«عم إبراهيم» بائع المناديل: اللى ما يتكلمش فى السياسة دلوقتى.. يبقى مجرم

كتب: مروة مرسى

«عم إبراهيم» بائع المناديل: اللى ما يتكلمش فى السياسة دلوقتى.. يبقى مجرم

«عم إبراهيم» بائع المناديل: اللى ما يتكلمش فى السياسة دلوقتى.. يبقى مجرم

وصول الإخوان إلى قصر الرئاسة سيكون كارثة كبرى، وعاصفة تضرب الثورة التى قدمنا لها الدماء والدموع، وسيجعل من «الحرية والعدالة»، ذراع الجماعة السياسية، حزبا وطنيا جديداً، وترشح الفلول يؤكد أن العناصر التى خدمت نظام مبارك استعادت الكثير من قوتها وبدأت تنقض على الثورة من جديد. هذه الآراء لم تصدر عن أحد نجوم الفضائيات وبرامج «التوك شو»، أو عن أحد المفكرين السياسيين، ولكن عن «عم إبراهيم»، بائع المناديل الورقية وبطاقات شحن الهواتف المحمولة، الرجل البسيط الذى يفترش رصيف محطة سيدى جابر للقطارات فى الإسكندرية. «عم إبراهيم» المصاب بشلل الأطفال منذ طفولته، والذى لم يزد حظه من التعليم على الشهادة الابتدائية، أصبح بعد الثورة يُلقب من قبل عمال المحطة وسائقى سيارات الأجرة وبعض الركاب بـ«السياسى»، كونه لا يترك مشهداً سياسياً يمر مرور الكرام، ويحرص كل الحرص على قراءة كل ما ينشر من مقالات صحفية، والأهم من ذلك أن له حساباً على موقع التواصل «فيس بوك» باسم «تمر حنة»![Quote_1] يقول «عم إبراهيم»: «عندما اخترت هذا الاسم لحسابى، كنت متأثراً بثورة الياسمين فى تونس، فوجدت أن الـ«تمر حنة» هى الزهرة الأكثر تعبيراً عن مصر. ويتابع: «تعرفت على «الفيس بوك» بعد الثورة، وعلى الرغم من تعليمى المحدود أصررت على التعامل معه، وقد ساعدتنى أختى فى البداية، والجميل فى هذا الموقع أننى أتعرف من خلاله على الأخبار كما هى من دون أن تتلون». ويقول الرجل البالغ من العمر 50 عاماً ولم يتزوج: «الثورة غيرتنى كما غيرت كل مصر، فقبلها لم أكن مهتماً بالسياسة، وهمى كله كان ينحصر فى لقمة العيش، لكن بعد الثورة أصبحت أؤمن بأن الذى لا يسعى لتثقيف نفسه سياسياً يقترف إثماً فى حق مصر».[Quote_2] ويحرص «عم إبراهيم» على ما يمكن وصفه بإلقاء محاضرة يومية يشرح فيها للشيالين والسائقين والعمال البسطاء فى المحطة تداعيات الأحداث ومفردات المشهد السياسى فى مصر، مؤمناً بأن هذا «دور من يعلم تجاه من لا يعلم» على حد تعبيره. ويقول: «أعطيت صوتى فى المرحلة الأولى لحمدين صباحى، أما الآن فقد قررت مقاطعة الانتخابات، لأننى لست مقتنعاً لا بهذا ولا ذاك». وحول الحكم على الرئيس السابق يرى «عم إبراهيم» أن المحاكمة أصبحت مسرحية سخيفة مملة: «الشعب يريد القصاص من رجل أشاع الفقر وترك البلاد بعد ثلاثين عاماً تعانى من سرطان أمية يلتهم نحو 40% من أبنائها، فهل ثمة جريمة أبشع؟».