زيادة أسعار كروت الشحن تُفسد شهوة الكلام عند المصريين: «إله الرغى» عند المصريين يترنّح

كتب: محمد غالب

زيادة أسعار كروت الشحن تُفسد شهوة الكلام عند المصريين: «إله الرغى» عند المصريين يترنّح

زيادة أسعار كروت الشحن تُفسد شهوة الكلام عند المصريين: «إله الرغى» عند المصريين يترنّح

لا يؤمن المصريون بمقولة «إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب»، فهم ينفقون مليارات الجنيهات على الكلام فى الهواتف، وبعد إعلان شركات المحمول الثلاث عن زيادة أسعار كروت الشحن ثاروا وماجوا غضباً، لأن الزيادة تعنى إجبارهم على تقليل النفقات، ومن ثم تقليل الكلام.

فيمَ يتحدث المصريون بالساعات؟.. فيمَ يستخدمون هواتفهم المحمولة التى لا تفارقهم فى البيت والعمل وأثناء القيادة وحتى فى النوم؟.. سؤال أجابت عنه بسمة إبراهيم، طالبة بكلية تجارة إنجليزى، بقولها: «باتكلم فى كل حاجة، المذاكرة، الامتحانات الدكاترة والمحاضرات».

فى فترة الإجازة الصيفية يزداد معدل حديث «بسمة» فى التليفون، حديث عن المصايف، الأغانى، الأفلام، والخروجات: «قبل الخروج نتكلم علشان نشوف هنروح فين، وهنعمل إيه بالظبط، وبعد الخروج نتكلم عن الخروجة نفسها، وعن المكان اللى رُحناه»، ثم تصف ما تفعله بـ«الفراغ»، وفى الوقت نفسه تؤكد أن كلامها أقل من الكثير من صديقاتها، واستشهدت بواحدة منهن تتحدث 5 ساعات يومياً: «عموماً كلام البنات فى التليفون أكتر من الاولاد بكتير، بسبب قدرة البنات على فتح مواضيع، والكلام فى القديم والجديد».

عبدالمجيد محمد، يعترف بحبه للثرثرة فى التليفون: «أيوة باحب أتكلم فى التليفون، وأكتر حد باكلمه صاحبتى، بنطمن على بعض، بنشوف أخبار بعض، باطمن عليها وهى فى الشغل وهى مروحة من الشغل»، أما عن الحديث مع أصدقائه الشباب، فلا تتخطى كلمات «انت فين؟» و«هنتقابل إمتى؟».

باعتبارها المحللة النفسية لأصدقائها، فهى أكثرهن ثرثرة فى التليفون، شيرين محمود، تصف نفسها بـ«حلالة المشاكل»: «أصحابى بيكلمونى يحكوا لى يشتكوا لى، بنتكلم فى كل حاجة، وتفاصيل اليوم، وغالباً بنشتكى ونحكى لبعض عن أحوالنا». تعمل «شيرين»، فى خدمة العملاء فى إحدى الشركات، وبحكم عملها فقد اعتادت على الحديث فى التليفون طويلاً.

لا تتحدث وفاء على، فى التليفون كثيراً، للضرورة فقط، وللسؤال عن أخواتها وأصدقائها، وتنتقد السيدات اللاتى تقابلهن فى الأسواق المختلفة، وترى كيف تضع كل منهن الهاتف أسفل الطرحة والحديث فيه طوال فترة التسوق: «طول ما هى بتشترى بتتكلم فى التليفون.. حاجة تجيب صرع».

ليست من عشاق الحديث فى التليفون، لكنها أحياناً تجرى مكالمات تصل الواحدة منها إلى ساعة ونصف الساعة، تُبرّر نرمين إبراهيم، ذلك بقولها: «باعمل كده مع أصحابى لما أكون بقالى فترة طويلة ماشُفتهمش، بنفتح بقى فى الكلام، عن اولادنا وعن مشاكل البيت والمصاريف وخلافه».

لا ترى «نرمين»، أن الكلام لفترة طويلة مشكلة طالما كان الكلام هادفاً: «فيه ناس بتتكلم فى الفاضى والمليان، بنات وشباب باشوفهم فى النادى بيرغوا فى أى حاجة، ومع زيادة أسعار كروت الشحن أعتقد ده هيبقى صعب دلوقتى».

حتى مع ارتفاع أسعار الكلام، يرى يوسف جرجس، أنه من الصعب تخلى الناس عن التليفون: «بدليل أن فيه ناس حالها على القد، وتتكلم فى التليفون برضه».


مواضيع متعلقة