«الأوقاف»: ارتفاع حصيلة النذور من 12 إلى 18 مليون جنيه.. و40% زيادة عن العام الماضى

كتب: سعيد حجازى وعبدالوهاب عيسى

«الأوقاف»: ارتفاع حصيلة النذور من 12 إلى 18 مليون جنيه.. و40% زيادة عن العام الماضى

«الأوقاف»: ارتفاع حصيلة النذور من 12 إلى 18 مليون جنيه.. و40% زيادة عن العام الماضى

تشهد صناديق النذور بالمساجد الكبرى طفرة كبيرة فى حصيلتها خلال العامين الماضيين، حيث أعلنت وزارة الأوقاف، منذ أيام، ارتفاع حصيلة صناديق النذور بالمساجد من 12 مليوناً و535 ألف جنيه العام الماضى إلى 17 مليوناً و795 ألفاً هذا العام، بزيادة قدرها 5 ملايين جنيه و260 ألفاً، وبزيادة نحو 40% عن العام الماضى، و250% عن العام قبل الماضى.

{long_qoute_1}

وعلمت «الوطن» من مصدر بـ«الأوقاف» أن صناديق النذور بمساجد الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة جمعت مليون جنيه خلال أيام العيد الثلاثة، وقال المصدر إن حصيلة الأوقاف ارتفعت منذ بداية العام المالى الحالى بنسبة تقترب من 40% مقارنةً بنفس الفترة من العام الماضى، بسبب زيادة ضبط منظومة فتح وإغلاق صناديق النذور إلى جانب تركيب الكاميرات بالمساجد وزيادة المتابعة والمراقبة المستمرة للصناديق.

وأوضح أن المساجد التى تحتوى على صناديق النذور تنقسم لفئتين؛ أولاهما الفئة «أ» وتحقق أعلى عائد فى صناديق النذور، على رأسها «السيد البدوى والإمام الحسين وعبدالرحيم القناوى وأبوالحجاج بالأقصر والسيدتان نفيسة وزينب وسيدى أبوالحسن الشاذلى». والفئة الثانية من المساجد هى الفئة «ب» وأهمها «السيدة عائشة»، وأبرز الشهور التى يكون بها عائد فى هذه الصناديق هى التى يكون بها موالد مثل مولد الإمام الحسين فى 25 ربيع الثانى، حيث يحضره أعداد كبيرة كل عام. ولفت إلى أن أكبر المساجد فى تحقيق إيرادات من خلال صناديق النذور بها مسجد «السيدة زينب» بواقع 1.9 مليون جنيه للعام الماضى، مقابل 2 مليون منذ بداية العام الحالى.

ويبلغ عدد المساجد الكبرى التى تحتوى صناديق نذور على مستوى الجمهورية ١٧٩ مسجداً، منها ٣٢ فى القاهرة و٦ فى الجيزة و٢٩ بالغربية و١٠ بالدقهلية و١٢ بكفر الشيخ و٦ بالبحيرة و٨ بالمنوفية و٥ بكل من الشرقية ودمياط والسويس، و٢١ بالإسكندرية، و٨ بالفيوم، و٣ فى بنى سويف، و٦ بالمنيا و٦ بالأقصر ومسجدان فى جنوب سيناء ومسجد بالبحر الأحمر.

{long_qoute_2}

وحول توزيع تلك الأموال قال المصدر إنه وفقاً للقرار رقم 52 لسنة 1998 تفتح صناديق النذور التابعة لوزارة الأوقاف كل أسبوع أو شهر أو سنة حسب المسجد عن طريق مديريات الأوقاف، ويتم توزيعها على المشايخ ومقيمى الشعائر والعمال، وفقاً للقرار، حيث يتم منح شيخ المسجد أو الإمام حصة ونصف الحصة بما لا يزيد على 300 جنيه، وأمين المكتبة وكاتب النذور ومقيم الشعائر ورئيس العمال حصة واحدة نحو 100 جنيه، مع صرف نصف حصة لقارئ السورة والحرفيين بما يعادل 80 جنيهاً، ووفقاً للقرار نفسه، يحصل شيخ مشايخ الطرق الصوفية على 150 ألف جنيه، سواء كل أسبوع أو شهر أو سنة حسب فتح الصندوق، ويكون فى لجنة فتح الصندوق مندوب من وزارة الداخلية.

