«هاجر».. من محامية إلى «أم بديلة» فى وحدة المبتسرين

كتب: رحاب لؤى

«هاجر».. من محامية إلى «أم بديلة» فى وحدة المبتسرين

«هاجر».. من محامية إلى «أم بديلة» فى وحدة المبتسرين

من دفء أحشاء أمهاتهم إلى البراح المخيف ينتقلون فى ثوانٍ دون أن يفهموا ماذا يحدث، يظنهم كثيرون مجرد أطفال حديثى الولادة لا يفهمون شيئاً، لكن هاجر البدرى لا تحسبهم كذلك، الأم البديلة التى تستقبل المولود فى أول دقائق من حياته لتساعده تؤكد العكس، الطفل يعى الكثير ويشعر بالخوف وينشد الأمان فى حضن توفره له الشابة ذات الـ25 عاماً.

{long_qoute_1}

«هاجر»، التى تعمل ضمن فريق التمريض بأحد المستشفيات الخاصة بمحافظة الإسكندرية تملك شغفاً خاصاً باستقبال المواليد، جعلها بجانب دراستها فى كلية الحقوق تتجه لدراسة التمريض بأحد المعاهد الخاصة لتودع العمل بالمحاماة بعد التخرج وتتحول إلى مشرفة وحدة بالمستشفى الذى تعمل به: «تخصصى الأطفال المبتسرين، من أول يوم لحد شهرين، أنا أول واحدة بتشوف البيبى وبتاخده فى حضنها، بستلمه من بطن مامته، بعمل له الإفاقة، وأديله أكسجين، ودوا معين لازم ياخده أول ما يتولد، بحط له كلبس السرة، بحمّيه، وألبسه هدومه، وأطمن إن نَفَسه كويس، وببدأ أشوف قدرته على الرضاعة بعدها بتكون مامته فاقت أبدأ أسلمه ليها».

أربع سنوات من العمل تعاملت خلالها الشابة مع نحو 50 إلى 60 طفلاً شهرياً، لم تتزوج بعد، لكنها خاضت اللحظة المميزة مئات المرات: «حديثى الولادة بيفهموا طبعا، لذلك بحب ألعب معاهم، أمسك إيديهم وأكلمهم وفى مرة بيبى مسك إيدى ورفض يسيبها عمرى ما هانساه».. تذكر تلك المرة التى جاءتها طفلة مبتسرة وُلدت فى الشهر السابع: «كان عندها 28 أسبوع واتحجزت شهر فى الحضّانة، وكانت على جهاز تنفس صناعى، دخل علينا العيد وكان فريق العمل كله مسافر مفضلش غيرى أنا وهى، رفضت أعيّد وقضيت التلات أيام معاها فى الحضانة لدرجة إن والدتى كانت بتيجى عشان تجيبلى الهدوم والأكل، كانت هى عيدى».

لا يخلو الأمر من مواقف مؤلمة وقاسية: «مش هانسى مشهد أب وأم كان عندهم مشاكل فى الخلفة هم الاتنين وجابوا طفل بأعجوبة لكن الأم صحتها كانت تعبانة والطفل اتولد برئة غير مكتملة وميكروب فى الدم ومشاكل خلقية كتير، بعد 12 سنة بدون خلفة، الطفل اتوفى، وللأسف أنا اللى بلغت والده وسلمته ليه».


مواضيع متعلقة