زيارة «الغنوشى».. حلقة جديدة فى مسلسل الغموض وتجاهل مصر «الرسمية»

زيارة «الغنوشى».. حلقة جديدة فى مسلسل الغموض وتجاهل مصر «الرسمية»
أضافت زيارة الشيخ راشد الغنوشى، زعيم حزب النهضة التونسى، للقاهرة قبل يومين، حلقة جديدة لمسلسل تجاهل المسئولين والسياسيين العرب والدوليين للمؤسسات المصرية والإدارة المصرية الحالية، فيما يتعلق بطبيعة وجدول زياراتهم فى مصر، والتى بدت واضحة بعد انتهاء الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية.
وكانت سلسلة من اللقاءات بقيادات سياسية غير رسمية، جرت خلال الأسابيع الماضية، خصوصاً زيارة رئيس المخابرات الحربية القطرية، التى ما زالت تشكل لغزا للرأى العام المصرى، وتلتها زيارة غامضة لوفد من الكونجرس الأمريكى، يوم النطق بالحكم على مبارك وأعوانه، تلخصت مهمته فى عقد اجتماعات مغلقة داخل السفارة الأمريكية.
وكشف مصدر دبلوماسى مصرى لـ«الوطن» أن وزارة الخارجية المصرية لا تعلم شيئا عن جدول زيارات الغنوشى فى القاهرة، ولم تبلغها السلطات التونسية بأى تفاصيل تخص الزيارة، وأضاف أن كل ما تلقته الوزارة هو إخطار رسمى بوصول الغنوشى إلى الأراضى المصرية، مصحوبا بطلب للسلطات المصرية لفتح صالة كبار الزوار فى مطار القاهرة لاستقباله.
وأشار المصدر إلى أن الإخطار لم يحدد حتى موعد مغادرة زعيم حزب النهضة التونسى للأراضى المصرية، ولم يتضمن أيضاً أى طلبات بشأن مقابلة الغنوشى لمسئولين مصريين، أو الإشارة للشخصيات السياسية التى سيلتقى الغنوشى بها فى القاهرة أثناء زيارته، التى جاءت قبل أيام من انطلاق جولة الإعادة فى الانتخابات الرئاسية المصرية.
وتناولت تقارير إعلامية أولى مهام الغنوشى فى القاهرة، التى تمثلت فى اجتماعه بالمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع، وعدد من قيادات الجماعة فى مقر مكتب الإرشاد بالمقطم، واستمر هذا اللقاء لأكثر من ساعة، وغادر الغنوشى بعدها مقر مكتب الإرشاد من الباب الخلفى، حتى لا يدلى بتصريحات إعلامية، بعد نصيحة قيادات الإخوان له بالمغادرة دون الإدلاء بأى تصريحات تخص الاجتماع.
وفى تصريحات لـ«الوطن»، قال الأمين العام السابق لحركة التجديد (يسارية) أبوجمعة الرميلى: «أتصور أن الغنوشى لديه تحالفات مع التيار الإسلامى فى مصر وربما تأتى زيارته فى إطار الدعم المعنوى لجماعة الإخوان فى البلاد قبل الانتخابات الرئاسية». وأضاف: «الغنوشى يعتبر نفسه شخصية إسلامية دولية وهو منشغل كثيراً بالتطورات السياسية الحالية فى مصر».
وأفادت مصادر إعلامية أن الغنوشى، الذى وصل القاهرة السبت الماضى لمقابلة عدد من الشخصيات السياسية، عرض على قيادات إخوانية أفكاراً خاصة بكيفية إدارة الانتخابات الرئاسية، وشرح كيف يمكن أن تستفيد الجماعة من التجربة التونسية.
وبلهجة متحفظة، قال الناطق الرسمى باسم حزب التكتل الديمقراطى من أجل العمل والحريات (ليبرالى) محمد بن نور لـ«الوطن»: «ليس لدينا علم بهذه الزيارة ولا أهدافها، وهذا الأمر يعود لنشاط حزب النهضة وكل حزب مسئول عن نشاطه السياسى ولا نلتزم إلا بنشاطنا». وفى نقد غير مباشر للزيارة أوضح بن نور: «لدينا علاقات وثيقة مع أحزاب مصرية عديدة ولكننا حرصنا فى هذه الفترة على الامتناع عن زيارة مصر وعدم التدخل فى شئونها على أن نعاود التواصل بعد الانتخابات». وتابع: «الشعب المصرى والمجتمع المدنى هو الذى يحكم على هذه الزيارة».
ورأى أن: «الغنوشى بشكل عام شخصية تعمل دائماً فى اتجاه أن تعيد الرشد للجماعات الإسلامية لتجعلها أكثر اعتدالاً فى مواقفها واتزاناً فى نهجها». وتابع: «ربما تأتى زيارة الغنوشى لتهدئة الأوضاع فى مصر وحث الجماعة على المرونة وسط الاضطرابات التى تعانى منها البلاد حاليا، وفى هذه الحالة يكون تقييمنا للزيارة إيجابى، أما إذا كان الهدف منها المشاركة فى الحملة الدعائية لمرشح الإخوان فهذا يعد تدخلا فى الشئون الداخلية لمصر وهو ما نرفضه بالطبع».