وفى دراسة أعدها «مركز المصريون» للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، بعنوان «صناديق النذور ودورها فى عملية التنمية» تبين أن عدد المساجد التى تضم بداخلها أضرحة تقدر بنحو 3000 مسجد أبرزها 10 مساجد هى «الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة وأبوالعباس وإبراهيم الدسوقى والسيد البدوى والسيدة حورية وأبوالحسن الشاذلى والعارف بالله عبدالرحيم القناوى وأبوالحجاج الأقصرى»، وأوضحت الدراسة أن متوسط عدد صناديق النذور الموجودة فى كل مسجد يقدر بنحو 3 صناديق نذور، بإجمالى 9 آلاف صندوق داخل مساجد مشاهير الأولياء والصالحين، يضاف إليها 5 آلاف ضريح آخر لا تتبع الأوقاف وتضم نحو 5 آلاف صندوق للنذور.

وأكدت الدراسة أن إجمالى عدد الأضرحة الرسمية والمسجلة لدى وزارة الأوقاف والمجلس الأعلى للطرق الصوفية، تقدر بنحو 6 آلاف ضريح منها نحو 1000 ضريح تعد من معالم الأولياء على مستوى الوطن العربى، أشهرها أضرحة الأولياء بالقاهرة، التى تضم نحو 294 ضريحاً من أشهرها «الحسين، والسيدة زينب، والسيدة نفيسة»، فيما تتوزع البقية على باقى المدن والمحافظات، فعلى سبيل المثال يوجد فى مركز فوّة بمحافظة كفر الشيخ 81 ضريحاً وفى مركز طلخا فى محافظة الدقهلية 54 ضريحاً، وفى مركز دسوق 84 وفى مركز تلا 133 ضريحاً، كما يوجد فى أسوان أحد أكبر معاقل الأولياء والصالحين حيث تضم مشهد «السبعة وسبعين ولياً».

وحول إيرادات هذه الصناديق قال الدكتور عادل عامر، فى دراسته، إن الأرقام تضاربت حول حصيلة أرباح صناديق النذور.

وحول الجهات التى تؤول إليها أموال النذور، أكدت الدراسة أنها توزع طبقاً للقانون على 6 جهات رسمية وهى «الأزهر والأوقاف ووزارة الداخلية ووزارة التنمية المحلية ووزارة الثقافة، إضافة إلى المجلس الأعلى للطرق الصوفية الذى يحصل على 10٪ من هذه الأموال».

وحذرت الدراسة من صناديق النذور والتبرعات الموجودة بمئات المساجد التابعة للجمعيات الأهلية والتى يقدر عدها بنحو 3 آلاف مسجد، تؤول أموالها بالكامل للجمعيات وليس للدولة، مؤكداً أن بعض هذه الجمعيات تستغل هذه الأموال فى دعم وتمويل الجماعات الإرهابية فى مصر.

ولم يكن الخلاف حول إيرادات صناديق النذور، لكن وجد خلاف آخر كبير حول مشروعية وجود الصناديق داخل الأضرحة، ويقول الدكتور أحمد محمود كريمة، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، إن النذر هو إلزام مكلف مختار نفسه شيئاً لله تعالى، وأضاف أن وضع صناديق النذور داخل الأضرحة أو فى غرف الأضرحة مخالف للشريعة الإسلامية لما يؤديه من تهديد مباشر لصحة العقيدة الإسلامية، ولما يتميز به الإسلام من أن العبادات كلها لله وحده وليست لما سواه فليست لنبى ولا لعالم ولا لولى، وطالب بنقل هذه الصناديق من داخل هذه الأضرحة إلى صحن المسجد ليكون التبرع لعمارة المسجد والدعوة الإسلامية فيه فقط، وإلا لو اعتقد الناذر أو نوى أنها من أجل فلان فهذا شرك صريح.

وأشار إلى أن النذر المرغوب ما كان نذراً مطلقاً يتوصل به إلى طاعة الله كأن يقول القائل دون تعليق على أمر دنيوى لله على نذر، ومنه ما هو مكروه كمن علق على منفعة دنيوية كأن يقول «إن شفى الله المريض فعلىّ كذا»، ومنه ما هو محرم إذا قصد بالنذر غير الله عز وجل ويتمثل هذا فى الواقع المعاصر بدفع أموال نقدية بالنية لصاحب قبر أو ضريح، فالعوام وغيرهم يأتون إلى مسجد به ضريح وينوون أن يدفعوا هذا النذر من أجل صاحب الضريح، وهذا مخالف للشريعة الإسلامية جملة وتفصيلاً، قال عز وجل «قل إن صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين لا شريك له».


مواضيع متعلقة