اقتراب الانتخابات التشريعية الروسية لا يثير حماسة الناخبين

كتب: أ ف ب

اقتراب الانتخابات التشريعية الروسية لا يثير حماسة الناخبين

اقتراب الانتخابات التشريعية الروسية لا يثير حماسة الناخبين

تنوي سفيتلانا غيراسيموفا، التصويت لمرشح "السلطة" في الانتخابات البرلمانية الأحد المقبل في روسيا، إلا أن مدرسة الموسيقى هذه تعترف أنها لا تعرف اسمه، أو المرشحين الآخرين في دائرتها في وسط موسكو.

وقالت المرأة البالغة من العمر 58 عامًا: "يجب أن تحصل انتخابات، وينبغي أن أشارك فيها، لا أعرف لصالح من سأمنح صوتي، لكن بالتأكيد سيكون للسلطات الحالية، لكنني لا أعرف المرشحين".

على مسافة أمتار قليلة، كان نيكولاي غونشار، "مرشح الحكومة" الذي قالت أنها ستمنحه صوتها، في المكان، وقد نظم لقاء مع سكان حي كيتاي جورود، قائلًا إنه يريد الإعلان عن مشروع لإقامة حديقة عامة في موقف سابق للسيارات.

ولم يكن في الإمكان رؤية أي إعلان في المكان عن التجمع، فيما فاق عدد كاميرات قنوات التلفزيون المحلية عدد الحاضرين تقريبًا، وقالت سفيتلانا "أسكن في الشارع المقابل، ولم أكن أعلم أن المرشح سيأتي، أو أنه سيلتقي سكان المنطقة".

وانتقدت منظمة "غولوس" غير الحكومية التي تدافع عن حقوق الناخبين في تقرير أصدرته مؤخرًا، الحملة الانتخابية "الباهتة والأقل نشاطًا خلال السنوات العشر الماضية".

وفي استطلاع حديث، خلص مركز الدراسات السوسيولوجية المستقل "ليفادا" إلى أن 43% من الذين شملهم الاستطلاع يجهلون تمامًا كل ما يتعلق بالحملة، في حين أكد 9% أنهم يتابعونها بشكل جدي.

ويملك النائب البالغ 69 عامًا والمنتمي إلى حزب "روسيا الموحدة" الموالي للكرملين باعًا طويلًا في السياسة، فهو رئيس اللجنة المالية في الدوما "مجلس النواب"، وانتخب نائبًا تكرارا منذ كانون ديسمبر 1995، ويتوقع إعادة انتخابه مجددًا في دائرته الانتخابية في وسط موسكو حيث يعيش 700 ألف نسمة.

وقال النائب المتخصص في الاقتصاد لوكالة فرانس برس "المهم هو المشاكل في دائرتك الانتخابية، يبدي الناخبون بالطبع اهتمامًا بقضايا السياسة العامة المتعلقة ببوتين، والعقوبات الغربية، لكن 99% من قضاياهم تتمحور حول مواقف السيارات أو تحديث المباني السكنية.

وتابع "عندما يبتعد المرشح عن هذه المسائل، فإنه يعطي انطباعًا بعدم الكفاءة، وعندما يطلب منك الناس تجديد المباني وتتحدث عن قانون جديد لمكافحة الإرهاب، فانك بذلك لا تقيم تواصلا معهم".

 حل المشاكل 

في الحي حيث سيتم تشييد الحديقة العامة، تجاور المباني التي تم تجديدها مصانع صغيرة مقفرة، وتعرب امرأة عن الأسف لرؤية مبنى مهجور هو عبارة "سكن جامعي لم يتغير منذ 25 عاما".

لكن غونشار، يفضل أن يشير إلى مبنى أنيق من أربعة طوابق عمل من أجل تجديده.

وقال النائب: "ما يهم الناس هو أن تصغي إليهم السلطات، وأن يكون الشخص الذي انتخبوه قادرًا على حلّ مشاكلهم"، مشيرًا إلى أن لقاءاته السابقة مع السكان المحليين كانت تجمع سبعين شخصًا على الأقل.

وأضاف: "الناخبون يعرفونني، كما يعرفون طراز السيارة التي أقودها، وماذا أرتدي، وما إذا كنت مدخنا أم لا".

لكن هذه التفاصيل لا تهم كثيرا فاليري أندرييف 77 عامًا، الذي أمضى أكثر من ستين سنة في الحي، وهو أيضًا سيمنح صوته لصالح السلطة قائلًا: "سأصوت لبوتين، لنهجه السياسي".

وقال المهندس النووي السابق، أن المدينة "تتغير في الاتجاه الصحيح" منذ انتخاب الموالي للكرملين سيرغي سوبيانين رئيسًا للبلدية عام 2010.

وأضاف: "لكن هؤلاء الدمى (النواب) ماذا يفعلون؟ إنهم لا يفعلون شيئًا، لا يؤثرون في شيء، ولا يستطيعون القيام بأي شيء".


مواضيع متعلقة