بروفايل| ناهض حتر.. اغتيال "العراب الأردني"

بروفايل| ناهض حتر.. اغتيال "العراب الأردني"
- اغتيال
- ناهض حتر
- الأردن
- عمان
- كاريكاتير
- اغتيال
- ناهض حتر
- الأردن
- عمان
- كاريكاتير
- اغتيال
- ناهض حتر
- الأردن
- عمان
- كاريكاتير
لم يكن يبالي بالسجن والاعتقال، فأصبح معتادًا على مواجهة تلك الأمور التي يحاول بعدها الاستمتاع باستنشاق هواء الحرية والمضي قدما في كتاباته وآرائه التي يرفضها العديدون وأوقفته عن الكتابة في الصحافة الأردنية منذ سبتمبر 2008، ولكن بعد الإفراج عنه هذه المرة منذ أسبوعين، لم يمهله القدر الوقت لاستكمال مسيرته الصحفية، فأثناء صعوده درج قصر العدل في العاصمة عمَان، اليوم، أنهت 7 رصاصات حياة "عراب الحركة الوطنية الأردنية في العقد الأول من القرن الحالي".
ناهض حتر.. لم يكن يدري الطفل المولود في 1960 بأحد مدن الأردن، أنه سيكون صاحب صيت عالي في بلاده والوطن العربي أجمع، فمنذ تخرجه من قسم علم الاجتماع والفلسفة بالجامعة الأردنية، وحصوله على درجة الماجيستير في الفكر السلفي المعاصر، ليتبنى الفكر اليساري تؤدي إلى سجنه مرات عديدة أطولها في أعوام 77 و79 و96.
لم تكن عملية الاغتيال التي تعرض لها اليوم هي الأولى، حيث سبقتها محاولة فاشلة أخرى في 98 أدت إلى اجراء سلسلة من العمليات الجراحية، اضطرته لمغادرة البلاد لأسباب أمنية والذهاب إلى لبنان التي أصبح فيها كاتبًا بصحيفة "الأخبار"، ثم عاد إلى عمان التي توفي فيها.
"رب الدواعش".. تدوينة بسيطة نشرها الكاتب الخمسيني على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، الشهر الماضي، لرسمًا كاريكاتيريًا لم يرسمه، أثارت جدلًا واستياء شديدين على مواقع التواصل، دفعته إلى حذف المنشور بعدما أكد أن الرسم "يسخر من الإرهابيين وتصورهم للرب والجنة، ولا يمس الذات الالهية من قريب أو بعيد، بل هو تنزيه لمفهوم الألوهة عما يروجه الارهابيون"، على حد قوله، ثم اضطره الأمر إلى إغلاق الصفحة قائلا :"الذين غضبوا من هذا الرسم نوعان: أناس طيبون لم يفهموا المقصود بأنه سخرية من الإرهابيين وتنزيه للذات الإلهية عما يتخيل العقل الإرهابي، وهؤلاء موضع احترامي وتقديري، ونوع ثاني إخون داعشيون يحملون الخيال المريض نفسه لعلاقة الإنسان بالذات الإلهية، وهؤلاء استغلوا الرسم لتصفية حسابات سياسية لا علاقة لها بما يزعمون"، بحسب ما نشرته جريدة "الغد" الأردنية.
ولكن التوضيح الذي كتبه قبل إغلاق الصفحة لم ينهي الجدال، فدعا أحد أساتذة الجامعة علنا لتقطيع أوصاله لأنه "تجرأ" على الله ودين الإسلام، فحرك ضده دعوى قضايئة من قبل هاني المقلي رئيس الوزرارء الأردني المعروف بعدائه لحتر الذي كتب العديد من المقالات الساخرة ضده، ووجه له مدعي عام عُمان تهمتي "إثارة النعرات المذهبية" و"إهانة المعتقد الديني"، وأعلن حظر النشر في القضية، وكانت عقوبة أي من التهمتين المسندتين لحتر قد تصل في حال إدانته إلى الحبس ثلاث سنوات، واستنكر حينها الكاتب اليساري ما اتهم به، ولكن بعد سجنه نحو شهر تم الإفراج عنه في مطلع الشهر الجاري بكفالة مالية، ليواجه بعدها تهديدات بالقتل، على حد قول شقيقه.
وعُرف الكاتب الراحل بمواقفه السياسية الداعمة لنظام بشار الأسد السوري، عبر سلسلة من المقالات وما يعرف بـ"محور الممانعة"، كما تبنى فكرة المؤامرة على الوطن العربى وتحديدًا سوريا، لذلك ربطته علاقة قوية بالأسد الذي استقبل فتر 3 مرات ونشرت صور لهما معًا في أكثر من مناسبة، كما ترأس جمعية شعبية أردنية صديقة للنظام السوري.
وللكاتب الأردني إسهامات فكرية في نقد الإسلام السياسي، والفكر القومي والتجربة الماركسية العربية، فضلا عن إسهامه الأساسي في دراسة التكوين الاجتماعي الأردني، وله مؤلفات عديدة من بينها "دراسات في فلسفة حركة التحرر الوطني، الخاسرون، هل يمكن تغيير شروط اللعبة، في نقد الليبرالية الجديدة، الليبرالية ضد الديمقراطية، وقائع الصراع الاجتماعي في الأردن في التسعينيات، الملك حسين بقلم يساري أردني، المقاومة اللبنانية تقرع أبواب التاريخ، والعراق ومأزق المشروع الإمبراطوري الأميركي".
ولقى خبر مقتل حتر ردود فعل كثيرة من ضمنها، بيان لذويه، نشرته صحيفة "الرأي"، أعلنوا فيه رفضهم لاستلام الجثة حتى محاسبة المحرضين، والذين زرعوا الفتنة.