"أسوشيتد برس": السعودية ربما تستمر في الوقوف أمام تشريع 11 سبتمبر

"أسوشيتد برس": السعودية ربما تستمر في الوقوف أمام تشريع 11 سبتمبر
لم يكن الضغط السعودي والتحذيرات إلى الكونجرس كافين لردع تمرير تشريع يسمح لأسر ضحايا 11 سبتمبر بمقاضاة المملكة السعودية بسبب الهجمات.
الدولة الغنية بالنفط، التي طالما تمتعت بعلاقة طويلة لكن مضطربة مع واشنطن، تملك ترسانة من الأدوات الدبلوماسية والتجارية التي يمكن أن تستخدمها للرد.
وهذه السبل والأدوات تشمل تقليل العقود الرسمية وسحب مليارات الدولارات من الاقتصاد الأمريكي وإقناع السعودية حلفاءها المقربين في دول مجلس التعاون الخليجي المكون من 6 أعضاء والذي تسيطر عليه بالتراجع عن التعاون في مكافحة الإرهاب والاستثمارات ووصول الولايات المتحدة لقواعد جوية إقليمية مهمة.
وقال عبدالخالق عبدالله، خبير إماراتي في شؤون الخليج وأستاذ العلوم السياسية بجامعة الإمارات: "يمكن أن يكون هذا واضحا لأمريكا ولبقية العالم عندما يتم استهداف دولة من دول مجلس التعاون الخليجي بشكل ظالم، فالدول الأخرى ستقف حولها."
وأضاف: "كل الدول ستقف إلى جوار السعودية بكل وسيلة ممكنة."
وعندما أرادت السعودية الضغط على قطر لتحجيم دعمها للإخوان في مصر، كانت هي رأس الحربة في سحب غير مسبوق لسفراء الخليج من الدوحة عام 2014، ومن ثم تم عزل الدولة الصغيرة الغنية بالغاز داخل مجلس التعاون الخليجي.
وعندما انتقدت وزيرة الخارجية السويدية مارجوت فالستروم، بقوة سجل حقوق الإنسان للسعودية العام الماضي، شنت المملكة هجوما دبلوماسيا شرسا وسددت لكمة لموقف ستوكهولم في العالم العربي وهددت المصالح التجارية السويدية في الخليج، وبالتدريج تراجعت السويد.
والأربعاء، صوت مجلس الشيوخ ومجلس النواب لتجاوز الفيتو من أوباما على تشريع 11 سبتمبر، وقال نواب إن أولويتهم ليست السعودية وإنما ضحايا 11 سبتمبر وعائلاتهم.
من جانبه، قال شاس فريمان، مساعد وزير الدفاع السابق لشؤون الأمن الدولي وسفير الولايات المتحدة لدى السعودية خلال عملية عاصفة الصحراء، إن السعوديين يمكن أن يردوا بطرق تهدد المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة، مثل قواعد السماح بالتحليق بين أوروبا وآسيا والقاعدة الجوية القطرية التي يتم توجيه ودعم العمليات الأمريكية العسكرية في أفغانستان والعراق وسوريا منها.
وأوضح: "تأزم العلاقات والتقليل من العقود الرسمية الذي سينتج حتما عن هذا التشريع يمكن أن يخاطر بالتعاون السعودي ضد الإرهاب الموجه لأمريكا."
فهد ناظر، محلل في المجموعة الاستشارية الاستخباراتية "جيه تي جي" والمحلل السياسي السابق في السفارة السعودية في واشنطن، قال إنه سيتفاجأ إذا ما تراجعت السعودية عن التعاون في مكافحة الإرهاب إذ إنه مفيد لكلتا الدولتين.
مع ذلك، كانت العلاقات مع واشنطن هادئة تماما قبل تمرير مشروع قانون الحادي عشر من سبتمبر من خلال مجلسي النواب والشيوخ.
وينظر السعوديون إلى تأمين إدارة أوباما لاتفاق نووي مع إيران باعتباره إدارة للمحور نحو عدوها الإقليمي.
وكانت هناك أيضا انتقادات من قبل أوباما لدول الخليج في مقابلة أجريت في وقت سابق من العام الجاري، على الرغم من دعمهم للحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش" في العراق وسوريا.