياً: عمرو بيه كلفنى بذلك، وبسؤاله عن السبب قال: الباشا بيحب الفشخرة والمنظرة، وكان عايز الحراسة الخاصة اللى متخصصة له من الداخلية ترجع تانى لأن اللواء منصور العيسوى، وزير الداخلية آنذاك، سحبها منه.. ففكر فى حيلة لعودة الحراسة مرة أخرى، وقال لى: «احنا نبعت رسايل تهديد ونعمل دوشة كبيرة فى الصحافة والفضائيات وترجع لى الحراسة تانى. وزارة الداخلية كشفت الفضيحة وأرسلت نتائح التحقيق إلى الصحافة.. وأُسقط فى يد عمرو.. بدأ يتصل بجميع رؤساء التحرير فى مصر منكسراً لكى لا ينشروا خبر فضيحته ونجح فى مراده مع البعض لكننا فى «المصرى اليوم» نشرنا الفضيحة.. وفبرك عمورة رواية أن سائقه تعرّض للتعذيب وتم إجباره.. ليه يا عمورة؟.. علشان باكشف فضائح الشرطة.. إمتى دا يا عمورة.. طول عمرك مواطن صالح؟ يووه بقى يا كماعة.. الداخلية بتنتقم منى علشان أنا من الثوار.. ثوار مين يا حمادة.. على عمو يا بلبل؟ المهم: دفع عمرو لأسرة السواق 100 ألف جنيه ليغير أقواله أمام النيابة.. وتذلل صاغراً لكل من تقدم ببلاغ لكى يتنازل حتى يطرمخ على القضية.. وبكى للأستاذ مجدى علشان يتنازل وتعاطف الجلاد مع عبراته الرجراجة التى ةنساحت على خدوده ووجناته.. ومن ساعتها.. لا نعرف إيه اللى حصل مع السواق.. ولا إيه اللى حصل فى النيابة بشأن هذه القضية.. ولا نعرف ليه الداخلية سكتت على الواقعة.. والأعجب: عادت الحراسة له. أما عن مناسبة هذا المقال فهى خروجه بعد نشر وثيقة الاغتيالات فى قضية خلية مدينة نصر مستضيفاً أحد المحامين «الفاسدين» فى برنامجه يُهاجم «الوطن» رغم عدم نفى أى جهة رسمية للوثيقة حتى الآن.. ولن يحدث؟