المغرب تمنع ترشح "سلفي".. والمرشح: إن كنت أنشر التطرف لماذا سمحتم بتركي حرا طليقا

المغرب تمنع ترشح "سلفي".. والمرشح: إن كنت أنشر التطرف لماذا سمحتم بتركي حرا طليقا
في خطوة غير متوقعة، قرر والي (محافظ) مدينة مراكش المغربية، أمس، منع السلفي حماد القباج، من الترشح للانتخابات البرلمانية المرتقب إجراؤها في السابع من أكتوبر المقبل باسم حزب العدالة والتنمية.
وبرر محافظ مراكش قراره، ضد المرشح الذي ينتمي إلى التيار السلفي، بما اعتبرها "مواقف مناهضة للمبادئ الأساسية للديمقراطية التي يقرها دستور المملكة"، مضيفا أن "القباج يشيع أفكارا متطرفة تحرض على التمييز والكراهية".
واضاف قرار المحافظ "أن المعني بالأمر (حماد القباج) عبر، في مناسبات علنية، عن مواقف مناهضة للمبادئ الأساسية للديمقراطية التي يقرها دستور المملكة"، مشيرا إلى أن ذلك جاء من خلال إشاعة أفكار متطرفة تحرض على التمييز والكراهية، وبث الحقد والتفرقة والعنف في أوساط مكونات المجتمع المغربي.
وفي تعليقه على قرار المنع، قال المرشح السلفي باسم حزب العدالة والتنمية حماد القباج، "لو كنت كذلك فلماذا سمحت السلطات ببقاء مثل هذا الشخص بهذه الخطورة حرا طليقا يتكلم وينشر أفكاره ويلقي المحاضرات في مختلف المدن والدول لمدة تقارب العشرين سنة؟"، متسائلا باستغراب :"لماذا تعاملت معي باحترام، وشهد لي عدد من مسؤوليها بالوطنية والوسطية، ومنحوني جواز السفر مرات عديدة؟".
وطالب القباج، المحافظ بسحب القرار وتقديم اعتذاره، مطالبا الجهة المختصة بفتح تحقيق بشأن البحث الإداري الذي أفضى إلى اتهامه بتلك الأباطيل الخطيرة التي يطالها النفي جملة وتفصيلا"، معلنا أنه "مواطن مغربي متشبع بروح السلفية الوطنية التي تؤمن بالاعتدال والتعايش والانفتاح وحب الوطن وتتمسك بدولة المؤسسات والقانون" مضيفا: "كما أنني من أكبر المقاومين لدعوات وسلوك بث الكراهية والحقد والتفرقة والعنف بكل أشكاله، ومن أحرص الناس على تماسك مكونات المجتمع المغربي".
في ذات السياق، اعتبر عادل بنحمزة، النائب البرلماني والناطق الرسمي باسم حزب الاستقلال المغربي، ان قرار منع ترشيح القباج هو إعتداء على القانون وعلى الدستور وتكريس لأخطاء مجانية لا تعطي سوى مفعولا عكسيا، مضيفا أن العملية الديمقراطية إستوعبت منذ زمان تيارات وأفراد كانت لهم أفكار مناهضة للديمقراطية.
وأردف ذات المتحدث أن عملية الانتقال السياسي لم توجد إلا تيسير تحول الجماعات بما فيها الدولة والأفراد إلى التشبع بالممارسة الديمقراطية وإحترام دولة القانون والمؤسسات.
واضاف بنحمزة أن دمج التيارات السلفية في العملية السياسية أمر في غاية الأهمية وأي تدابير إدارية تخالف ذلك أو تضع في طريقه عراقيل متنوعة، فإنها لن تؤدي في النهاية سوى إلى تعزيز الخطاب التكفيري والمتطرف بما يشكل أرضية خصبة لما تحمله الرياح من المشرق من بذور "داعش".