خبراء الحياة البرية: «السيرك القومى» أكبر مركز للاتجار غير الشرعى.. ولدينا 17 مزرعة لـ«الحيوانات المفترسة» تضم 700 أسد

08:28 م | السبت 01 أكتوبر 2016

أكد خبراء الحياة البرية انعدام الرقابة على مجال تربية الحيوانات المفترسة، لا سيما فى ظل تراخى الأجهزة المعنية فى الدولة فى القيام بدورها المتمثل فى الإشراف والرصد ومتابعة المزارع المرخصة بشكل دورى، متوقعين تكرار حادث العياط بالجيزة الذى التهم فيه «نمر» مفترس طفلة بعد هروبه من مزرعة مرخصة، ما يؤكد انعدام معايير الأمان بها، مشيرين إلى أن هناك 18 مصدراً لنشر الحيوانات المفترسة، من بينها السيرك القومى و17 مزرعة مرخصة. {left_qoute_1}

وقال أحمد الشربينى، رئيس الاتحاد المصرى لجمعيات الرفق بالحيوان، إن الإشراف من جهاز شئون البيئة ووزارة الزراعة على الحياة البرية فى مصر منعدم، لافتاً إلى انتشار محال بيع الحيوانات المفترسة والأليفة والزواحف فى الشوارع، دون أى رقابة أو ضوابط أو معايير، مؤكداً أن الاتحاد تقدم بالعديد من البلاغات ضد محال بيع تلك الحيوانات دون أى رد فعل يذكر.

وكشف «الشربينى» أن خريطة مزارع الاتجار والإكثار فى الحيوانات البرية بشكل غير شرعى تتمثل فى السيرك القومى وخمس مزارع مرخصة تتركز فى ثلاث مناطق فى مصر؛ الأولى بطول طريق مصر - الإسكندرية الصحراوى، والثانية فى شرم الشيخ، والأخيرة فى الغردقة، والمصدر الرئيسى لها أربعة رجال أعمال؛ «ج. ع»، و«أ. ع» فى شرم الشيخ، بينما «ص. أ» و«أ. أ»، فى طريق مصر - الإسكندرية الصحراوى، يمتلكان قرى كاملة تقوم بالاتجار فى الحيوانات البرية بعد إكثارها.

وأوضح رئيس الاتحاد المصرى لجمعيات الرفق بالحيوان أن دخول الحيوانات المفترسة إلى مصر لا يتم إلا بتراخيص وضوابط صارمة فى المنافذ الجمركية، مؤكداً أنه على المستوى الرسمى، فإن السيرك القومى هو أكبر مركز إكثار واتجار غير شرعى فى الحيوانات المفترسة، يليه تماماً حدائق الحيوان التى يقوم الكلافون والعمال فيها بتهريب الأشبال الصغيرة بشكل غير شرعى.

وعن المتابعة والإشراف على تلك المزارع المرخصة أشار إلى كونها لا تتعدى تشكيل لجنة «صورية» سنوية لإعداد تقرير عن المزرعة، ترصد فيه الوِلدات الجديدة وحالات النفوق، ليتم تجديد الترخيص بشكل سنوى، مؤكداً أن المراجعة تتم بشكل صورى، وهو الأمر الذى يكشفه رصد أشبال صغيرة فى قرى مشهورة على طريق مصر - الإسكندرية الصحراوى، تستغل للتصوير من قبَل الزائرين. وقالت دينا ذو الفقار، الناشطة فى مجال الرفق بالحيوان، إنه رغم المجهود الكبير من حديقة حيوانات الجيزة والشرطة، فإن الحادث معرض للتكرار، والخطر موجود، حيث لا توجد رقابة أو معايير لإعطاء تصاريح لإنشاء المزارع أو متابعتها، وكل ما يتعلق بالحياة البرية فى مصر يشوبه الإهمال سواء إدارة الحياة البرية المنوطة بتوثيق حيوان برى مصرى المنشأ أو أجنبى.

وأكدت «ذو الفقار» أن الحادثة ستتكرر لأنه ليس هناك ما يمنع تكرارها، فهناك 17 خيمة سيرك متنقلة فى مصر، 4 منها تؤجرها وزارة الثقافة، والباقى أربعة فقط تمتلك تصاريح، ولكن حين تنتقل لا أحد يتابع أو يعلم عدد السباع المتداولة فى مصر، لافتة إلى أنه لا توجد إحصائية لدى وزارة الزراعة بالحيوانات المفترسة المنتشرة فى مصر والتى قامت جمعيات الرفق بالحيوان برصدها ويصل عددها إلى 700 أسد غير مقيد فى إدارة الحياة البرية، وهو أمر ينطبق على القرود والنسانيس.

ولفتت إلى أن الاتجار فى الحيوانات البرية دولياً يصنف فى المركز الثالث بعد تجارة المخدرات والسلاح.

وقال الدكتور إبراهيم محروس، رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة، إنه تم إيقاف منح التراخيص الجديدة لمزارع الحيوانات لحين تشكيل لجان من الخبراء والمختصين فى الحياة البرية لوضع ضوابط صارمة تنظم مثل ذلك النشاط، تشمل إجراءات منح التراخيص وتشديد الإجراءات على المخالفين، واتباع الإجراءات البيطرية لحماية الحيوانات، على أن تكون متوافقة مع الاتفاقيات الدولية المنظمة لذلك والتى وقعت عليها مصر فى أوقات سابقة وعلى رأسها اتفاقية «سايتس» لحماية الحياة البرية، لافتاً إلى أنه سيتم تشكيل لجان أخرى ستبحث موقف المزارع الحالية، ومدى التزامها بالقوانين والضوابط الحالية لحين الانتهاء من الضوابط الجديدة، التى سيتم مطابقة الإجراءات الجديدة عليها.

وأكد «محروس» أن المزارع المرخص لها بتربية الحيوانات المفترسة فى مصر بغرض النشاط السياحى هى خمس مزارع، تتركز فى شرم الشيخ والغردقة وطريق مصر - الإسكندرية الصحراوى، وسيتم إخطارها فور الانتهاء من الإجراءات الجديدة لتطبيقها، أو إلغاء نشاطها.

وقال الدكتور رأفت عبدالله، مدير عام حديقة حيوانات الجيزة بوزارة الزراعة، إنه تم نقل كافة الحيوانات التى تم حصرها فى العياط إلى حديقة حيوانات الجيزة، تنفيذاً لقرار النيابة العامة بالتحفظ على الحيوانات، حيث تلقى الرعاية البيطرية والتغذية السليمة والآمنة، موضحاً أن عملية الحصر كشفت عن أسدين و8 نمور و3 ضباع و5 نسانيس و3 حيوانات من فصيلة الماعز الآسيوى وسلحفاة.

وكشف «عبدالله» أن المزارع المرخصة بلغ عددها حتى الآن 17 مزرعة ما بين مركز إكثار أو إنقاذ، تؤوى حيوانات بحرية وطيوراً وبعضها به حيوانات مفترسة، والتى من بينها مزرعة العياط التى تم إلغاء ترخيصها وكان سارياً حتى نوفمبر المقبل، إلا أن الحادث عجل بإلغاء الترخيص، تنفيذاً لقرار النيابة العامة.