قوات «حفتر» تبدأ تصدير النفط من «رأس لانوف» بعد السيطرة على «الهلال النفطى»

كتب: محمد حسن عامر، ووكالات

قوات «حفتر» تبدأ تصدير النفط من «رأس لانوف» بعد السيطرة على «الهلال النفطى»

قوات «حفتر» تبدأ تصدير النفط من «رأس لانوف» بعد السيطرة على «الهلال النفطى»

غادرت ميناء «رأس لانوف» فى شرق ليبيا، أمس، ناقلة محملة بالنفط فى طريقها إلى إيطاليا، فى أول إعلان عن شحنة من النفط يتم تصديرها من منطقة الهلال النفطى منذ سيطرة القوات المناهضة لحكومة الوفاق الوطنى على المنطقة. وقال منسق عمليات استقبال وشحن النفط فى الميناء عمران الفيتورى، لوكالة أنباء «فرانس برس»، إن «سفينة (سى-دلتا)، التى تحمل علم مالطا، غادرت ميناء رأس لانوف (...) محملة بـ 776 ألف برميل من النفط، على أن تتوجه إلى إيطاليا». وأضاف: «هذه أول شحنة من النفط يتم تصديرها من ميناء رأس لانوف منذ نوفمبر 2014»، حين شهد الهلال النفطى معارك بين جماعات ليبية متنازعة للسيطرة على هذه المنطقة التى تضم 4 موانئ رئيسية. وكانت قوات مناهضة لحكومة الوفاق الوطنى بقيادة المشير خليفة حفتر شنت قبل نحو 10 أيام هجوماً على المرافئ النفطية، وتمكنت خلال 3 أيام من السيطرة على كامل المنطقة بعد طرد جهاز حرس المنشآت التابع لحكومة الوفاق منها. وذكرت «فرانس برس» أنه كان من المفترض أن تقوم ناقلة النفط «سى-دلتا» بتحميل النفط وشحنه الأحد الماضى، لكن هجوماً مضاداً شنته قوات حرس المنشآت المؤيدة لحكومة الوفاق وتصدت له القوات بقيادة «حفتر»، تسبب فى تأجيل عملية التحميل والتصدير.

{long_qoute_1}

وقال عضو مجلس النواب الليبى الدكتور أبوبكر بعيرة، فى اتصال لـ«الوطن»، إن «بدء تصدير النفط وخروج أول شاحنة نفط دلالة على أن هناك سلطات شرعية نجحت فى السيطرة على الموانئ النفطية، وبدأت تصديره، وليبيا الآن بحاجة إلى عملية تصدير النفط، نظراً للأوضاع الاقتصادية الصعبة التى تعيش فيها ليبيا». وأضاف عضو البرلمان الليبى، متحدثاً عن مصير عائدات التصدير، «البنك المركزى فى طرابلس تعود إليه عائدات عملية التصدير تلك، والبنك المركزى فى العاصمة يخضع لحكومة الوفاق الوطنى، التى لم تحظ بثقة البرلمان حتى الآن، وهناك محاولات لتقليل الهوة والتقريب بين البنك المركزى فى طرابلس والبنك المركزى فى مدينة البيضاء - شرق ليبيا، حيث تتمركز الحكومة المؤقتة غير المعترف بها دولياً حالياً - وأن يتوحدا مثلما اقتربت مؤسسات النفط فى البلاد من التوحد». وتابع «بعيرة»: «عائدات عملية التصدير تلك ستكون تحت تصرف حكومة الوفاق، وعلى البنك المركزى فى العاصمة أن يراعى التوزيع العادل لعائدات النفط فى البلاد، فى ظل اتجاه بأن يتم اعتماد حكومة الوفاق التى يقودها فائز السراج».

فى سياق متصل، انتقد مسئول بالجيش الليبى، فى اتصال لـ«الوطن»، كلمة أمير قطر تميم بن حمد، مساء أمس، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، التى عبر فيها عن رفضه سيطرة «الجيش الليبى» على الموانئ النفطية ودعا إلى عقوبات عليه. وقال المسئول، الذى فضل عدم ذكر اسمه، انتظاراً لأن يكون هناك بيان رسمى من الجيش، إن «انتقادات أمير قطر دليل جديد على علاقة الدويلة الخليجية بالتنظيمات الإرهابية، لأن الجيش طرد مسلحين متحالفين مع القاعدة، هو يتحدث عن محاربة الإرهاب وبلاده تتحمل نصيباً كبيراً من التسبب فى الدمار والخراب الذى تعيش فيه ليبيا، فالدوحة دعمت الإرهابيين بالمال والسلاح، وساعدت فى عبور مقاتلين إلى ليبيا». وتابع المسئول: «سياسة قطر لن تتغير تجاه ليبيا، تدعم المجموعات الإرهابية وتواصل دعم تخريب الدول العربية».

فى سياق آخر، قال الفيلسوف الفرنسى برنارد هنرى ليفى إن «نظام العقيد الراحل معمر القذافى عرض التفاوض أكثر من مرة فى حرب ليبيا 2011». وأضاف الكاتب المعروف بـ«عرّاب الثورات العربية»، فى مقال ترجمته صحيفة «جارديان البريطانية»، تعليقاً على تقرير لجنة الشئون الخارجية بمجلس العموم البريطانى، الذى ألقى باللوم على التحالف الدولى الذى أطاح بـ«القذافى»، معتبراً أن الأزمة الليبية كان يمكن إنهاؤها بالوسائل غير العسكرية، مشيراً إلى أنه كان هناك عرض بأن يغادر «القذافى» بلاده، والتوجه نحو زيمبابوى مقابل عدم خضوعه للمحاكمة الدولية.


مواضيع متعلقة