«يوميات مُدرسة فى الأرياف».. خطة فردية لتطوير التعليم
طلاب مدرسة «المنشية المستجدة» بكفر الشيخ
حرصها على الاقتراب من الطلبة، سماع مشاكلهم، أحلامهم، طموحاتهم، جعلها محل ثقة وحب من الجميع، فهى ترى أن الجيل الحالى أكثر وعياً وذكاء ويصعب الاستخفاف به واستغلاله، الأمر الذى لمسته من خلال تدريسها لمراحل عمرية مختلفة.
معلمة فى مدرسة «المنشية المستجدة» بكفر الشيخ تستخدم مواقع التواصل الاجتماعى للتواصل مع أولياء الأمور واكتشاف مهارات ومواهب الطلاب
«يوميات مُدرسة فى الأرياف» هو الاسم الذى اختارته لميس عبدالمولى، 27 عاماً، مُدرسة الرياضيات فى مدرسة «المنشية المستجدة» بمركز فوه فى كفر الشيخ، للصفحة التى أنشأتها على موقع «فيس بوك» لتشارك الطلاب وأولياء الأمور تجربتها فى التدريس، وتشيد ببعض طلابها، ومنهم «عبدالله»: «أكتر ولد عنده قدرة على الكلام المتواصل، والغريب بيبقى مركز فى كل اللى بيتقال ويتشرح فى نفس اللحظة، يعنى بيبقى بيتكلم مع واحد جنبه وفجأة يقطع الكلام بقانون حجم متوازى المستطيلات عشان يحل سؤال، ونفسه يطلع مهندس». وتواصل «لميس» إشادتها ببعض الطلاب عبر صفحتها، فعن «ندى»، قالت: «بريئة جداً كطفلة فى أولى ابتدائى، لكن فى نفس الوقت ذكية جداً، وبتحلم تكون دكتورة»، ثم تحكى عن «حسن»: «كمبيوتر الفصل، الذى لا يحتاج آلة حاسبة حتى لو المسألة معقدة، وأمنيته أن يكون محامياً».
الفروق الفردية بين الطلاب تعيها «لميس» جيداً، كما أن اهتمام الأهالى بأبنائهم يختلف من أسرة لأخرى، لذلك تحرص على شرح الدروس بطرق مختلفة، وتحاول أن تفهم نفسية كل طالب، وتنمى ثقته بنفسه، وتحمسه لعمل الواجبات، والتخلى عن الخجل، دون اللجوء نهائياً إلى العنف، فهى تراه يزيد من كراهية الطالب فى المادة: «الطلبة مابينسوش العنف لما بيكبروا، أنا لسه فاكرة المدرس اللى ضربنى عشان اتكلمت فى الطابور. إحساس مرير أرفض ممارسته مع الطلاب»، وعلى العكس تؤيد خلق علاقة صداقة بين المدرس والطالب، وهو منهجها فى التدريس، فلو طلب منها أحد الطلاب إعادة شرح درس ما لا تتردد فى ذلك وتكون فى قمة السعادة.
أكبر مشكلة تحاول المُدرسة الشابة التصدى لها فى مدرستها هى العنف بين الطلاب، وترى أنه يرجع إلى أكثر من سبب، مثل الأفلام، المسلسلات، والكارتون، وحين تواجه مشكلة من هذا القبيل تحاول الاقتراب من الطرفين لحل المشكلة فى هدوء. تحكى «لميس» أنها قامت ذات مرة بتوزيع أوراق على الطلاب، وطلبت منهم الكتابة بحرية عن أمنياتهم، أحلامهم، البيئة التى يعيشون فيها، مشكلاتهم، وتركت لهم حرية كتابة اسمائهم أو لا، وذلك لإعداد إحصائية تساعدها على فهم طبيعة الطلاب والقرب منهم، كما تفكر مستقبلاً فى إنشاء موقع إلكترونى، تتواصل من خلاله مع أولياء الأمور وإدارة المدرسة بشكل أكثر تفاعلاً، وتنشر عبره كل ما هو جديد ويهم الطلاب.