مقتل 17 جنديا في هجوم على قاعدة للجيش الهندي بكشمير

كتب: (أ ب) -

مقتل 17 جنديا في هجوم على قاعدة للجيش الهندي بكشمير

مقتل 17 جنديا في هجوم على قاعدة للجيش الهندي بكشمير

تسلل متمردون مشتبه بهم مسلحون ببنادق وقنابل يدوية إلى قاعدة رئيسية للجيش، في الشطر الخاضع لسيطرة الهند من كشمير في وقت مبكر من اليوم الأحد، وقتلوا ما لا يقل عن 17 جنديا في أعنف هجوم على قاعدة عسكرية في المنطقة المتنازع عليها في السنوات الأخيرة، حسبما قال الجيش.

وقتل أربعة متمردين أثناء رد الجنود على نيران الهجوم المفاجئ الذي وقع قبيل الفجر على معسكر للجيش في بلدة أوري القريبة من الخط الفاصل الذي يقسم المنطقة المتنازع عليها بين الهند وباكستان.

خلال الساعات الأولى من المعركة، سمع دوي انفجارات فيما اشتعلت النيران في عدة ثكنات.

بعد ذلك حلقت مروحية عسكرية فوق القاعدة بينما نفذ الجيش ما وصفها بأنها عمليات "مسح كامل".

وقال مسؤولون إن ما لا يقل عن 30 جنديا أصيبوا في الهجوم، بينهم نحو عشرة في حالة حرجة.

وقال الجيش في بيان إن الخسائر كانت ضخمة لأن عددا كبيرا من الجنود كانوا متجهين إلى وحدات جديدة وتمركزوا في خيام وملاجئ مؤقتة اشتعلت فيها النيران خلال الهجوم.

توجد القاعدة في بلدة أوري غرب مدينة سريناغار بكشمير، والتي يوجد بها مقر لواء الجيش الهندي في المنطقة على طول حدود الأمر الواقع التي تفصل بين الشطر الذي تسيطر عليه الهند والشطر الذي تسيطر عليه باكستان، من كشمير.

وقامت قوات بعملية بحث في المنطقة، لكن مسؤولين عسكريين قالوا إنه يبدو أن نحو أربعة مسلحين فقط شاركوا في الهجوم.

وأضافوا أن المتمردين تسللوا إلى الشطر الهندي من كشمير، قادمين من الشطر الذي تسيطر عليه باكستان.

وقال الجنرال رانبير سينج، المدير العام للعمليات العسكرية في الجيش، إن المسلحين الأربعة "إرهابيين أجانب" وأن التحقيقات الأولية تشير إلى أنهم ينتمون إلى جيش محمد، وهي جماعة مسلحة تنشر في كشمير منذ أكثر من 15 عاما.

وتحمل الهند الجماعة المحظورة التي تتخذ من باكستان مقرا لها، المسؤولية عن سلسلة هجمات في المنطقة الواقعة في جبال الهيمالايا والمدن الهندية، منها هجوم على البرلمان الهندي في 2001، ما جعل الجارتان النوويتان المتنافستان، الهند وباكستان، على شفير الحرب.

وقال سينج إن المسلحين كانوا يحملون "بعض الأدوات التي تحمل علامات باكستانية"، وقال إنه تحدث إلى نظيره الباكستاني ونقل "المخاوف الجدية" للهند.

وقالوا إن المتمردين دخلوا القاعدة مترامية الأطراف، بعد عبور سياج مساء السبت.

وقال ضابط بارز في الجيش، إن ما جعل هجوم اليوم الأحد مختلفا عن الهجمات الأخرى في المنطقة أنه بدلا من اقتحام القاعدة، دخل المسلحون بهدوء وشنوا هجومهم في وقت لاحق.

وأدان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الهجوم وكتب على حسابه بموقع "تويتر": "أود أن أؤكد للأمة أن من يقفون وراء هذا الهجوم الخسيس لن يفلتوا من العقاب."

ودعا وزير الداخلية الهندي راجناث سينج إلى عقد اجتماع طارئ لكبار مسؤولي الدفاع، واتهم باكستان بالوقوف وراء الهجوم.

وأَضاف على "تويتر": "أشعر بخيبة أمل عميقة من دعم باكستان المستمر والمباشر للإرهاب والجماعات الإرهابية."

وقال الجيش الباكستاني في بيان إن المزاعم "لا أساس لها وسابقة لأوانها"، مكررا أنه لا يسمح بأي تسلل من الأراضي الباكستانية.

وتنقسم كشمير بين الهند وباكستان، والدولتان تزعمان سيادتهما على كل الإقليم، لكن معظم المواطنين في الشطر الهندي يفضلون الاستقلال أو الاندماج مع باكستان. وقتل في انتفاضة مسلحة وقمع عسكري تالي لها منذ 1989 أكثر من 68 ألف شخص.

وتتهم الهند باكستان بتدريب المسلحين في أراضيها ثم تساعدهم على التسلل إلى الجانب الهندي، وتنفي إسلام أباد الاتهام وتقول إنها تقدم فقط دعما سياسيا ودبلوماسيا للمتمردين.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جون كيربي، إن الولايات المتحدة تدين الهجوم بشدة.

وأضاف في بيان أن "الولايات المتحدة ملتزمة بشراكتنا القوية مع الحكومة الهندية في محاربة الإرهاب."

جاء الهجوم في خضم أكبر احتجاجات مناوئة للهند في كشمير في السنوات الأخيرة، والتي اندلعت بمقتل قيادي متمرد بارز في 8 يوليو على أيدي القوات الهندية، ومنذ ذلك الحين شنت السلطات الهندية حملة عسكرية واسعة النطاق وحظر تجوال شبه مستمر في المنطقة.

ويشتبك محتجون يلقون الحجارة مع القوات التي تطلق الذخيرة الحية والخرطوش، وقتل أكثر من 80 شخصا في أعمال العنف.

وسط الاحتجاجات، كان على الجيش الهندي أن يوقف عملياته ضد المسلحين لأن المدنيين الكشميريين كانوا يلقون الحجارة على القوات أثناء ملاحقتها المتمردين في الأحياء السكنية. إلا أن العديد من المسلحين المشتبه بهم قتلوا على طول حدود الأمر الواقع.

وكان اخر هجوم كبير على منشأة عسكرية هندية في يناير، حين دخل ستة مسلحين قاعدة جوية في بلدة باثانكوت في ولاية البنجاب. وتمكن المتمردون من السيطرة على القاعدة الشاسعة لنحو أربعة أيام وقتل سبعة جنود.

وتلك القاعدة كانت بدورها قريبة من الحدود الهندية مع باكستان.


مواضيع متعلقة