الكتل الأسمنتية المرتفعة تنتشر.. والشكل القديم للبيوت يتوارى: تشوف «الفرافرة».. تقول «مش واحة»

11:36 م | الاثنين 19 سبتمبر 2016

يتبادر إلى أذهان القادمين إليها أنهم فى رحلة نحو البادية، كل شىء فى الطريق يُعزز هذا التخيّل، حتى تلك البوابة الممهورة باسمها، تحمل على أعمدتها مجسمات لجمال وصخور منحوتة بفعل الزمن، لكن بمجرد الدخول إلى «واحة الفرافرة» بالوادى الجديد، يتغير كل شىء، تشعر أنك فى صعيد مصر، اختفت مظاهر البداوة، وتحولت الواحة إلى قرية صغيرة فى الصحراء الغربية.

تبدّلت البيوت الحجرية ذات الطابق الواحد، إلى خوازيق خرسانية وبنايات مرتفعة، على طريقة البناء الحديثة، ولم يتبقَ سوى بضعة بيوت ترابية مهجورة أكل عليها الدهر وشرب.

بدأ أهالى الواحة فى تحويل شكل منازلهم التقليدى من الطوب اللبن إلى الحجرى الجيرى بعد انتشار النمل الأبيض الذى أخذ ينخر فى الجدران الطينية ويدمّرها، ويأكل فى عيدان الزيتون التى يصنعون منها الأسقف، حتى سقطت المنازل على سكانها، حسب رواية «مبروك عمر»، الذى يقطن الواحة منذ مولده.

يشير «عمر» إلى المبانى القديمة ويُعدّد مزاياها: «كانت البيوت ميه ميه، فى الشتاء دفا وفى الصيف تجيب رطوبة، لكن النمل دمر الدنيا»، وهو ما دفع الناس إلى الأسمنت والطوب الأبيض.

يُحمّل أهالى الواحة وزر الأدوار المرتفعة على عاتق المسئولين الذين يرفضون إعطاء تراخيص البناء للأهالى، فيضطرون إلى بناء أكثر من طابق فى المنزل، والاستغناء عن شكل المنازل المحبّب لهم، الذى كان عبارة عن حوش واسع يعلوه طابق واحد، وحسب وائل ثابت، باحث جيولوجى، من شباب الواحة، فإنه تأخر فى الزواج حتى تعدّت سنه الثلاثين، بسبب عدم استطاعته الحصول على قطعة أرض يبنى فوقها منزلاً، مما اضطر والده إلى بناء طابق ثانٍ فوق منزله.